لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ- ١٩٩٨ م
مكان النشر
بيروت-لبنان
بالإفتاء والتدريس واعتنى بهذا الشأن فتيقظ ومهر فسمع ببلده على جماعة محدثها الإمام نفيس الدين أبو الربيع سليمان بن إبراهيم العلوي وقاضي الأقضية بها مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي، وورد إلى مكة المشرفة مرتين فحج وزار النبي ﷺ وقرأ بمكة على حافظ الحجاز العلامة أبي حامد بن ظهيرة شيئا من عواليه وعلى الإمام أبي الحسن بن سلامة المسلسل بالأولية بطرقه وما يتلوه من ... ١ في أول مشيخته تخريجي له وغير ذلك وسمع في طيبة مسند الدنيا العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين المراغي وغيرهم وقرأ على العلامة شمس الدين بن الجزري بعض مروياته لما ورد عليهم اليمن في سنة ثمان وعشرين وأجاز له عدة من مصر والشام والإسكندرية والحرمين وغيرهما باستدعاء صاحبنا الحافظ أبي عبد الله محمد بن موسى المراكشي وغيره منهم أبو الطاهر محمد بن أبي اليمن بن الكويك وعائشة بنت محمد بن عبد الهادي ورقية بنت يحي بن مزروع وحصل له النفع التام بصحبته أعني ابن موسى لا سيما بعد موته فإن غالب كتبه وأجزائه صارت إليه، وكان له وجاهة عند صاحب اليمن الملك الناصر أحمد بن إسماعيل واتصال، ولما دخلت اليمن في سنة ست عشرة وثمانمائة قرأ علي بجبلة في خلوته من جامعها الحديث الأول من البخاري سماعي له من ابن صديق وحدثني هو به بروايته عن والده وبيني بينه صحبة وتودد ومكاتبات منها كتاب فيه تعزيه بابني أبي زرعة محمد -رحمه الله تعالى ورضي عنه- فمنه بعد صدر الكتاب: وننهي بعد تأدية واجب السلام ورحمة الله وبركاته صدورها في رابع عشر من ذي القعدة الحرام والخاطر عند سيدي والشوق إليه متوافر والمودة له متأكدة والدعاء مستمر ولسان الحال والمقال ينشد:
لست أنسى تلك الحقوق ولكن ... لست أدري بأيهن أكافي
ولله تعالى يمن بتعجيل رؤيته ويتولى مكافاة صنائعه ولا يخلي من أنسه وبركاته ومن موجب تسطيرها تعريف الخاطر الكريم بما لحق من الحزن والاحتراق بما بلغنا من وفاة سيدي الولد العزيز الحبيب ابن الحبيب وما حملناه من الهم بذلك فإنا لله وإنا إليه راجعون فمما أكد ذلك ما سمعناه عنه من النجابة والإقبال على الاشتغال ولزوم مجالس أهله عوضه الله تعالى عن ذلك الرفيق الأعلى في مقعد الصدق وأحسن الخلافة لسيدي ووفر له الأجر والذخر وخير هذه الصدمة لما يتبعها من الأجر والمخدوم لا يحتاج إلى تنبيه على فضل الصبر وليفوض إلى من بيده الخلق والأمر والله سبحانه قد اختار له ما لديه وكان له خير
_________
١ بياض في الأصل.
1 / 197