فأيقنوا أنكم مع سائر سكان هذه البلاد أبناء وطن واحد لا تمييز بينكم، وثقوا أني ساع لراحة الجميع فإن سعادة الحاكم تقوم بسعادة شعبه، واذكروا أنكم شرقيون مثلي فأحثكم على الثبات في جميع أعمالكم، سيروا على خطة قويمة، واتكلوا على الله في جميع مقاصدكم وأموركم؛ فإنه قادر أن يكلل أعمالكم بالنجاح. إني أضع دائما نصب عيني خطة جدي ساكن الجنان محمد علي في ما يؤول إلى راحة جميع العناصر القاطنة بهذه البلاد، وعسى الأزمة المالية التي حلت بهذا القطر بسبب نشوب الحرب الحالية أن تزول بإذن الله عن قريب.
وأنا أدعو لسورية بزوال المحن والمصائب النازلة بها الآن بزوال هذه الحرب المشومة.
وقال عظمته مخاطبا صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد بخيت بمناسبة تعيينه مفتيا للديار المصرية:
أيها الأستاذ الفاضل!
بأمر الله تعالى قد انتخبنا فضيلتكم بالاشتراك مع حكومتنا لوظيفة الإفتاء الجليلة فعهدنا بها إليكم، ونطلب منكم أن تعملوا في هذا المنصب الجليل بما فيه مصلحة المسلمين الدينية، محافظين على الدوام في فتاواكم على الأحكام الشرعية لا تبتغون منها إلا وجه الله سبحانه وتعالى وإيقاف الناس على أحكام دينهم، واعلموا أنكم إنما تخاطبون بفتاواكم عامة الناس فالتزموا فيها الصراحة حتى لا تكون محتملة للتأويل.
ولتكن لكم أسوة حسنة في المرحوم الشيخ المهدي الذي لبث يخدم دينه أربعين عاما مكث فيها يفتي الناس في أمور دينهم، وقد ترك أثرا صالحا ومثالا جليلا من الفتاوى لا يزال رجال الدين إلى اليوم يرجعون إليه في الوقوف على المعضلات الشرعية. والله سبحانه وتعالى يوفقكم في عملكم ويرشدكم إلى الخير والصواب.
وقال عظمته لما دعى أصحاب السعادة والعزة أعضاء لجنة الإدارة للجمعية الزراعية السلطانية للتشرف بالمثول بين يدي الحضرة السلطانية حيث كان أيضا دولة البرنس كمال الدين باشا نجل عظمته ورئيس أكبر قسم في تلك الجمعية، تقدم حضرة صاحب السعادة بوغوص نوبار باشا وكيل الجمعية وأعرب عن تهاني الأعضاء لعظمته وشكرهم للحضرة السلطانية لتفضلهم بدعوتهم، وطلب من عظمته أن يديم شمول الجمعية برعايته السلطانية.
فتفضل عظمة مولانا السلطان وألقى النطق العالي الآتي:
يا حضرات الأعضاء:
إني مسرور جدا من وجودي بينكم، وإني لا أنسى جهادكم تلك المدة التي قضيناها معا في الجمعية الزراعية منقبين عما يعود على الزراعة والمزارعين بالخير والبركات، وإني وإن كنت الآن بعيدا عنكم ولكني معكم بالروح والوجدان وسأوجه عنايتي دائما إلى هذه الجمعية ومساعدتها في تحقيق الأماني الكثيرة التي أنشئت لأجلها من نحو ستة عشر عاما. ومنذ ابتدأنا بها في حديقة الأزبكية ببضعة زهورات حتى وصلت إلى ما هي عليه من الارتقاء والنفع الجليل.
صفحة غير معروفة