غير العالم لزاعم أن يزعم أن الدلالة على أن العالم (عالم) (1) دلالة على حدثه وأنه متغاير فى ذاته.
والدليل على أن لله (2) تعالى قدرة وحياة كالدليل على أن لله تعالى علما. وقد قال جل ذكره : ( أنزله بعلمه ) (3) وقال : ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) (4) فثبت العلم لنفسه وقال تعالى : ( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ) (5) فثبت القوة لنفسه.
ومما يدل على أن الله تعالى عالم بعلم أنه لا يخلو أن يكون الله تعالى عالما بنفسه أو بعلم يستحيل أن يكون هو نفسه. فان كان عالما بنفسه كانت نفسه علما ، لأن قائلا لو قال : ان الله تعالى عالم بمعنى هو غيره لوجب عليه أن يكون ذلك المعنى علما ، ويستحيل أن يكون العلم عالما (6)، أو العالم علما ، أو يكون الله تعالى بمعنى الصفات ألا ترى أن الطريق الذي يعلم (به) (7) أن العلم علم أن العالم به علم لأن قدرة الانسان التى (8) لا يعلم بها لا يجوز أن يكون علما. فلما استحال أن يكون البارى تعالى علما استحال أن يكون عالما بنفسه فاذا استحال ذلك صح أنه عالم يستحيل أن يكون هو نفسه.
صفحة ٣١