من لم أزل من تأنيه على ثقةٍ ... ولم أبت من تجنيه على حذر
كم اشترى بكرى عينيه من سهر ... هدوء عين الهدى في ذلك السهر
وقال من قصيدة:
ألم يأن أنم يبكي الغمام على مثل ... ويطلب ثأري البرق منصلت النصل
أقلي بكاء لست أول حرّةٍ ... طوت بالأسى كشحًا على مضض الثكل
وفي أمّ موسى عبرةٌ إذ رمت به ... إلى اليم في التابوت فاعتبري واسلي
ولله فينا علْم غيبٍ وحسبنا ... به عند جور الدهر من حكمٍ عدل
ومنها:
كريمٌ عريقٌ في الكرام وقلما ... يرى الفرع إلا مستمدًا من الأصل
يرفّ على التأميل لألاء بشره ... كما رفّ لألاء الحسام على الصقل
ويغني عن المدح اكتفاءً بغيره ... غنى المقلة الكحلاء عن زينة الكحل
ومنها:
حمائم شكري صبحتك هوادلًا ... تناديك من أفنان آدابك الهدل
جواد إذا استنّ الجياد إلى مدى ... تمطّر فاستولى على أمد الخصل
ومنها:
وإنّي لتناهى نهايَ عن التي ... أشار بها الواشي ويعقلني عقلي
ومنها:
ألا إنّ ظنّي بين فعليك واقفٌ ... وقوف الهوى بين القطيعة والوصل
وأين جواب منك ترضي به العلا ... إذا سألتني عنك ألسنة الحفل؟
وقال من قصيدة:
وفي الرّبرب الإنسي أحوي كناسه ... نواحي ضميري لا الكثيب ولا السقط
وقال من قصيدة:
ما على ظنّي باس ... يجرح الدّهر وياسو
ربّما أشرف بالمرء ... على الآمال ياس
ووادي لك نصٌ ... لم يخالفه القياس
فادر ذكرى كاسًا ... ما امتطت كفّك كاس
فعسى أن يسمح الدّهر ... فقط طال الشماس
لا يكن عهدك وردًا ... إنّ عهدي لك آس
وقال من قصيدة:
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذ جانب العيش طلقٌ من تألفنا ... ومورد اللهو صافٍ من تصافينا
لا تحسبوا نأيكم عنّا يغيرنا ... أنْ طالما غيّر النأيُ المحبينا
والله ما طلبتْ أهواؤنا بدلًا ... منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
يا روضةً طالما جنت لواحظنا ... وردًا جلاه الصّبا غضًا ونسرينا
ومنها:
فكأنّما لم نبت والوصل ثالثنا ... والسعد قد غض من أجفان واشينا
سرّان في خاطر الظلماء يكتمنا ... حتى يكاد لسان الصبح يغشينا
إنّا قرأنا الأسى عند النوى سفرًا ... مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أمّا هواك فلم نعدل بمنهله ... شربًا وإن كان يروينا فيظمينا
لم نجف أفق جمال أنت كوكبه ... سالين عنه ولم هجره قالينا
ومنها:
لا أكؤس الرّاح تبدى من شمائلنا ... سيما ارتياحٍ ولا الأوتار تلهينا
فما استعدنا خليلًا عنك يصرفنا ... ولا استفدنا حبيبًا عنك يسلينا
وقال من أخرى:
والروض عن مائه الفضّي مبتسمٌ ... كما حللت عن اللبات أطواقًا
الآن أحمد ما كنّا لعهدهم ... سلوتم وبقينا نحن عشاقا
وقال: لو كان أمري في كتم الهوى بيدي=ما كان يعلم ما في قلبي البدن وقال أيضًا:
غريب بأرض الشرق يشكر للصبّا ... تحمّلها منه السلام إلى الغرب
وما ضر أنفاس الصّبا في احتمالها ... سلتم فتى يهديه جسم إلى قلب
وقال:
أنت معنى الضّنى وسر الضلوع ... وسبيل الهوى وقصد الدموع
أنت والشمس ضرتان ولكن ... لك عند الغروب فضل الطلوع
إنما أنت والحسود معنّى ... كوكب يستقيم بعد الرجوع
وقال:
سالمت أعدائي لأنك منهم ... يا من يصحّ بمقلتيه ويسقم
أصبحت تسخطني وأمنحك الرّضى ... جورًا وتظلمني ولا أتظلم
يا من تألّف ليله ونهاره ... فالحسن بينهما مضيء مظلم
قد كان في شكوى الهوى لي راحةٌ ... لو أنني أشكو إلى من يرحم
قال من قصيدة:
أما في نسيم الريح عرف معرف ... لنا هل لذات الوقف بالجزع موقف
فنقضي أوطار المنى في زيارةٍ ... لنا كلف منها بما نتكلّف
منها:
وإني ليستهوييني البرق صبوةً ... إلى برق ثغرٍ إن بدا كاد يخطف
1 / 4