وجه إدريس بن يحيى بن علي ... بن حمود أمير المؤمنين
حط بالمسك على أبوابه ... أدخلوها بسلام آمنين
ملك ذو هيبة لكنّه ... خاشع لله رب العالمين
وإذا أشكل خطب معضل ... صدع الشك بمصباح اليقين
وإذا راهن في السبق أني ... وبيمناه لواء السابقين
يا بني أحمد خير الورى ... لأبيكم كان وفد المسلمين
نزل الوحي عليه فاحتبى ... في الدجى فوقهم الروح الأمين
خلقوا من ماء عدل وتقي ... وجميع الماس من ماء وطين
انظرونا نقتبس من نوركم ... إنه من نور رب العالمين
٦٢=وقال أبو عبد الله محمد بن البين:
ولما تولت بالجمال جمالهم ... تولى جميل الصبر يوم تولت
بوادي الكرى لاقيتها وهي عاطل ... فأرسلت درّ العين حتى تجلت
وقال:
غصبوا الصباح فقسموه حدودا ... واستوهبوا قضب الأراك قدودا
ورأوا حصى الياقوت دون محلهم ... فاستبدلوا منه النجوم عقودا
واستودعوا حدق المها أجفانهم ... فسبوا بهن ضراغما وأسوادا
لم يكف أن خلفوا الأسنة والظبا ... حتى استعاموا أعينًا وخدودا
وتضافروا بضفائر أبدوا لنا ... ضوء النار بليله معقودا
صاغوا الثغور من الأقاحي بيناه ... ماء الحياة لو اغتدى مورودا
٦٣- وقال أبو محمد بن هود:
ضللتم جميعًا يآل هود عن الهدى ... وضيعتم الرأي الموقق أجمعا
وإن طلعت تلك البدور أهلّةً ... فلم يبق إلا أن أغيب وأطلعا
فلا تقطعوا الأسباب بيني وبينكم ... فأنفكم منكم وإن كان أجدعا
وقال:
تركت محلّي جنّةً فوجدتها ... على كل أيدي الحادثات جهنما
لتصنع بي الأيام ما شئن آخرا ... فما صنعت بي أولًا كان أعظما
٦٤- وقال أبو عمر بن فتح بن برلوصة:
إن ابن برد لفتى ماجد ... ونفسه بالجود مفتونة
مددت كفى نحو بلوطة ... فقال: دعها وخذ التينة
٦٥- وقال أبو عمر يوسف بن كوثر الشنتريني:
إلا لا يفند عاشقًا من له ذهن ... فو الله لولا العشق ما عرف الحسن
٦٦- وقال أبو الوليد المعروف بالنحلي:
راقت محاسنها ورقّ أديمها ... فتكاد تبصر باطنًا من ظاهر
وتمايلت كالغصن في ورق النقا ... تلتف في ورق الشباب الناضر
يندى بماء الورد مسبل ثغرها ... كالطل يسقط من جناح الطائر
تزهى برونق حسنها وجمالها ... زهو المؤيد بالثناء العاطر
ملك تضاءلت الملوك لقدره ... وعنا له صرف الزمان الجائر
وإذا لمحت جبينه ويمينه ... أبصرت بدرًا فوق بحر زاخر
٦٧- وقال أبو بكر محمد بن سوار الأشبوني:
سريت وأصحابي يميلهم الكرى ... فهم منه في سكر وما بهم سكر
وأفردت سهمًا واحدًا في كنانة ... من الحرب لا يخشى على مثله الكسر
وكنت عهدت الحرب مكرًا وخدعة ... ولكن مع المقدور مالا مرئ مكر
فطاعنتهم حتى تحطمت القنا ... وضاربتهم حتى تكسرت البتر
وقال:
فضاقت عليّ الأرض حتى كأنها ... بما رحبت ما كان في طولها شبر
وقال:
بانوا وروحي عندهم وحشاشبي ... فتظن أنهم مضوا وبقيت
هذا فؤادي إن وجدتم غيرها ... في طيها فالنار والكبريت
منها:
ولقد حملت من الوقار سكينة ... لم يحتملها قبلك التابوت
وقال:
أنتم الأحباب في حكم الهوى ... فارفقوا لا تفعلوا فعل الأعادي
تكمن الشحناء في أحشائهم ... ككمون الجمر في جوف الرماد
منها:
وعفاف واعتكاف وتقىً ... ووفاء وعطاء وأيادي
وقال:
بدت الغزالة والعزالة وجهها ... وتكلمت فسمعت ظبيًا يبغم
جالستها وتبسمت فظننتها ... عن مثل ما في نحرها تتبسم
فتشابهت منها الثلاثة أضرب ... عق وثغر طيب وتكلم
ومضت تجر وراءها شعرًا كما ... أعطاك خافية الغراب الأسحم
يمحو مواقع خطوها فكأنه ... يخيفه عن عين الرقيب ويكتم
والمسك فوق الترب من أردانها ... خطٌ كما رقم الرداء المعلم
هلاّ التقينا حيث تنتثر الظبا ... والهام تسقط والقنا تتحطم
1 / 16