وكثيرا ما كان الخليفة يزور خزانة الكتب، فيجيئ راكبا، ثم يترجل ويتخذ مجلسه فوق دكة منصوبة، ويمثل بين يديه أمين الخزانة، ويأتيه بمصاحف مكتوبة بأقلام مشاهير الخطاطين، ويعرض عليهم ما يقترح شراءه من الكتب، أو ما يريد الخليفة حمله لقراءته في مجلسه الخاص.
5
وكان في خزانة الكتب مخطوطات محلاة بالذهب والفضة، وربما كان بعضها مزينا بالصور والرسومات الدقيقة، متأثرا بالصناعة الفارسية في هذا الميدان. وجمع الفاطميون في خزانتهم نماذج عديدة من كتابة مشاهير الخطاطين؛ كابن مقلة،
6
وابن البواب،
7
وغيرهما.
8
ويقال: إن خزانة الكتب الفاطمية كان فيها أربعون قسما: منها قسم فيه ثمانية عشر ألف كتاب في العلوم القديمة، وكان كل قسم يحتوي على رفوف عديدة مقطعة بحواجز، وعلى كل جانب باب مقفل بمفصلات وقفل، وبلغت جملة ما في الخزانة من الكتب نحو مليون وستمائة ألف - وقيل: مليونين - في الفقه والنحو واللغة والحديث والتاريخ وسير الملوك والنجامة والروحانيات والكيمياء.
9
صفحة غير معروفة