٥١- وقال الوزير أبو الحسن صالح بن صالح الشنتمري:
حولي وحولك أعين ومسامع ... أخفي الهوى عنهن عند لقاك
لولا الحياء وأن تشيع سريرتي ... لنثرت شمل الدمع حين أراك
وقال:
أسني ليالي الدهر عندي ليلة ... لم أخل فيها الكأس من إعمال
فرّقت فيها بين جفني والكرى ... وجمعت بين القرط والخلخال
وقال:
للحسن في خلق من أهوى خلائقه ... روض بهي بسيف اللحظ محمي
فالجيد سوسنة والعين نرجسة ... والخد ورد وذاك الخال خيري
وقال:
لله ما صنع الحياء بصفحة ... لم تبق عندي لتجلد مذهبا
كان البياض بها لجينًا خالصًا ... فأحاله فغدا لجينا مذهبا
وقال:
أبدى الحبيب تعجبًا من طول مك ... ث الورد عندي عندما أهداه
لم يدر أنّ دوامه في منزلي ... من أجل أنّ مدامعي سقياه
٥٢- وقال أبو الحكم عمرو بن مذحج:
أرى الدهر أعطاك التقدم في العلا ... وإن كان قد أوفى أخيرًا بك الدهر
لئن حازت الدنيا لك الفضل آخرًا ... ففي أخريات الليل ينبلج الفجر
٥٣- وقال أبو الوليد محمد بن يحيى بن حزم:
أتجزع من دمعي وأنت أسلته ... ومن نار أحشائي ومنك لهيبها
وتزعم أنّ النفس غيرك علّقت ... وأنت ولا من عليك حبيها
إذا طلعت شمس عليّ بسلوة ... أثار الهوى لبين الضلوع لهيبها
وقال:
وطارحك الواشون عنّي بسلوة ... مغالطة هيهات ذاك بعيد
منها:
بلى إن عرتني فترة الصبر هزّني ... تذكر أيامي بكم فأعود
وقال:
وخيل الظلام أمام الصباح ... والركض قد ضمّ أعطافها
وقد فضض الفجر أذيالها ... وزاد فذهب أعرافها
منها:
وذكرني بادرات الحمام ... حمائم تندب ألافها
وقال:
لله أيام على وادي القرى ... سلفت لنا والدهر ذو ألوان
إذا تجتني في ظلّه تمر المنى ... والطير عاكفة على الأغصان
والشمس تنظر من محاجر أرمد ... والظل يركض في النسيم الواني
فلثمت فاه والتزمت عناقه ... ويد الوصال على قفا الهجران
وقال من قطعة:
وفي ساعدي حلو الشمائل مترف ... لعوب بيأسي تارة ورجائي
أطارحه حلو العتاب وربّما ... تغاضب فاسترضيته ببكائي
وفي لفظه من سورة الكأس فترةٌ ... تمت على ألحاظه بولاء
وقد عابثته الراح حتى رمت به ... لقي بين ثنيي بردتي وبردائي
على حاجة في النفس لو شئت نلتها ... ولكن حمتني عفتي وحيائي
وقال:
لاح العذار فلاح عذري فيه ... وسقى ومن عينيه ما يسقيه
كالغصن غازلت الصبا أعطافه ... فتطاء لمحة ناظري تثنية
أطوي الهوى شحًا عليه ورقةً ... والدهر ينشر منه ما أطويه
يجني فاضمر هجرة لا عن قلّي ... والحب يغفر كلّ ما يجنيه
ولكم صددت فعارضتني سورة ... من ورد وجنته وخمرة فيه
كم ليلة ضمّت عليه ساعدي ... والمسك يأخذ منه ما يعطيه
وقال:
فلما تناهى الشوق واستحكم الهوى ... وقيل فلان طاعة لفلان
ناي عن مكاني حين لا لي حيلة ... وقد حلّ من قلبي بكل مكان
وقال:
أساكن قلبي والمقام كما ترى ... لعلك تصغي ساعة فأقول
وكم أملوا لا بلغوا فيك خطة ... وحاشاك منها والحديث يطول
منها:
وسد طريق اللحظ دمعٌ كأنما ... تشحط من جفني فيه قتيل
وقال:
وكم معشر لاموا عليك رددتهم ... وأكبادهم غيظًا عليّ تذوب
ومالوا إليّ رجم الظّنون وبيننا ... إذا ما خلونا للعفاف رقيب
ولما بدت أشياء منك تريبني ... وأكثر فيها مخطئ ومصيب
إذا عرّضوا أوليتهم فيك سكتةً ... ويعرض دمعي دونهم فيجيب
وقال:
لما استمالك معشر لم أرضهم ... والقول فيك كما علمت كثير
داريت دونك مهجتي فيما شكت ... من بعد ما كادت إليك تطير
فاذهب فغير جوانحي لك منزلٌ ... واسمع فغير وفائك المشكور
وقال:
وكيف وقد حلّ ذاك الحمى ... وقد سلك الناس ذاك السبيلا
وقال:
وصنت وجه عفافي عهن تبدّله ... حتى سلا القلب عنه وارعوي البصر
1 / 13