وقلب العين همزة أقيس من العكس؛ لأن الهمزة أخف من العين، ولو استحضر ابن جني هذه
4
الكلمات لم يقل ما قال، ولا ذهب ابن الحاجب إلى ما ذهب، ولله در الزمخشري في صنعه، والله الموفق تبارك وتعالى.
والهزوق، فسره «الشارح» بالمستغرق في الضحك، وهو كذلك في «سر الصناعة» وغيره. وفي «العباب» للصاغاني: وأهزق الرجل في الضحك : إذا أكثر منه. انتهى.
ولم أر فيه أكثر من هذا، وعليه يكون العزوق فعولا من أهزق، والقياس أن يكون من الثلاثي. وفي «المفصل»: زهوق بتقديم الزاي على الهاء. وقال بعض أفاضل العجم في شرح أبياته: الأباب: العباب، وهو معظم الماء وكثرته وارتفاعه، أبدل الهمزة من العين، وضحك البحر كناية عن امتلائه، وقال بعض الشارحين: الظاهر أنه كناية عن أمواجه، وقال الجوهري: البئر البعيدة القعر.
وعن المصنف: زهوق: مرتفع؛ يصف بحرا ممتلئا أو ذا أمواج بعيد القعر أو مرتفع الماء. انتهى كلامه.
وقال ابن المستوفي: «عباب البحر: معظم مائه، وكثرته وارتفاعه، والضاحك من السحاب كالعارض إلا
5
أنه إذا برق: ضحك. وقال الخوارزمي: «الزهوق»: البئر البعيدة القعر. وقال في الحواشي: ضاحك؛ أي يضحك بالموج، وزهوق: مرتفع، والزهوق المرتفع أولى بالوصف من البئر البعيدة القعر؛ لأن العباب إذا كان الكثير المرتفع، فإنما يكون ذلك لارتفاع ماء البحر.» انتهى.
ولم أقف عليه بأكثر من هذا، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى.
صفحة غير معروفة