معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

عبد الرحمن عبد المحسن الأنصاري ت. غير معلوم
55

معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

الناشر

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

السنة الثامنة والعشرون-١٤١٧هـ

سنة النشر

١٤١٨هـ

تصانيف

رِدَائي، وَالْعَظَمَة إزَارِي، فَمن نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلقيته فِي جَهَنَّم وَلَا أُبَالِي"١. وَالْكبر أَيْضا يمْنَع صَاحبه من الاستفادة من اتِّبَاع الْحق وَالْهدى فيخسر كثيرا قَالَ تَعَالَى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا﴾ ٢. وَلِهَذَا كَانَت الْعِزَّة والكرامة للمتواضعين فَفِي الحَدِيث "مَا نقصت صَدَقَة من مَال، وَمَا زَاد الله عبدا بِعَفْو إِلَّا عزا، وَمَا تواضع أحد لله إِلَّا رَفعه الله"٣ وَبِنَاء على مَا سبق ذكره يجب على الْآبَاء والمربين أَن يعودوا أَبْنَاءَهُم ويدربوا تلاميذهم على ممارسة الْأَخْلَاق الإسلامية وَمن بَينهَا خلق التَّوَاضُع تأسيًا بقول النَّبِي ﷺ: "إِن الله أوصى إليّ أَن تواضعوا حَتَّى لَا يفخر أحد على أحد" ٤. وَقد ضرب النَّبِي ﷺ بتواضعه الْمثل الْأَعْلَى فِي ذَلِك، فَلم يعرف عَنهُ أَن رفض دَعْوَة أقل النَّاس شَأْنًا، وَلم يتعال على أحد من قومه بل كَانَ يَقُول: "إِنَّمَا أَنا عبد الله وَرَسُوله" ٥، وَلم يرد طلبا لأحد فَإِن الْأمة تَأْخُذ بِيَدِهِ وَبِه فتنطلق بِهِ فِي حَاجَتهَا٦فعلى الْأَبْنَاء والتلاميذ أَن يسموا سلوكهم بالتواضع فِي كل شَيْء، فِي

١ - ابْن مَاجَه: سنَن ابْن مَاجَه ٢/١٣٩٧، كتاب الزّهْد، بَاب الْبَرَاءَة من الْكبر، رقم الحَدِيث (٤١٧٤) . ٢ - سُورَة الْأَعْرَاف: آيَة (١٤٦) . ٣ - انْظُر تَخْرِيج الحَدِيث ص ٣٨. ٤ - مُسلم: صَحِيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ ١٧/٢٠٥، كتاب الْجنَّة وَصفَة نعيمها وَأَهْلهَا، بَاب الصِّفَات الَّتِي يعرف بهَا فِي الدُّنْيَا أهل الْجنَّة وَأهل النَّار، رقم الحَدِيث ٦٤/٢٨٦٥. ٥ - البُخَارِيّ: صَحِيح البُخَارِيّ، كتاب بَدْء الْخلق ٤٠/١٤٢. ٦ - ابْن حجر: فتح الْبَارِي بشرح صَحِيح البُخَارِيّ ١٠/٤٩٠.

1 / 479