============================================================
مكتية القاهرة سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) فسمىفتى لأنه كسر الأصنام، فهو فتى الخليل التل وجد أصناما حسية فكسرها، وأنت لك أصنام معنوية فإن كسرتها كنت فتى ولك أسنام خمة: النفس، والهوى، والشيطان، والشهوة، والدنيا، فإن كسرتها فأنت الفتى، وافهم مامنا لا سيف إلاذى الفقار، ولا فتى إلا (على): وسئل ق: نم بدأ صاحب الرسالة إبراهيم بن أدهم دون غيره، وربما كان غيرد متقدما عليه فى التاريخ؟ فقال الشيخ قي: لأن إبراهيم كان من ملوك الدنيا، فأصبح ومو كذلك فجاء وقت الظهر وهو من كبار الأولياء، فبدأ به صاحب الرسالة ليعلم أن فضل الله بعمل وقال طلبه: عبد هو فى الحال بالحال، وعبد هو فى الحال بالمحول، فالذى هو فى الحال بالحال: عبد الحال، والذى هو فى الحال بالمحول: عبد المحول، وإمارة من هو فى الحال بالحال أن يأسي عليها إذا فقدها ويفرح بها إذا وجدها، والذى هو فى الحال بالمحول لا يفرح إذا وجدت ولا يحزن عليها إذا فقدت، ومعنى كلام الشيخ هذا: أن من تحقق بالله ملك الأشياء ولم تملكه فيصير الحال قهر تصريفه، وإنما يكون ذلك الرجل لرسوخه فى العلم بالله، والعلم حاكم على الحال وبه يوزن، والحال إنما هو فرع من فروع العلم، والعلم قار ثابت، والحال لا بقاء لها ولذلك قالوا: لو لم تحل ما سعيت حالا وكلما حال فقد زالا انظر إلى الظل إذا ما انتهى يأخذ فى النقص إذا مالا والأكابر ملكيم الله أحوالهم وجملهم حاكمين عليها، ومن هنا لما قيل للجنيد : ما لنا نرى المشايخ يتحركون فى السماع وأنت لا تتحرك، فقال (( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمز مر السحاب )(1) وقيل لبعضهم: مالك لا تتحرك فى السماع، فقال: إنه اذا كان فى الجمع كبير احتشمت مته فأمسكت على وجدى، فإذا خلوت وحدى أرسلت على وجدى قتواجدت فانظر كيف كان زمام حاله يمسكها إذا شاء ويطلقها إذا اتسع القلب بمعرفة الله غرقت فيه الواردات، وإنما يبدأ أثر الحال على من ضاق عن وسعها، والعارف له وسع المعرفة، فاذا ورد الوارد عليه غرق فى وع معرفته وهل رأيت بحرا فاض بمطر حاب، ولهذا جهلت أحوال الأكابر أرباب المقامات، واشتهر أهل الأحوال لظهور ) النمل: 48)
صفحة ١٣٥