معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه
الناشر
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثامنة والعشرون-١٤١٧هـ
سنة النشر
١٤١٨هـ
تصانيف
شَيْء أطيب من هذَيْن فَسكت، ثمَّ أمره بِذبح شَاة أُخْرَى ثمَّ قَالَ لَهُ: ألق بأخبث مضغتين فِيهَا فَألْقى اللِّسَان وَالْقلب، فَقَالَ لَهُ أَمرتك بِأَن تَأتِينِي بأطيب مضغتين فأتيتني بِاللِّسَانِ وَالْقلب، وأمرتك أَن تلقي أخبثها فألقيت اللِّسَان وَالْقلب؟ فَقَالَ لَهُ: إِنَّه لَيْسَ شَيْء أطيب مِنْهُمَا إِذا طابا وَلَا أَخبث مِنْهُمَا إِذا أخبثا١.
هَل كَانَ لُقْمَان نَبيا أم حكيما؟ اخْتلف السّلف فِي لُقْمَان: هَل كَانَ نَبيا أَو عبدا صَالحا من غير نبوة؟ على قَوْلَيْنِ: فَقَالَ جُمْهُور أقل التَّأْوِيل: أَنه كَانَ وليا وَلم يكن نَبيا. وَقَالَ عِكْرِمَة وَالشعْبِيّ بنبوته. وَالصَّوَاب أَنه كَانَ رجلا حكيما بحكمة الله تَعَالَى - وَهِي الصَّوَاب فِي المعتقدات، وَالْفِقْه فِي الدّين وَالْعقل - قَاضِيا فِي بني إِسْرَائِيل قَالَه ابْن عَبَّاس وَغَيره٢. عَن ابْن عمر ﵄ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول: "لم يكن لُقْمَان نَبيا وَلَكِن كَانَ عبدا كثير التفكر حسن الْيَقِين، أحب الله تَعَالَى فَأَحبهُ فَمن الله عَلَيْهِ بالحكمة، وخيره فِي أَن يَجعله خَليفَة يحكم بِالْحَقِّ، فَقَالَ: رب إِن خيرتني قبلت الْعَافِيَة وَتركت الْبِلَاد، وَإِن عزمت عَليّ فسمعًا وَطَاعَة فَإنَّك ستعصمني" ذكره ابْن عَطِيَّة وزاداه الثَّعْلَبِيّ: فَقَالَت لَهُ الْمَلَائِكَة بِصَوْت لَا يراهم: لم يَا لُقْمَان؟ قَالَ: لِأَن الْحَاكِم بأشد الْمنَازل وأكدرها، يَغْشَاهُ الْمَظْلُوم من كل مَكَان، إِن يعن فبالحري أَن ينجو، وَإِن أَخطَأ أَخطَأ طَرِيق الْجنَّة، وَمن يكون فِي الدُّنْيَا ذليلا فَذَلِك خير من أَن يكون فِيهَا شريفا، وَمن _________ ١ - الْقُرْطُبِيّ: الْجَامِع أَحْكَام الْقُرْآن ١٤/١٦ - ٦٠، وَكَذَلِكَ أَحْمد بن حَنْبَل: كتاب الزّهْد ص ٤٩. ٢ - الْقُرْطُبِيّ: الْجَامِع لأحكام الْقُرْآن ١٤/٥٩.
هَل كَانَ لُقْمَان نَبيا أم حكيما؟ اخْتلف السّلف فِي لُقْمَان: هَل كَانَ نَبيا أَو عبدا صَالحا من غير نبوة؟ على قَوْلَيْنِ: فَقَالَ جُمْهُور أقل التَّأْوِيل: أَنه كَانَ وليا وَلم يكن نَبيا. وَقَالَ عِكْرِمَة وَالشعْبِيّ بنبوته. وَالصَّوَاب أَنه كَانَ رجلا حكيما بحكمة الله تَعَالَى - وَهِي الصَّوَاب فِي المعتقدات، وَالْفِقْه فِي الدّين وَالْعقل - قَاضِيا فِي بني إِسْرَائِيل قَالَه ابْن عَبَّاس وَغَيره٢. عَن ابْن عمر ﵄ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول: "لم يكن لُقْمَان نَبيا وَلَكِن كَانَ عبدا كثير التفكر حسن الْيَقِين، أحب الله تَعَالَى فَأَحبهُ فَمن الله عَلَيْهِ بالحكمة، وخيره فِي أَن يَجعله خَليفَة يحكم بِالْحَقِّ، فَقَالَ: رب إِن خيرتني قبلت الْعَافِيَة وَتركت الْبِلَاد، وَإِن عزمت عَليّ فسمعًا وَطَاعَة فَإنَّك ستعصمني" ذكره ابْن عَطِيَّة وزاداه الثَّعْلَبِيّ: فَقَالَت لَهُ الْمَلَائِكَة بِصَوْت لَا يراهم: لم يَا لُقْمَان؟ قَالَ: لِأَن الْحَاكِم بأشد الْمنَازل وأكدرها، يَغْشَاهُ الْمَظْلُوم من كل مَكَان، إِن يعن فبالحري أَن ينجو، وَإِن أَخطَأ أَخطَأ طَرِيق الْجنَّة، وَمن يكون فِي الدُّنْيَا ذليلا فَذَلِك خير من أَن يكون فِيهَا شريفا، وَمن _________ ١ - الْقُرْطُبِيّ: الْجَامِع أَحْكَام الْقُرْآن ١٤/١٦ - ٦٠، وَكَذَلِكَ أَحْمد بن حَنْبَل: كتاب الزّهْد ص ٤٩. ٢ - الْقُرْطُبِيّ: الْجَامِع لأحكام الْقُرْآن ١٤/٥٩.
1 / 432