تخال خيلانه في نور وجنته ... كواكبًا في شعاع الشمس تحترق
عجبت والعين ماء والحشا لهب ... كيف التقت بهما في حبه الطرق
وقال في شجرة نارنج:
وتندى بها في مهب الصبا ... زبرجدة أثمرت باللهب
وقال فيها:
ومياسة تزهى وقد خلع الحيا ... عليها حلي حمرًا وأردية خضرا
يذوب لها ريق الغمامة فضة ... ويجمد في أعطافها ذهبًا نضرا
وقال:
يضاحكها ثغر من الشمس ضاحك ... ويلحظها طرف من الماء أزرق
وتجلى بها للماء والنار صورة ... تروق فطرفي حيث يغرق يحرق
وقال:
وارتد للشمس طرف به من السقم فتره
يجول للغيم كحل ... فيه وللقطر عبره
وقال:
والليل قد ولى يقلص برده ... كدًا ويسحب ذيله في المغرب
وكأنما نجم الثريا سحرة ... كف تمسح عن معاطف أشهب
وقال في البرد:
فالأرض تضحك عن قلائد أنجم ... نثرت بها والجو جهم قاطب
وكأنما زنت البسيطة تحته ... فأكب يرجمها الغمام الحاصب
وقال في أسود:
يا جامعًا بمساويه وطلعته ... بين السوادين من ظلم ومن ظلم
أمثله حسدًا في مثله جسدًا ... لقد تألف بين النار والفحم
وقال في صفة شعره:
تلوح به في دهمة الحبر غرة ... ويركض في شوط الفصاحة سابح
وقال:
وندىً أنس هزني ... هز الشراب من الشباب
والليل وضاح الجبين ... قصير أذيال الثياب
فقنصت منه حمامة ... بيضاء تنسخ من غراب
والنور مبتسم وخد ... الورد محطوط النقاب
وكأن كأس سلافة ... ضحكت إليهم عن حباب
وقال:
وصدر ناد نظمنا له القوافي عقدا
في منزل قد سحبنا بظله العز بردا
قد تأرج نور غض يخالط وردا
تذكو به الشهب جمرًا ويعبق الليل ندا
كما تنفس ثغر عذب يقبل خدا
وقال:
وأغيد في صدر الندى لحسنه ... حلي وفي صدر القصيد نسيب
جلاها وقد غنى الحمام عشية ... عجوزًا عليها للحباب مشيب
وجاء بها حمراء أما زجاجها ...
فماء وأما ملؤه فلهيب
وغازلنا جفن هناك لنرجس ... ومبتسم للأقحوان شنيب
ففله ذيل للتصابي سحبته ... وعيش بأكناف الشباب رطيب
وقال:
ومقنع بخلًا بنضرة حسنه ... أمسى هلالًا وهو بدر تمام
قبلت منه أقحوانة مبسم ... رفت وراء كمامة لللثام
ولثمت جمرة وجنة تندى به فكرعت في برد بها وسلام
وبكل مرقبة مناخ غمامة ... مثل الضريب بها مجاج نعام
أوحت هناك إلى الربى أن بشري ... بالري فرع أراكة وبشام
وكفى بلمح غمزة حاجب ... وبصوت ذاك الرعد رجع كلام
ذاكي لسان النار تحسب أنه ... برق تمزق عنه جيب غمام
وكأن بدء النار في أطرافه ... شفق لوى عطفًا بذيل ظلام
وقال من أخرى:
وما شاقني إلا وميض غمامة ... تطلع في نجد فحيا اللوى ربعا
فقل في أتى قد تهادى كأنه ... إذا ما ثنى أعطافه حية تسعى
وماء مسيل سائل لقرارة ... فبينا ترى منه حسامًا ترى درعا
وقال:
وهل هي إلا جملة من محاسن ... تغاير أبصار عليها وآذان
بأمثالها من حكمة في بلاغة ... تحلل أضغان وترحل أظعان
وتنظم في نحر المعالي قلادة ... وتسحب في نادي المفاخر أردان
تدفق ماء الطبع فيه تدفقًا ... فجاء كما يصفو على النار عقيان
أتاني يرف النور فيه نضارة ... ويكرع منه في الغمامة ظمآن
فهل ترد الأستاذ عني تحية ... تسير كما عاطي الزجاجة ندمان
تهش إليها روضة الحزن سحرة ... ويثني إليها من معاطفه البان
وقال:
نبه وليدك من صباه بزجرة ... فلربما أغفى هناك ذكاؤه
وانهره حتى تستهل دموعه ... في وجنتيه وتلتظي أحشاؤه
فالسيف لا تذكو بكفك ناره ... حتى يسيل بصفحتيه ماؤه
وقال:
هذه نعماه مل يدي ... وثنا حسناه ملء فمي
وقال:
غازلته والأقحوانة مبسم ... والآس صدغ والبنفسج خال
ووراء خفاق النجاد ضبارم ... يسري به خلف الظلام خيال
1 / 25