والزواج، هل تستغني المرأة عن الزواج؟
سهير :
لا، أنا لا أقول ذلك، ولكنها تتزوج لأنها تريد أن تعيش مع رجل تحبه وتنجب منه أطفالا، ولا تتزوج لأنها تريد أن تأكل وتشرب وتلبس؛ إن الزواج في الحالة الأولى وسيلة لممارسة الحب الكامل، وفي الحالة الثانية غاية امرأة عاطلة تبحث عن عائل.
ليلى :
لقد كنت أقول هذا الكلام يا سهير حينما كنت طالبة في مثل سنك، ولكن بعد أن خبرت الحياة عامة والرجال خاصة، ومارست حريتي على أوسع نطاق، أقول لك إن الفتاة التي لا يكون الزواج غايتها تضل الطريق وتشقى كثيرا، ثم يأتي عليها يوم تتمنى فيه الرجل؛ أي رجل يقول لها أتزوجك.
أنا معك في أن المرأة يجب أن تتحرر من الرجل، ولكن كيف تتحرر وهو لا يريد أن يحررها؟ إن حياة المرأة في يد الرجل؛ زواجها، طلاقها، شرفها، عارها، كرامتها، كل شيء في يد الرجل وهو يعطيه للمرأة متى أراد. لنفرض أنك تخرجت في كلية الطب وأصبحت دكتورة مشهورة ناجحة، هل يمكنك أن تختاري زوجك؟
سهير :
نعم، ولماذا لا أختاره؟
ليلى :
لأنه لن يختارك. إن الرجل هو الذي يختار، وهو دائما لا يختار المرأة التي تختاره؛ إذن سيتركك الرجل الذي تريدينه، ولن تجدي أمامك إلا حلين؛ إما أن تجري خلفه وتهدري كرامتك ولا تفوزي به أيضا، وإما تنتظري الرجل الذي يختارك وترضي به كارهة، وهو نفس الوضع الذي كانت عليه المرأة قبل أن تتعلم وتعمل.
صفحة غير معروفة