ح :
لماذا لا نقول عن «م. أ» وأمثاله من «الصحفيين» إنهم هم الأدباء الشعبيون؟ إنهم يكتبون في جرأة تلفت لهم أنظار الناس.
ن :
ومن الذي هيأ لهم هذا الجو الذي يستطيعون أن يكتبوا فيه بهذه الجرأة التي تستوقف لهم معظم الجمهور القارئ؟ الذي هيأ لهم هذا الجو هم أدباء ممن يعينهم الأستاذ «ت».
أ :
يظهر أننا قد وصلنا إلى شيء من التحديد، فالأديب يخلق الجو الفكري، والصحفي يكتب في هذا الجو الجديد لجمهور القراء، فيتصل بهم اتصالا مباشرا.
ت :
هذا صحيح، فالتأثير في الناس يتم على درجتين: الأديب يؤثر في الصحفيين ومن إليهم من الكتاب، وهؤلاء يكون لهم التأثير المباشر، والأمر في ذلك شبيه بأستاذ الجامعة الذي لا يتصل بتلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية، إنما يخلق الشبان الذين يكون لهم هذا الاتصال، وهذا الاتصال بطبيعة الحال يجيء في نفس الجو الفكري الذي نقله الشبان عن أستاذ الجامعة.
ن :
أظن أن هذا هو المقصود دائما «بتأثير» الأدب في الناس، أعني أن الأديب الكبير دائما ينحصر تأثيره في الطبقة المستنيرة وحدها، ومن هذه الطبقة ينتقل الأثر إلى من دونهم، فلا أظن - مثلا - أن برنارد شو يقرؤه الفلاح والعامل في إنجلترا.
صفحة غير معروفة