89

اللمحة في شرح الملحة

محقق

إبراهيم بن سالم الصاعدي

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هجري

مكان النشر

المدينة المنورة

ومن ذلك قولُ زُهَيْر١: وَأَعْلَمُ مَا فِي اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ ... [وَلَكِنَّنِي] ٢عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ٣ فقسَّم الزّمان على ثلاثة أَقْسَامٍ مَجَازًا. فَكُلُّ مَا يَصْلُحُ فِيهِ أَمْسِ ... فَإِنَّهُ مَاضٍ بِغَيْرِ لَبْسِ وَحُكْمُهُ فَتْحُ الأَخِيرِ مِنْهُ ... كَقَوْلِهِمْ: سَارَ وَبَانَ عَنْهُ الماضي يُعْتَبَرُ وقوعُه في زمنٍ مَاضٍ قَرُبَ أو بَعُدَ؛ فإنْ دخل عليه حرفُ شرطٍ نَقَل معناه إلى الاستقبال٤، كقولك: (إِنْ وصلَ زيدٌ أَكْرَمْتُهُ) لِمَا يقتضيه الشَّرْط من وقوع الجزاءِ في المستقبل.

١ هو: زُهير بن أبي سُلمى؛ شاعر جاهليّ، من أصحاب المعلَّقات؛ كان ممّن يُعْنَى بشعره وينقِّحه، ولذلك سمّى قصائده الحوليّات؛ غلب على شعره المدح والحكمة؛ توفّي قبل المبعث بسنة. يُنظر: طبقات فُحول الشّعراء ١/٦٣، والشّعر والشّعراء ٦٩، والأغاني ١٠/٣٣٦، والخِزانة ٢/٣٣٢. ٢ في أ: على أنّني. ٣ هذا بيتٌ من الطّويل. والشّاهد فيه: وُرُوْدُ الأزْمِنَة الثّلاثة فيه: اليوم للحال، والأمس للماضي، وغد للمستقبَل. يُنظر هذا البيت في: ديوانه - بشرح ثعلب - ٢٩، وبشرح الأعلم ٢٥، وشرح القصائد السّبع الطِّوال ٢٨٩، وشرح ملحة الإعراب ٦٠، واللّباب ٢/١٤، والخزانة ٧/٥٠٦. ٤ في ب: للاستقبال.

1 / 132