المكي الشافعي شيخ الإسلام رضي الدين أبو إسحاق وأبو أحمد مسند الحجاز وإمام الشافعية بالمسجد الحرام بمقام الخليل ﵊:
ولد في جمادى الثاينة أو في شهر رجب سنة ست وثلاثين وستمائة، وكان صاحب إخلاص وتأله وذا عناية بالحديث والفقه اختصر شرح السنة للبغوي وخرج لنفسه تساعيات حدث بها وبغالب مسموعاته وتفرد بأشياء سمع ابن الجميزي وشعيبًا الزعفراني وعبد الرحمن بن أبي حرمي والشرف المرسي وجماعة، وأجاز له عدة بمكة والغرباء والواردون إليها وغيرهم، منهم السخاوي وابن المقير وشيخ الحرم بشير التبريزي، روى عنه الحافظ صلاح الدين العلائي وفضّله على كل شيوخه فقال: لم أروِ عن أجل في عيني منه. انتهى. مات بمكة المشرفة بعد صلاة الظهر من نهار السبت الثامن من المحرم أو من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة ودفن في صبيحة الغد يوم الأحد بالمعلاة بعد أن صُلِّيَ عليه بعد صلاة الغداة بالمسجد الحرام -رحمه الله تعالى وإيانا.
وفي هذه السنة توفي الزاهد جلال الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد بن القلانسي الدمشقي في ذي القعدة وله ثمانون سنة، والمعمرة أم محمد زينب بنت أحمد بن عمر بن سكر١ القدسية في ذي الحجة ولها أربع وتسعون سنة تفردت بأشياء من مسموعاتها كمسند عبد والدارمي والثقفيات، والرئيس زين الدين٢ عبد الرحمن بن صالح بن رواحة بن علي بن الحسين بن مظفر بن نصر بن رواحة الأنصاري الحموي الشافعي عن أربعة وتسعين سنة وأشهر، وشمس الدين هبة الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن نوح المقدسي في ذي القعدة عن بضع وخمسين سنة، والمحدث محيي الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة بن رجاء الربيعي المالكي في يوم التروية عن ثلاث وتسعين سنة، والصدر الكبير نصير الدين عبد الله ابن الوجيه محمد بن علي بن سويد التكريتي ثم الدمشقي وله نحو السبعين سنة ٣، والزاهد المحدث عتيق بن عبد الرحمن بن أبي الفتح اليعميري٤ في ذي القعدة، والشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد