207

اللمحة في شرح الملحة

محقق

إبراهيم بن سالم الصاعدي

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هجري

مكان النشر

المدينة المنورة

[بَابُ رُبَّ] ١: وَرُبَّ أَيْضًا ثُمَّ مُذْ فِيمَا حَضَرْ ... مِنَ الزَّمَانِ دُوْنَ مَا مِنْهُ غَبَرْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُ٢ مُذْ يَوْمِنَا ... وَرُبَّ عَبْدٍ كَيِّسٍ مَرَّ بِنَا (رُبَّ): حَرْفُ جرٍّ٣؛ معناه: التّقليل٤، ويختصّ بدخوله على الظّاهر، وبالنّكرات دون المعارِف، وقد تخفَّف كقول الشّاعر: أَزُهَيْرُ إِنْ يَشِبِ الْقَذَالُ فَإِنَّهُ ... رُبَ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لَفَفْتُ٥ بِهَيْضَلِ٦

١ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ. ٢ في شرح الملحة ١٢٢: تَقُولُ: مَا لَقِيتُهُ. ٣ هذا قولُ البصريّين، وذهب الكوفيّون إلى أنّ (رُبَّ) اسم. تُنظر هذه المسألة في: الإنصاف، المسألة الحادية والعشرون بعد المائة، ٢/٨٣٢، وائتلاف النّصرة، فصل الحروف، المسألة الرّابعة، ١٤٤، والهمع ٤/١٧٣. ٤ اختلف النّحويّون في معنى (رُبّ) على أقوال: ١- القول الأوّل: أنّها للتّقليل دائما؛ وهو مذهب الجمهور، وعليه الشّارح. ٢- القول الثّاني: أنّها للتّكثير دائما. ٣- القول الثّالث: أنّها تكون للتّقليل والتّكثير. ٤- القول الرّابع: أنّها أكثر ما تكون للتّقليل، والتّكثير بها نادر. ٥- القول الخامس: أنّها أكثر ما تكون للتّكثير، والتّقليل بها نادر. ٦- القول السّادس: أنّها حرفُ إثباتٍ، لم يوضع لتقليل ولا تكثير، بل ذلك مستَفادٌ من السِّياق. ٧- القول السّابع: أنّها للتّكثير في موضع المُباهاة والافتخار. ٨- القول الثّامن: أنّها لمُبْهَم العدد؛ تكون تقليلًا وتكثيرًا. يُنظر: الجنى الدّاني ٤٣٩، والهمع ٤/١٧٤. ٥ في أ: كففت، وهو تحريف. ٦ هذا بيتٌ من الكامل، وهو لأبي كبيرٍ الهذلي. (أزهير): الهمزة للنّداء؛ وزهير: مرخم زُهيرة وهي ابنته. و(القَذال): ما بين الأذنين والقفا؛ وهو أبطأ الرّأس شيبا. و(الهيضل): الجماعة من النّاس. و(لَجِب) - بفتح اللاّم، وكسر الجيم -: كثير الجلبة، مرتفع الأصوات؛ ويروى في مكانه (مَرِس) -بفتح فكسر -، ومعناه: شديد. و(لففت): جمعت. والشّاهد فيه: (رُبَ هيضل) حيث جاءت (رُبّ) بالتّخفيف. يُنظر هذا البيت في: ديوان الهذليّين ٢/٨٩، والأزهيّة ٢٦٥، وأمالي ابن الشّجريّ ٢/١٧٩، ٣/٤٨، والإنصاف ١/٢٨٥، وشرح المفصّل ٨/٣١، والمقرّب ١/٢٠٠، ورصف المباني ٢٧٠، والخزانة ٩/٥٣٥.

1 / 255