والروض وجه أزهر والظل فر ... ع أخضر والماء ثغر أشنب
في حيث أطربنا الحمام عشية ... فشدا يغنينا الحمام المطرب
واهتز عطف الغصن مكن طرب بنا ... وافتر عن ثغر الهلال المغرب
فكأنه والحسن مقترن به ... طوق على برد الغمامة مذهب
منها:
كرموا فلا غيث السماحة مخافٌ ... يومًا ولا برق اللطافة خلب
من كل أزهر للنعيم بوجهه ... ماء يرقرقه الشباب فيسكب
وقال يندب الأخوان:
ألا عرس الإخوان في ساحة البلى ... وما رفعوا غير القبور قبابا
فدمع كما سح الغمام ولوعة ... كما ضربت ريح الشمال شهابا
منها:
فطال وقوفي بين وجد وزفرة ... أنادي رسومًا لا تحير جوبا
وأمحو جميل الصبر طورًا بعبرة ... أخط بها في صفحتي كتابا
وحسبي شجوًا أن أرى الدار بلقعًا ... خلاء وأشلاء الحبيب ترابا
وقال:
طاف الخيال به فأسرج أدهمًا ... وسما السماك له فأسرج لهذما
وسرى يطير به عقاب كاسرٌ ... باتت تلاعب من عناق أرقما
في سدفة يندي حياها صفحة ... وبطيب ريًا ريحها متنسما
فتكاد ريقة طلها أن تجتني ... رشفًا وتبسم ريقها أن يلثما
وسرى الهلال يدب فيها عقربًا ... وانساب منعطف المجرة أرقما
منها في صفة منزل:
أكرمته عن أن يذال بوطأة ... ولمثله من منزل أن يكرما
دمعت به عين الغمام صبابة ... ولربما طرب الجواد فحمحما
وقال يصف شجرة:
خط الربيع قناعها عن مفرق ... شمط كما يرتد كأس الراح
فضح الثرى نوارها فكأنما ... مسحت معاطفها يمين سماح
لذا حاك لها الغمام ملاءة ... لبست بها حسنًا قميص صباح
ولوى الخليج هناك صفحة معرض ... لثمت سوالفها ثغور أقاح
وقال:
وأغيد أهدي نرجسًا من محاجر ... وثنى فأتلى سوسنًا من سوالف
تطلع مثل الرمح لونًا وقامة ... وفتكة ألحاظ ولين معاطف
فقبل طرفي في محياه مبسمًا ... شنيبًا ومن صدغيه لعس مراشف
وقال:
ما للعذار وكان وجهك قبلة ... قد خط فيه من الدجى محرابا
ولقد علمت بكون ثغرك بارقًا ... أن سوف يزجي للعذار سحابا
وقال:
يا رب وضاح الجبين كأنما ... رسم العذار بصفحتيه كتاب
خلعت عليه من الصباح غلالة ... تندى ومن شفق المساء نقاب
منها:
لقد حللت بشاطئيه يهزني ... طربًا شباب راقني وشراب
وعبرت دجلته يضاحكني بها ... فرحًا حبيب شاقني وحباب
وقال من قطعة:
مر بنا وهو بدر تم ... يسحب من ذيله سحابا
بقامة تنثني قضيبًا ... وغرة تلتظي شهابا
بات بها مبسم الأقاحي ... يرشف من طلها رضابا
وقال في الكأس:
فكأنه در تحلل ... في شعاع قد نجسم
فقرأت سطر زمرد ... فيه بمسك الخال مفعم
وكأن جوهر لفظه ... نظم بفيه إذا تبسم
وكأن لؤلؤ ثغره ... نثر بفيه إذا تكلم
وقال:
علقت طرفًا فاتنًا فاترًا ... فيك وغرًا منك غرارا
ينشر من صفحته رقعةً ... ويدمج الأصداغ أسطارا
يدير للأعين من وجهه ... كعبة حسن حيثما دارا
فلي به عينٌ مجوسيةٌ ... تعبد من وجنته نارا
وقال:
كأنني بعدكم شمالٌ ... قد فارقت منكم يمينا
وقال:
ومن لي بذاك الخشف من متقنص ... فآكله عضًا وأشربه لثما
وقال:
وأصغي إلى لحن فصيح يهزّه ... كما هزّ نشر الريح ريحانة سكرى
تهش إليه النفس حتى كأنه ... على كبد نعمي وفي أذن بشرى
وقال:
وكانت سماء الله لا تمطر الحصى ... ليالي كنا لا نطيش حلوما
فلما تحولنا عفاريت شرةٍ ... تحول شؤبوب الغمام رجوما
وقال:
أغار لخديه على الورد كلما ... بدا ولعطفيه على غصن البان
حبيب عليه لجةٌ من صوارم ... علاها حباب من أسنّة مرّان
طوى برده منه صحيفة فتنة ... قرأنا لها من وجهه سطر عنوان
محبته ديني ومثواه كعبتي ... ورؤيته حجي وذكراه قرآني
وقال:
1 / 21