296

اللمحة في شرح الملحة

محقق

إبراهيم بن سالم الصاعدي

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هجري

مكان النشر

المدينة المنورة

من النّعت المضاف، كقوله تعالى: ﴿وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾ ١ أي: تَمرُّ مُرُورًا مثل مرِّ السّحاب
وَرُبَّمَا أُضْمِرَ فِعْلُ الْمَصْدَرِ ... كَقَوْلِهِمْ: سَمْعًَا وَطَوْعًَا فَاخْبُرِ
وَمِثْلُهُ: سَقْيًا لَهُ وَرَعْيَا ... وَإِنْ تَشَأْ جَدْعًا لَهُ وَكَيَّا
[٥٤/ أ]
المصدر يُنْصَبُ بفعلهِ المشتقّ منه٢؛ وقد جاء في كلام العرب ما يُنْصَبُ بفعلٍ محذوفٍ، كدعاءٍ لإنسانٍ، أو دعاء عليه٣، كقولهم: (سَقْيًا [له] ٤ ورَعْيًَا) أي: سقاه اللهُ سقيًا، وكذلك: جَدْعًا٥.
وممّا نُصِبَ على المصدر ولم ينطق بفعله؛ قولهم: (سُبْحَان الله)

١ من الآية ٨٨ من سورة النَّمل.
٢ المصدر المنصوب على المفعوليّة المطلَقة، عامله إمّا مصدرٌ مثله، لفظًا ومعنى، نحو: ﴿فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا﴾ [الإسراء: ٦٣] .
أو معنىً لا لفظًا، نحو: (يعجبني إيمانُك تصديقًا)؛ أو ما اشتقّ منه من فعل، نحو: ﴿وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النّساء: ١٦٤]، أو وصفٍ، نحو: ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا﴾ [الصّافّات: ١] .
يُنظر: أوضح المسالك ٢/٣٣، والتّصريح ١/٣٢٥.
٣ هذه المصادر منصوبة بأفعال محذوفة وُجوبًا؛ لكونهم جعلوا المصدر بدلًا من اللّفظ بذلك الفعل؛ استغناءً بالمصدر عنها.
يُنظر: الكتاب ١/٣١١، ٣١٢، والتّبصرة ١/٢٦١، وشرح المفصّل ١/١١٤، وابن النّاظم ٢٦٧، والارتشاف ٢/٢٠٦، وأوضح المسالك ٢/٣٧، والتّصريح ١/٣٣٠.
(له) ساقطة من أ.
٥ الجَدْعُ: القطع؛ وقيل: هو القطع البائن في الأنف والأذن والشَّفَةِ واليد ونحوها. اللّسان (جدع) ٨/٤٠.
٦ يُنظر: الكتاب ١/٣٢٢.

1 / 351