معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

محمد محب الدين أبو زيد ت. غير معلوم
94

معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين

الناشر

دار مشارق الأنوار للبحث العلمي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

تصانيف

عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ (١) يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ (٢)، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي (٣). فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ (٤) فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: «فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» (٥). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(١) يلهث: يُخرج لسانه من العطش. (٢) الثرى: التراب الندي، يأكله من العطش من أجل أن يمص ما فيه من الماء. (٣) الكلب: مفعول «بلغ» منصوب، وفاعله: «مثل». (٤) أي: صعد من قعر البئر. (٥) معناه: في الإحسان إلى كل حيوان حي بسقيه وإطعامه أجر، وسُمِّي الحي ذا كبد رطبة؛ لأن الميت يجف جسمه وكبده، ففي هذا الحديث: الحث على الإحسان إلى الحيوان المحترم وهو ما لا يؤمر بقتله، فأما المأمور بقتله فيمتثل أمر الشرع في قتله، والمأمور بقتله: كالكافر الحربي، والمرتد، والفواسق الخمس وهي: الحدأة، والعقرب، والغراب، والفأرة، والكلب العقور.

1 / 95