الخبازا قوتها قوة تحلل وتلين. اللفاح هذا من البرودة في الدرجة الثالثة وفيه مع هذا حرارة وتفاحه الذي هو اللفاح بنفسه فيه رطوبة ولذلك يحدث السبات واما القشر من اصوله ففيه قوة مجففة والاصل ضعيف. الرازيانج هذا هو في الدرجة الثالثة من الاسخان وفي الاولى من اليبوسة ولذلك صار يدر اللبن ويدر البول ويحدر الطمث وهو نافع لمن نزل في عينيه الماء وهو ضربان بستاني وبري والبستاني ارطب والبري ايبس وهو من جهة ما ما هو زفر يختص بتقوية اعضاء البول واصلاحها. المصطكي هو حار في الدرجة الثانية ويابس في الثالثة وذلك انه مركب من قوة قابضة وقوة محللة وشهرة هذا الدواء للمعدة خاصة ولساير الاعضاء عموما شهرة تغني عن القول في ذلك. شونيز يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة والدليل على ذلك انه في غاية المرارة وهو مع هذا لطيف واذا ضر في خرقة واشتم نفع من الزكام البارد ويقتل الديدان ويحلل النفخ ويقلع جميع انواع الثواليل ويحدر الطمث وينفع من نفس الانتصاب. اكليل الملك هذا دواء محلل منضج وفيه قوة رادعة ولنضعه من الحرارة واليبس في الاولى. العسل يسخن ويجفف في الثانية وفيه جلاء كثير وهوغذائي دوايي وبخاصة للشيوخ لانه من انفع الاغذية لهم اذ كان ينقلب فيهم الى دم محمود واما السكر فانه عسل ما وذلك انه اقل حرارة من العسل واقل جلاء وليس فيه اللذع الموجود في العسل ولذلك صار يفوق العسل في نفعه للاعضاء التي يضرها قوة الجلا كالمعدة والرئة والمثانة وهذين الدوائين للذاذتهما وملاءمتهما الطباع لهما قد راى الاطباء ان يجعلونهما موادالاشربة والمعاجين والعسل انفع في المواضع التي يحتاج فيها الى الجلا الكثير والتقطيع /وهو اذا جلب قرب فعله من فعل السكر. الخشخاش انواع الخشخاش كثيرة كلها باردة رطبة الابيض منها في الثالثة والاسود في الرابعة والابيض اعني بزره ينفع من السعال الذي يكون عن مواد حارة ويقوي الرئة عن ان ياكلها ذلك الخلط وهو ينوم والاسود فردي مخدر يولد سباتا. الاترج قشر هذه الثمرة مشهور بتقوية المعدة والكبد وهو اما معتدل واما حار في الاولى واما في اليبس فهو في الثانية وليس الحرافة التي في طعمه دليل على كثرة حرارته فان الحرارة اليسيرة اذا اقترنت بها يبوسة كانت قوية اللذع وقد قال جالينوس ان اليبوسة اذا اشتدت تفعل فعل الحرافة واما بزره فهو بارد قوي التجفيف واما لحمه فهو بارد رطب يولد اخلاطا غليظة. المو المستعمل من هذا اصله وهو حار في الثالثة يابس في الثانية وهو يدر البول ويحرر الطمث وفيه رطوبة فضلية حتى متى اكثر الانسان من اكله ترقت الى الراس فاحدثت صداعا. الطرفاء هذا الدواء مركب من جواهر مستضادة وذلك ان فيه قبضا مع تحليل وهو من انفع الاشياء للاطحلة ولذلك زعموا ان من شرب باناء متخذ من خشبة لم تصبه امراض الطحال وثمرته فيها قبض شديد تقارب قبض العفص. الآس هذا النبات الغالب على اجزائه الجوهر الارضي البارد والدليل على ذلك القبض الذي فيه وحبسه للبطن مشهور جدا. الحرمل هذا حار في الثانية يقطع الاخلاط الغليظة ويدر البول ويحرر الطمث وينفع من وجع المايدة والظهر وينقي البلغم ويسهله سنبل هو انواع وافضله الهندي وهو من الحرارة في الدرجة الاولى ومن اليبس في الثانية والسبب في ذلك انه مركب من جوهر ارضي بارد كثير ومن جوهر ناري يسير المقدار وارضي محترق يسير المقدار ولما كان مركبا من هذه القوى مع العطارة الموجودة فيه صار من انفع شيء للكبد والمعدة ضمادا او مشروبا وذلك انه يقويها ويجفف المواد المنحدرة اليها والى الامعاء. الخل هذا ظاهر من امره ان الغالب على اجزائه الجوهر المائي لمكان الحمضة التي فيه لكن فيه مع ذلك جزء ناري والدليل على ذلك الحرافة التي فيه وليست كثرة تقطيعه دليلا على حرارته فان المعين له على هذا الفعل هو لطافته والحامض بما هو حامض منقطع فكيف اذا اقترنت اليه كيفية حارة فلنضعه في الدرجة الثانية من البرودة وفي الثالثة من اليبس وبخاصة العتيق منه وقوة الخل في منع التعفن وتقطيع الاخلاط وتلطيفها قوة مشهورة برباريس ثمرة هذه الشجرة فيها مع قوة القبض مع شيء قطاع لطيف وهو يمنع ويحبس جميع العلل السيالة. البان الشجر اما الحلتيت فهو اكثر البان الشجر حرارة ولطافة ولذلك هو اشد تحليلا وخاصته نفع اللهاة اذا علق عليها الكرسنة هي مجففة في الدرجة الثانية ممتدة وتسخن في الاولى وهو دواء مقطع محلل مفتح للسدد وان اكثر من اخذه بول الدم وينبت اللحم في الابدان الصلبة والاعضاء الصلبة جاوشير هذه الصمغة لنضعها من الاسخان في الدرجة الثالثة ومن التجفيف في الثانية وخاصة جذب البلغم واخراجه من الوترات والمفاصل وكان هذه الخاصة شيء يعمر الصموغ المسهلة المسماة الشربة منه درهم الى مثقال. الفلفل اما اصل الفلفل فشبيه بالقسط واما ثمرته في اول ما تطلع فهي المسماة بدر فلفل وهو ارطب من الفلفل واما ثمرة الفلفل التي لم تنضج بعد فهي الفلفل الابيض والاسود هو النضج والنوعان كلاهما يسخنان ويجففان في الثالثة بسبايج وهي المسماة برثذية هذا الدواء قريب من ان يكون معتدلا في الكيفيات الاول او كالمعتدل والدليل على ذلك ان الغالب على مذاقته الحلاوة والقبض تجفف تجفيفا بلا لذع خاصة اسهال المرة السوداء وهو من الادوية المامونة جدا وهو يفضل الافيثمون في انه/ ليس في كيفية خارجة عن الاعتدال والشربة منه من عشرة دراهم الى نحوها. الفراسيون وهذا الدواء من الاسخان في الدرجة الثانية نحو اخرها ومن اليبس في الثالثة عند وسطها او عند انقضائها وهو يفتح السدد التى في الكبد والطحال وينقي الصدر والرئة ويدر الطمث ويفعل جميع ما تفعله الادوية المرة وعصارته تستعمل مع العسل لتحديد البصر ويسعط بها اصحاب اليرقان ويستعمل في مداواة وجع الاذن اذا طال او عتق واحتيج الى شيء ينقي سبيل عصب السمع وسخ الكور هو من التسخين في الدرجة الثانية عند اخرها او في اول الثالثة وقوته الثانية الجذب البليغ العاقر قرحاء اكثر ما يستعمل من هذا النبات اصله خاصة وقوته قوة تحرق فليكن في الدرجة الرابعة ولهذا يسكن وجع الضرس وينفع من النافض اذا دلك به البدن وينفع من الخدر والاسترخاء وبالجملة فتقويته للعصب مشهور. الفجل يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الثانية وبزره اقوى ما فيه ينفع من النمش الذي يكون في الوجه ومن الخضرة في اي موضع كانت من البدن والبري في هذه اقوى من البستاني. الراوند قوة الراوند مركبة وذلك ان فيه شيئا ارضيا باردا يدل على ذلك القبض المتطعم فيه وفيه ايضا جزء ناري يدل على ذلك الحرافة الموجودة في طعمه وفيه ايضا جزء هوائي ويدل على ذلك رخاوته وتخلخله وهو من اشهر الادوية في نفع الكبد يفتح سددها ويقويها وكذلك فعله في المعدة وجالينوس وغيره من الاطباء يصف الراوند بانه حابس للبطن ونحن نجده اليوم مسهلا وهو من اغرب الادوية المسهلة حجابة فيه فان جميع الادوية المسهلة انما هي سموم ما الا هذا الدواء خاصة فانه مع انه مسهل هو مقو للاعضاء كلها ولذلك قد يمكن ان يحجب به الدواء المسهل فيعاضده في فعله ويحجب مضرته. الكرفس الجبلي هو من الحرارة واليبس في الثانية لانه مر الطعم حريف يدر البول ويحدر الطمث ويحل النفخ ويذهبها والبستاني في هذا اضعف. اندراسيون وهي اليربطورة المستعمل من هذا النبات هو اصله وهو يسخن في الدرجة الثالثة قريب من منتهاها ويجفف فيها عند ابتدائها وهو نافع من علل الاعصاب والعلل الحادثة في الصدر والرئة من قبل الاخلاط الغليظة واذا تجربه الانسان قطع الاخلاظ الغليظة التي في الدماغ وفتح سدده واذا وضع ايضا في السن المتاكلة سكن وجعها وهو ايضا يشفي الجرح وعصارة هذا النبات قوتها قوية واما لبنه فهو في هذه الخصال كلها اقوى. السذاب اما البري ففي الدرجة الرابعة من درجات الاشياء التي تسخن وتجفف واما البستاني ففي الثالثة ولهذا هو في طعمه حاد حريف مر وهو يفعل جميع الافعال التي يفعلها ما مزاجه هذا المزاج وهو من انفع شيء لتحليل النفخ والرياح قاطع للباه. الزفت اما الزفت اليابس فمسخن ومجفف في الثالثة وهو اكثر تجفيفا منه تسخينا واما الرطب فيسخن اكثر مما يجفف وفيه شيء من اللطافة وبذلك صار نافعا لمن به ربو ولمن يقذف المرة وحسب من يتعالج به ان يتناول منه مقدار اوقية ونصف مع عسل والنوعان فيهما جلا ونضج وتحليل والنضج في الرطب اكثر ويقلعان البياض من الاظفار ويذهبان القوبا وينضجان الاورام الصلبة اذا خلطا في اضمدتها واقواها في ذلك الرطب. الدلب هذا رطب بارد في الاولى اذا سحق ورقه كان ضمادا نافعا للاورام الحادثة في الركبتين ولحاهذه الشجرة وجوزها فيهما قوة تجفف ولذلك متى طبخا بالخل نفعا وجع الاسنان واذا احرق رماده نفع من العلة التي تتقشر فيها الجلد وينبغي للانسان ان يتوقى الغبار الذي يتعلق ويلصق بورق هذه الشجرة فانه ضار لقصبة الرئة /وكذلك بالات البصر والسمع والدلب هو المعروف عندنا بالصفيرا. عصى الراعي هذا النبات في الدرجة الثانية من درجات الادوية التي تبرد او في مبتدأ الثالثة وذلك انه مركب من جوهر ارضي بارد ومائي وهو نافع للالتهاب الذي يكون في فم المعدة ويشفي الحمرة وهو يمنع ويردع المواد المنصبة فلذلك يقطع النزف العارض للنساء ويشفي قروح الامعاء ويقطع نفث الدم وانفجاره اذا افرط حيث كان. الورد هذا الدواء مركب من جوهر ارضي بارد لطيف ومن هوائي حار ومن مائي والدليل على ذلك طعمه وعصارته وبزره اشد قبضا منه فهو في الدرجة الاولى من البرد واليبس وهو خاص بتقوية المعدة والكبد وساير الاعضاء وشهرته بذلك مغنية عن تثبيت ذلك فيه السمان هذه الشجرة شديدة القبض والتجفيف وانفع ما فيها ثمرتها وعصارتها لمكان ظهور القبض فيها فهواذا يبرد في الثانية وييبس في الثالثة واما افعاله الثواني فلن يخفى عليك من امساك البطن وانبعاث الدم وما اشبه ذلك. سكبينج هذه الصمغة تسخن وتلطف على مثال ما تفعل الصموغ وفيها جلا وهو من افضل الادوية للماء النازل في العين ولظلمة البصر الحادثة عن الاخلاط الغليظة وهي من الادوية المسهلة تجذب البلغم من الوترات على ما شان المقل والجاوشير والانزروت ان يفعل ذلك فان هذا شيء يخص الصموغ وكان المقل في هذه في المرتبة الاولى من الاسهال ثم يليه السكبينج والجاوشير ثم الانزروت والشربة من السكبينج من درهم الى مثقال وقوة الانزروت قوة تجفف بلا لذع وبهذا يلحم الجراحات الحادثة عن ضربةز خصى الثعلب قوة هذا النبات حارة رطبة رطوبة فضلية ولهذا يهيج الجماع وهو يشفي زعموا التشنج الكائن من خلف البدن اذا شرب مع شراب اسود قابض. الكرفس يبلغ من اسخان الكرفس انه يدر الطمث والبول ويحلل الرياح والنفخ وخاصة بزره وهو انواع بعضها اقوى من بعض انواعها النوع المسمى بطرساليون. الهندباء هذا النبات منه بستاني ومنه بري والبري هو من البرودة واليبوسة في الدرجة الاولى واما البستاني فهو ابرد وارطب والدليل على ذلك ان في طعمه قبضا مع مرارة والقبض فيه اغلب من المرارة وهذا الدواء هو في غاية الشهرة من منفعة للكبد حتى ان نفعها للكبد هو بجملة جوهرها وذلك انهم زعموا انها تشفي الكبد الحارة والباردة معا لكن موافقتها للكبد الحارة يجب ان يكون اكثر وذلك انها تنفعها بجملة جوهرها فتجلوا المرار الذي فيها وتفتح افواه العروق من غير احرار. الشيح هذا دواء شديد المرارة ليس فيه قبض فهو يضر المعدة ويقتل الديدان بمرارته ويسخن في اخر الثانية وييبس في الثالثة. السساليوس اصل هذا النبات وبزره بخاصة قد يبلغ من اسخانه انه يدر البول ادرارا شديدا وهو مع هذا لطيف حتى انه ينفع من صرع ومن به نفس الانتصاب. السمسم يسخن في اخر الاولى واول الثانية ويرطب في الثالثة وقوة دهنه وهو الشيرج هذه القوة العنصل قوة هذا البصل قوة قطاعة تقطيعا بليغا لكن ليس يسجن اسخانا قويا بل هو من ذلك في الدرجة الثانية والاجود فيها الا توخذ حتى تشوى او تطبخ الحرشف اصل هذا النبات يحدر بولا كثيرا منتنا متى سلقه الانسان وشربه بشراب ولذلك يذهب نتن الابطين ورائحة البدن وهوبجملة جوهره مضاد للعفونة وهو حار في الثانية يابس في الثالثة وهو دواء غذائي يقبل طعم اللحم فيكون له عند ذلك مذاقة لذيذة كالحال في الباذنجان. من الاسخان والتجفيف قواه الثوالث يقتل الديدان والاجنة وفيه جلا بسبب ذلك يخلط في من الاسخان والتجفيف قواه الثوالث يقتل الديدان والاجنة وفيه جلا بسبب ذلك يخلط في الاكحال التي تتخذ لقلع الاثار الغليظة /التي في العين ويخلط ايضا في الادوية التي تشرب للسعال القديم والربو وذلك انه يجلو من غير تخشين بل جلا معتدلا وهو دواء مشهور بالانضاج ويشبه ان يكون انضاجه بتلطيفه المادة تلطيفا لا يفعل فيها يبسا ولا غلظا يعسر به انضاج الباقي فان هذا احد ما قلنا انه به يكون الدواء منضجا فانه ليس يمكن في المر ان نقول فيه انه منضج بالتعرية اذ كان جلا ولا ايضا فانه في مزاجه شبيه بالحرارة الانسانية اذ كان في الثانية من الحرارة واليبس. الجزر اما البستاني فضعيف واما البري فقوي وهو يدر البول ويحدر الطمث وورقه اذا اتخذ ضماد وهو طري نفع الاكلة. اسطوخدوس هذا النبات مركب الجوهر والدليل على ذلك القبض الموجود فيه مع المرارة والعطرية فلنضعه في الدرجة الاولى من درجات الاشياء المسخنة في الثانية من اليبس واما افعاله الثواني والثوالث بالتفتيح والجلا وتقوية جميع الاعضاء والبدن كله ولذلك صار من انفع الادوية للذي يجد مس الاعياء في بدنه اذ كان الاعياء انما هو ضعف القوة عن حمل الاخلاط. كندس هو حار في الدرجة الرابعة يابس فيها من شانه ان يحرك العطاس وهو سم لا يرد البدن الميعة لنضعها في الدرجة الثانية من الاسخان والاولى من اليبس والدليل على ذلك انها تلين وهي تشفي السعال والزكام والبحوحة وتدر الطمث اذا شربت واذا احتملت من اسفل ودخان الميعة شبيها بدخان الكندر التين قد ذكرنا هذا من حيث هو غذاء واما من حيث هو دواء ففيه قوة منضجة اذا استعمل ضمادا وذلك اليابس منه وتحليل ايضا وجميع اصناف التين تلين البطن والاخضر اضعف قوة كما ان البري اقوى في التحليل والماء الذي يطبخ فيه التين طبخا قويا شبيها بالعسل واما مزاج شجرته فهو حار لطيف وبخاصة لبنها وعصارتها ولذلك صارت تقلع الثواليل المعروفة بالخيلان ويسهل البطن والبري في ذلك اقوى من البستاني. السلق فيه قوة بورقية تجلو وتحلل وتنفض فضل الدماغ من المنخرين الا ان يطبخ فيذهب عنه البورقية والسلق الابيض قوة الجلا فيه اكثر من الاسود لان الاسود فيه بعض قبض الحلبة تسخن في الدرجة الثانية وتجفف في الاولى ولذلك فيها قوة ملينة وبخاصة لصلابات الارحام. اليتوع جميع انواع اليتوع كلها في الغاية من الحرارة وبخاصة لبنها ويتلوه بزرها ثم ورقها ثم اصلها واصل اليتوع اذا طبخت بالخل اذهبت وجع الاسنان ولا سيما السن المتاكلة الا انه ان وقع في موضع من الفم احرقه ولذلك ينبغي اذا اريد ان يوضع في السن المتاكلة ان يدار حولها بشمع واذا كان هذا هكذا فلبن اليتوع اذا في الدرجة الرابعة من درجات الاشياء التي تسخن وهو يذهب الشعر اذا طلي به على البدن حتى انه اذا كرر بطل به الشعر ويقلع جميع ضروب الثواليل ويشفي القروح المتاكلة وهذه الافعال كلها يفعلها بزره وورقه اضعف فعل. الكثيراء قوة الكثيراء قوة تلحج وتلزق وتكسر من حدة الاشياء الحادة كما تجفف الصموغ الحسك هو نبات مركب من جوهر رطب يسير البرودة ومن جوهر يابس بارد والاغلب على البري منه اليبوسة وعلى النابت في الماء الجوهر المائي وهما يردعان الاورام واما ثمرته فهي تفتت الحصى المتولدة في الكليتين فلنضعه في الدرجة الاولى من البرودة معتدل في الرطوبة واليبوسة عنب الثعلب هذا دواء بارد يابس في الثانية هيوفارقيون هذا يسخن وجوهره جوهر لطيف فهو يدر البول وينبغي اذا اريد ان يسقى منه احد ان يسقى من ثمرته ولا يقتصر على بزره وهو اذا اتخذ منه ضماد على حرق النار وعلى القروح الحصها ويشفي القروح المتعفنة اذا نثر عليها مدقوقا وقد يشفى منه قوم من/ وجع الورك. الزوفا هذا يسخن ويجفف في الثانية وهو لطيف ولن يخفى عليك افعال ما مزاجه هذا المزاج ولذلك كان من انفع شيء لتفتيح السدد وتلطيف الاخلاط. العدس يقبض قبضا ليس بالشديد وهو وسط في الحر والبرد ويجفف في الثانية ونفس جرم العدس يحبس البطن واما الذي يطبخ فيه فيطلق البطن لذلك اذا اريد ان يعقل البطن فينبغي ان يطبخ في الماء مرات ويهرق ذلك الماء الطحلب هذا بارد رطب في الثالثة. النخلة جميع اجزاء النخلة القبض فيها ظاهرا واما ثمرته اذا نضجت فهي حارة وقشر الطلع اكثر اجزايها تجفيفا الفو هذا النبات فيه عطرية وقوة شبيهة بالسنبل الا انه في اشياء كثيرة احسن منه من ذلك انه يدر البول اكثر من سنبل الطيب ومن السنبل الشامي. قنه هذه الصمغة قوتها قوة ملينة وهي في الاسخان في اول الدرجة الثالثة ومن التجفيف في اول الثانية كمادريوس هذا في الدرجة الثانية من درجات الاسخان والتجفيف على ان اسخانه اكثر والدليل على ذلك ان طعمه مر حريف وهو يذوب الطحال ويدر الطمث والبول ويقطع الاخلاط وينقي السدد الحادثة في الاعضاء الباطنة. كمافيطوس هذا يسخن في الثانية ويجفف في الثالثة والغالب على طعمه المرارة مع حرافة ينفع اليرقان الذي يكون من قبل السدد ويحدر الطمث ويدر البول. البزرقطونا هو بارد في الدرجة الثالثة وسط بين الرطوبة واليبوسة الارمدة هي مركبة من كيفيات متضادة وذلك ان فيها اجزاء ارضية واجزاء قريبة من طبيعة الدخان وهذا الجزء يذهب بالغسل ولذلك يبقى بعد الغسل الجزء الارضي يجفف بلا لذع والارمدة تختلف بحسب الاشياء التي هي ارمدتها. الدخان كل دخان فهو حار يابس مجفف والدخان بالجملة مع ان مزاجه هذا المزاج يوجد فيه قوة الشيء الذي هو دخانه ولذلك صار الاطباء يستعملون دخان الكندر في انبات اللحم في وجه العين ويستعملونه في العين الوارمة وفي التي تتجلب اليها رطوبته وفي انبات الاشفار ودخان الكندر المر شبيه بدخان الكندر واما دخان الميعة فهو اقوى ودخان القطران اقوى من دخان الزفت والادخنة القوية تستعمل في العلة المعروفة بالسلاق فهذه جل الادوية النباتية المستعملة اكثر ذلك في صناعة الطب التي شهد لها جالينوس انه جربها واما الادوية المعدنية فمن اشهرها الطين المختوم وهو بارد يابس يجفف فيه قبض معتدل ينفع من السموم ويقطع نفث الدم ويشفي اختلاف الدم من الامعاء او من الكبد ويجفف القروح اذا طلي عليها. الطين الارميني هذا هو ايضا بارد يابس قوي التجفيف ينفع من استطلاق البطن ومن نفث الدم ويجفف قروح الرية والصدر حتى انه يصلب قرحة الرية ويبقي العليل ويعيش على تلك الحال ولا سيما اذا انتقل الى البلاد الحارة وينفع اصحاب الامراض الوبية وهذه الاتربة هي غير موجودة عندنا والطين الذي يختم به الكتب عندنا اذا ضول لم يبعد كثيرا من هذه الافاعيل وكذلك الانجبار. الشاذنة هي ايضا باردة يابسة تنفع من خشونة الاجفان واذا غسلت جففت قروح العين. طين الكوكب بارد يابس باعتدال وهو الين جواهر الطين. المغرة باردة يابسة اذا اشربت قتلت الدود الكاين في الامعاء. الجبسين مجفف ملزق ينفع من قطع الشريان اذا خلط بياض البيض وغبار الرحى ووبر الارنب او العنكبوت ووضع على القطع اسفيذاج الرصاص بارد يابس مجفف بلا لذع النورة /هي شديدة الاسخان مذيبة اللحم فاذا هي غسلت مرارا جففت القروح من غير لذع. حجر اللازود يسهل المرة السوداء وينفع اصحاب المالخونيا وهو قوي الاسهال مامونه الشربة منه من درهم الى درهم ونصف وهو اذا سحق ونشر على الاشفار الساقطة عن الاخلاط الحارة انبتها وذلك انه يجلو ويقبض جلا يسيرا وقبضا يسيرا وهو ينبت ذلك بما يبقى من تلك الاخلاط الحارة ويرد العضو الى مزاجه الاصلي. حجارة الاسفنج خاصتها تفتت الحصى التي في الكلية فقط اثمد بارد مع قبض ينفع من الحرارة والرطوبة العارضة في العين وينشف الدمعة وينقي قروح العين وكانه مقو بجملة جوهره لها. التوتيا هذا يكون في الاتانين التي يسبك فيها النحاس وقد يتولد ايضا من سبك الاقليميا يابس مجفف من غير لذع ولا سيما اذا غسل وهو ايضا من ادوية العين المشهورة ينشف الدمعة ويجلو ظلمة البصر ويقطع المواد المنصبة اليه. مرذاسنج وهو المرتك هو معتدل في الحرارة والبرودة مجفف وفيه بعض جلابة ينبت اللحم في القروح الرطبة اقليميا الذهب والفضة هذان باردان يابسان مجففان جلا ان الا ان اقليميا الذهب اشد تجفيفا واقوى جلا واقليميا الفضة اذا احرقت جففت من غير لذع وانبتت في قروح العين اللحم وهي بالجملة متولدة من الدخان الصاعد من النحاس او الفضة عند طبخها. جبث الحديد هو شديد التجفيف واذا دق ناعما ونقع في الخل وشرب نفع المعدة الزلاقة وينفع من اوجاع الطحال ومن امراض المقعدة وكذلك متى سحق بالخل سحقا متواليا كان منه دواء في الاذن. الملح انواع كلها حارة يابسة فيها قبض وجلا والبورق قوة الجلا فيه اكثر ولذلك هو اكثر تليينا للطبيعة الزرنيخ الاصفر قوة هذا الدواء قوة تحرق وهو متى احرق كان الطف والناس يستعملونه في حلق الشعر. الكبريت كل كبريت ففيه قوة جاذبة لان مزاجه حار وجوهره لطيف ولذلك ايضا يضاد جل سموم الهوام واستعماله يكون بان يسحق وينشر على موضع اللسعة ويعجن بالريق ويوضع عليها او بالبول او بالزيت او بالعسل او مع علك البطم ويشفي ايضا الجرب والقوبا والعلة التي يتقشر فيها الجلد. الزنجار قوة هذا قوة حادة مذيبة للحم اكالة له مع تجفيف شديد ولذلك ما يوضع في القروح التي يحتاج فيها الى تذويب لحم زايد او فاسد واما في القروح البسيطة فليس يمكن فيه ان يدمل ولا ان ينبت. الزاج هذا اصناف ثلثة فمنه الزاج الاحمر ومنه القلقطار ومنه الزاج الاخضر وهذه كلها فيها قوة تحرق مع قبض وهذه الانواع تختلف باللطافة والغلظ فاغلظها الاحمر ثم يليه القلقطار ثم الاخضر وكان الاحمر مادة للقلقطار او القلقطار في طريق الكون وكذلك نسبة القلقطار الى الاخضر وذلك مشاهد من امرها في استحالة القلقطار الى الاخضر وكذلك الاحمر الى القلقطار وزعم جالينوس انه لما دخل المعدن الذي كان في جزيرة قبرس الفى فيها ثلثة عروق ممتدة فاسفلها الاحمر ثم القلقطار ثم الاخضر وهذا الترتيب يدل منها على الذي قلناه وكان نسبة الاخضر الى القلقطار هي نسبة الزاج من النحاس والزاج الاحمر قليل التلذيع للحم لغلظ جوهره والقلقطار والاخضر اكثر تلذيعا والاحمر لا يذوب ولا الاخضر والقلقطار يذوب وذلك ان الاحمر جمدجمودا حجريا والاخضر افرط عليه الطبخ الاسرب وهو الرصاص الغالب على اجزايه الجوهر البارد الرطب وذلك ان البرد هو الذي جمده ولذلك متى سحق الاسرب في الهاون مع بعض العصارات وجدت المجتمع منهما دواء يبرد مثل دهن الورد او زيت الانفاق وهذا الدواء هو نافع في مداواة اورام المذاكير والعانة والمقعدة وهو في القروح السرطانية دواء نافع وفي ردع المواد /التي تنصب الى الاذنين والقدمين واذا شدت منه صعيحة على موضع العانه قطعت الاحتلام لاكن مع مضرة شديدة بالات المني والصفيحة الرقيقة منه تحل العصب الملتوي وهذا مما يدل على ان فيه قوة محللة بالاضافة الى لحم الانسان وان كان الغالب على مزاجه البرد الخزف قوته قوة تحلو وتجفف وخاصة خزف التنور الزرنيخ الاحمر قوة هذا الزرنيخ محرقة الشب هذا الدواء القبض فيه شديد ولذلك كان اسمه في اللسان اليوناني مشتق من هذا المعنى وهو انواع حميعها فيها غلظ والطفها الشب اليماني. الحاس المحرق فى نحاس المحرق حدة وله مع هذا القبض ولذلك متى غسل وذهب منه الجزء الدخاني كان دواء مدملا وقد بدمل في الابدان الصلبة من غير غسل. توبال النحاس هذا الطعم من النحاس المحرق والطعم من قشور النحاس ولذلك كانت الشيافات التي تقع فيها تجلو وتحلل من الاجفان الخشونة الكثيرة لزاق الذهب وهو التكار وهو صعان معدني واخر يصع في مهرابس من نحاس وفهر من نحاس ببول الاطفال بالسحق وذلك في وقت الصيف والاحود ان يكون النحاس الذي منه يتخذ الفهر والمهراس من نحاس احمر ومزاجه بالجملة مزاج يذوب ولاكنه ليس يلدع لذعا شديدا وتجفيف والصناعي اكتر تجفيفا من المعدني واقل بلديعا والمعدني اذا احرق كان الطف ذكر اللحوم والرطوبات الحيوانية في اللبن اللبن السليم الطعم الحلو من طريق ما هو دواء نافع من النوازل الحربعة اللذاعة وبغسل ايضا الاعضاء من الكيموسات الردية ويلحج في الاعضاء فيمنع وصول الاخلاط الحريفة اليها كما يفعل بياض البيض وهو انما ينتفع به هذه المنافع اذا شرب ساعة يحلب او من الثدي ان امكن وذلك انه اسرع شيء استحالة عن الحرارة التي في الهواء ولذلك فيستحيل في الابدان الردية الاخلاط ويسرع الى الحمضة او الى التجبن في المعدة الباردة ويملي الادمغة لاكن لا يتعلم شيئا يقارب ان يحلف بذل ما تحلل من رطوبة الاعضاء الاصلية غيره وبخاصة لبن النساء ويليه في ذلك الاتن ثم لبن المعز ولهذا كانت الالبان انفع شيء للمسلولين وانما كان ذلك كذلك لانها مادة شبيهة بالمادة الاولى التي منها تكونت الرطوبة الاصلية ولذلك كانت غذاء الاطفال الطبيعي منه حين يولد وانما يفعل اللبن ما يفعله من التغذية والجلا اليسير والترطيب بما هو مركب من جواهر مختلفة وذلك ان فيه شيا ارضيا وهي الجبنية وهذا هو الجزء اللاجج وفيه جزء هوائي وهو الزبد وبهذا صار مرطبا وفيه جزء مائي الى الرقة ما هو به صار يجلو وذلك هو اليبس وليس يوجد لهذا الجزء اذا تميز قوة الجلا فقط بل هو ملين للبطن تليينا يصلح به ان يكون مادة الادوية المسهلة وهي تنقي وتغسل عن الاحشاء الفضول المعفنة ويغسل القروح التي فيها قيح والالبان اذا طغى فيها الحديد السالم من الصدى او الحجارة الصم مرات كان نافعا من استطلاق البطن والحديد في ذلك انفع لمكان القبض الذي فيه وجميع الالبان على الجملة من الادوية النافعة من الرمد الذي يكون عن النوازل الحارة وينفع ايضا القروح التي تكون في الرحم وفي المعقدة التي تكون عن خلط لذاع واذا خلط بالادوية المسكنة مثل الدواء الذي يوخذ من الاتانين الذي يذاب فيه النحاس نفع من القروح السرطانية والتغرغر به ينفع من في فمه قروح مولمة ويسكن اوجاعها وينفع من اللوزتين واللهاة وبالجملة اذ كان جوهره لينا بريا من اللذع فانه يسكن الاوجاع وينفع وبخاصة اذا طبخ ولذلك قد يشفى من شرب الذراريح. في الجبن والجبن العتيق حار يابس لمكان الملح والانفحة وهو ينفع من وجع المفاصل واما الزبد فقوية قوة منضجة للاورام والسمن احر منه وهو/ اكثر انضاجا منه في الابدان الصلبة وذلك لمكان الملح الذي يخالطه في صنعة الطبخ والزبد ينضج الاورام التي تكون في اصول الاذنين والابيتين وبالجملة في المواضع الرخوة وهو اذا استعمل بالعسل لعوقا للنفث الكاين في الصدر والرية نافعا الانفحة الانافيح بالجملة حارة لطيفة يابسة في قوتها تحلل الدم واللبن اذا جمد في المعدة وتحبس البطن اذا شربت وبخاصة زعموا اذا كان الاسهال مجهول الاسباب واما انا فاني ارى الناس لشعورهم بهذه الخاصة يعمدون الى الاطفال الذين بهم الاسهال فيضعونها على بطونهم سخنة فينتفعون بها ويشبه ان يكون ذلك منها بجهة التجميد للاخلاط والتجفيف البيض اما من حيث هو غذاء فقد ذكرناه واما من حيث هو دواء فنعدد منافعه فنقول ان بياض البيض اعني بيض الدجاج هو دواء اشد الاشياء تسكينا للذع ولذلك يستعمل في وجع العين ويستعمل بالجملة في جميع الاشياء التي يراد فيها تسكين اللذع بمنزلة الخراجات التي تكون في المقعدة والعانة وجميع القروح الردية وقد يخلط ايضا في الادوية التي تقطع الدم المنفجر من اغشية الدماغ ومح البيضة هو ايضا من جوهر شبيه بجوهر بياضها ولذلك جملة البيضة تستعمل بعد ان يخلط معها دهن الورد في مداواة المقعدة والورم الحادث في الاجفان وفي الاذنين وفي الثديين اذا كان قد اصاب واحدا من هذه الاعضاء تورم ويستعمل بالجملة في مداوات الاعضاء العصبية بمنزلة المرفق والوترات التي في الاصابع ومفاصل اليدين والرجلين والحدث يستعملون في مثل هذه المداواة المح دون البياض والمقصود من استعمالها انما هو تسكين الوجع مع بعض انضاج ودهن المحاح في تسكين اوجاع الاعصاب من انفع الادوية في ذلك حتى انه يفوق في ذلك شحم الاوز والدجاج فيما حكوا والبيضة متى طبخت بالخل كما هي واكلت نفعت من المواد التي تسيل وتنصب الى المعدة والامعاء وان انت طبختها ببعض الادوية التي تمسك البطن واطعمتها العليل المستطلق البطن نفعته وانفع ما يخلط معها في هذه المواضع عصارة الحصرم او السماق وعصارته والعفص ايضا وقشور الرمان وحب الاس واقوى من هذه زهر الرمان البري والحرق من الماء تنفعه البيضة النيئة اذا وضعت عليه وينفع البيض النيمرشت الخشونة التي تكون في الصدر وفي الاعضاء التي تقبل ذلك وقشور البيض اذا احرقت وسحقت ونحلت اذهبت بياض العين. المرارات هي بالجملة حارة يابسة وهي بالجملة تابعة في الزيادة في هذا والنقصان لامزجة الحيوانات وهي بالجملة تدخل في الشيافات التي يراد منها الجلاة وبخاصة مرارات الطيور وينبغي انها اذا استعملت ان يختار منها ما لم يلحقه تغير من مرض الحيوان الذي المرارة له ومن اكثر المرارات دخولا في العلاجات الطبية مرارة الديك. البول قوته حادة وفيه جلا ولذلك قد يشفي القروح العتيقة والوسخة الزبل خرء الكلب الابيض مخصوص بالمنفعة في الخوانيق وزبل الفار يحقن به الاطفال الذين تعتقل بطونهم اخثا البقر ينفع المستسقين ضمادا. خرء الدجاج ينفع من الخناق العارض عن اكل الفطر وذلك انه يقينهم وينبغي ان يسحق بخل وماء ثم يسقوه. زبل السباع ينفع من القولنج شربا وتعليقا على الفخذ. زبول الحمام يستعمل في علل الاعضاء الباردة مثل النقرس والشقيقة الباردة والصداع البارد والدوار واوجاع الجنبين والكتفين والظهر والبطن والكليتين واوجاع المفاصل. اللحوم قد شهد جالينوس وجماهير الاطباء بمنفعة لحوم الافاعي للجذام ولذلك جعلت في الترياق الفاروق وقوة هذا اللحم الاولى التسخين والتجفيف ووجه ابراء هذه اللحوم من هذه العلة انما هو بان يدفع/ الخلط الممرض الى سطح البدن ولهذا ما توول حال من شربها الى العلة التي يتقشر فيها الجلد ثم يبرا الشحوم بين من امرها وفور الحرارة والرطوبة فيها وان كانت تختلف باختلاف مزاج الحيوان فاسخن الشحوم وايبسها شحم الاسد وشحم الثور والعجل متوسط في ذلك وشحم العجل ارطب وشحم الماعز جيد للاحتقاق وهو ارطب من شحم الثور وشحم الجدا ارطب وشحوم الدجاج والاوز الطف الشحوم ولذلك كانت قوتها في تسكين الاوجاع قوة وافرة في المخ قوة المخاخ قوة تلين وتحلل الصلابات المتحجرة في الاعضاء الصلبة وافضلها في ذلك مخ عظم الايل وبعده مخ العجل. مرق الديوق الهرم يطلق البطن لحوم الدجاج تعدل المزاج السراطين المحرقة تشفي من عضة الكلب الكليب بخاصة فيها البصايص تفتت الحصى القنابر وهي القبع اذا طبخت اسفيذباجة نفعت ضربة وجع القولنج اذا ادمن اكلها. الخراطين وهي المسماة طرطانيا اذا درست ووضعت على العصب المقطوع نفعت من ساعتها منفعة عجيبة ومن الاشياء التي تتولد في البحر مما شهرت منافعها. الاسفنج وقفر اليهود وهو دواء يسخن ويجفف في الثانية ويلزق الجراحات الطرية بدمها اسفنج البحر فيها تجفيف وهي نعمة المادة للرطوبات التي توضع من خارج ازباد البحر كلها قوتها قوة تجلو وتحلل ولها كيفية حارة فهذه عيون الادوية التي شهد لها جالينوس وجربها وهنا ادوية مشهورة وان لم يشهد لها جالينوس فمنها الاهليلجات وهي اصناف خمسة الاصفر والكابلي والهندي والاملج والبليلج قواها الاول هي من البرودة في الدرجة الاولى ومن اليبس في الثانية وذلك انها مركبة من جوهر ارضي بارد وجوهر ارضي محرق دون البارد في الكثرة والدليل على ذلك القبض الموجود في طعمها مع المرارة خاصة الكابلي اسهال المرة السوداء برفق وهو يجفف البلغم بكيفيته وهو في اول الدرجات من الادوية المسهلة لهذا الخلط وكذلك خاصة الهندي الا انهم زعموا انه يخص بجذب السوداء المحرقة واخراجها وهي لهذا الفعل تبري امراض الراس التي تكون من المعدة فان جذبها ليس ينتهي لاعماق البدن بل انما تجذب من الات الغذاء ولذلك الادمان عليها يحيد الحواس والفكر ويبطي بالشيب. واما الاصفر فخاصته اسهال الصفراء برفق والشربة من كل واحد منهما ما سفوفا فمن اربعة دراهم الى خمسة دراهم واما منقوعا فمن عشرة دراهم الى ستة عشر درهما. واما البليلج فانهم زعموا انه ايضا يسهل المرار برفق فقط واما الاملج فلم يصفوه بالاسهال وهو يقوي الشهوة ويقطع البصاق والقيي ويحسن الذهن وينفع من البواسير قالوا ويقطع العطش ويزيد في الباه وعلى هذا ففي هذا رطوبة ما كشوف هذا قوته من نوع قوة الافسنتين وان كان ليس مثله وهو مركب الجوهر من قابض ومر وهو ينفع الحميات بعد النضج كما يفعل الافسنتين. بلاذر حار في الدرجة الرابعة يابس في اخر الثالثة ينفع من الفالج والاسترخاء ويعيد القوة الحافظة اذا اختلت من الرطوبة والذاكرة بهمن حار رطب يسخن المعدة والات التناسل باعتدال ويقوي الشهوة ويزيد في المني وينفع من الاخلاط السوداوية ترنجبين هو من يسقط من السما بخراسان وناحية الهند وهو بالجملة كانه سكر ما حار رطب في الاولى وخاصته اسهال المرة الصفراء برفق حتى انه اضعف المسهلات لها ولذلك يستعمل في الامراض الحادة ولا ينتظر به نضج على ما شان الادوية المسهلة ان يستفرغ بها في الامراض تمر هندي هو بارد في الثالثة يابس في الثانية والسبب في ذلك انه مركب من جوهر مائي خالطته يسير /حرارة لطفت تلك المائية وكانت لها كالاة لنفوذها ولذلك كان طعمه في غاية الحمضة يسهل المرار الاصفر برفق الشربة منه من عشرة دراهم منقعا الى خمسة عشر درهما وحمضة فيها يسير قبض فلذلك صار ينفع المعدة الصفراوية ويدفع القيء الصفراوي عنها. جوزابوا حار يابس في الثلثة عطر الرايحة يجلو حمل المعدة من الخلط العفن ويقويها وينفع الكبد والطحال الباردتين. حجر البازهر هذا مشهور جدا في المنفعة من جميع السموم وبخاصة سم العقرب والشربة منه مقدار ربع درهم حجر الزبرجد ينفع نزف الدم من اي موضع كان واذا سقي منه شيء لمن لسع قبل وصول السم الى القلب منع وصوله الى القلب والشربة منه نحو سدس مثقال. زمرد هذا ايضا ذكروا فيه انه نافع من جميع السموم وبخاصة سم الافاعي والشربة منه تسع حبات قالوا ويجد مشاربه اوجاعا عظاما في جسمه اول ما يشربه وانجلالا في قوته ثم يفيق وقد انتفع قالوا ويقطع الاسهال المزمن اذا شرب واذا علق على المعدة نفع من ذلك ايضا. حجر العقيق معتدل يقطع الدم المنبعث وطمث النساء بخاصة فيه ويزيل الحفر من الاسنان او يوقفه لؤلؤ يابس لطيف نافع من اوجاع القلب مقولة بجملة جوهره مذهب للحرق يقوي العيون الرطبة خيار شنبر يسهل الصفراء المتحرقة بخاصيته ويطفي حدة الدم ويحلل الاورام وهو دواء يسهل برفق كالتمر الهندي او اقوى منه بقليل والشربة منه كالشربة من التمر الهندي. خولنجان حار يابس في الثانية نافع للمعدة الرطبة مطيب للنكهة هاضم للطعام مسخن للعصب مقو للباه حجر البجادي اذا اكتحل به قوي البصر وحفظ النور وازال الغشاء والظلمة من البصر. زرنباذ حار في الثالثة يابس في الاولى يجلو ويحلل الرياح الغليظة نافع لمن لسع ذوات السموم خاصته تحليل الرياح من الارحام وحبس القيء وله ورق عطري قال بولش انه بدل من الدارصيني. سبستان وهو المخيطا حار في الاولى رطب في الثانية يسهل برفق الفضول الصفراوية ويسكن حدة الدم بترطيبه ويلمس خشونة قصبة الرية وينفع من ضيق النفس واذا طبخ ماءه حتى يغلظ ووضع على داء الثعلب او داء الحية انبت الشعر. سندروس حار يابس في الثانية يحلل الفضول من الدماغ اذا شم بخاره وهو ينفع النوازل بجملته بخاصة فيه واذا قطر في العين جلا الاثر الذي فيها جلا عجيبا وينفع من وجع الاسنان وتساقط اللثة نفعا عجيبا. سنا حار يابس في الثانية يسهل الاخلاط المتحرقة والرطوبات اسهالا معتدلا لا يقوي من ذلك على الاخلاط التي فيها غلظ وتحجر وقوته في الاسهال تقرب من قوة الغاريقون اعني في الجذب الا ان الغاريقون مختص باخراج الاخلاط الغليظة الشربة منه من درهم الى درهمين واما في المطبوخات فمن خمسة دراهم الى سبغة سك المسك حار يابس قابض يقوي الاعضاء ويعقل الطبيعة ويمسك القيء سك العفص وسك الملح باردان يعقلان الطبيعة ويمسكان القيء شقاقل حار رطب يزيد في المني ويحرك الشهوة صندل ابردها الاحمر وذلك انه يبرد في الثالثة ويبسه في الثانية واعطرها الاصفر المسماة مقاصرى بارد في الثانية يابس في الاولى ينفع اذا شرب من شدة الحرارة ومن الخفقان الحادث عنها وتضمد به المعدة الحارة والاورام الحارة فينفعها. طباشير هو فحم عقد الخشب القني بارد يابس في الثالثة خاصته النفع من الحرارة والالتهاب والمرة الصفرا وتقوية المعدة وينفع من الخفقان والكرب والغمر. عود الطيب حار يابس في الثالثة هذا قد ذكره جالينوس في التجربة الطبية وقال فيه ان قوته قوة الدارصيني الا انه يفوق الدارصيني/ بما فيه من خصوصية تجفيفه لبلة المعدة والمرارة والقبض مع العطارة الفايقة صار هذا الدواء من انفع الادوية للاعضاء الريسية كلها القلب والدماغ والكبد والمعدة يزيل الغم والخفقان الذي يكون عن الرطوبة فيما احسب وينفع من السموم بتقويته الاعضاء الريسية ودخانه من اعطر الادخنة نافع للنزلات. عنبر هذا احد اصناف القفر وذلك انه يتولد من عيون البحر فيما زعموا ويطفو فوق ماء البحر وافضله الاشهب حار يابس في الثانية صقو للدماغ وللقلب والمعدة والحواس نافع للشيوخ المبرودين ينفع من اوجاع المعدة الباردة ومن الرياح الغليظة العارضة في الامعاء ومن السدد واذا طلي من خارج يقوي الاعضاء وبخاصة الاعصاب ويقوم فساد الهوى المحدث للموتان اذا ادمن شربه واذا شرب. عناب هذا الدواء ذكره جالينوس ولم يقف له على منفعة خاصية واما اطباء العراق فيذهبون به كل مذهب في نفعه حدة الدم والصفراء ونفعه من خشونة الصدر والرية حتى انهم يرون انه نافع لها بجملة جوهره مزاجه بارد في الاولى رطب في الثانية ويشبه ان يكون قمعه الدم انما هو بترطيبه. فوفل هي اصناف قوتها قوة الصندل ادا شرب منه من درهم الى درهمين اسهل باعتدال. قرنفل حار يابس في الثانية ممتدة او في الثالثة مسترخية مقو للاعضاء الريسية كلها نافع من العلل الباردة يعقل الطبيعة وهذا الدواء ذكره جالينوس في التجربة الطبية وزعم ان خاصه قشر القرنفل تقوية القوة الهاضمة الحبق القرنفلي وهو المسمى فلنجمشك حار يابس في الثانية يفتح السدد التى في الدماغ وينفع من الخفقان العارص من البلغم والسوداء نافع من البواسير. قاقلة صغيرة وكبيرة حارة يابسة في الثانية نافع من السدد في الكبد ومن الحصى في الكلى ومن الصرع ومن الاوجاع الباردة وهو من الافاويه نافعة للمعدة هاضمة للطعام نافعة من الغشيان وكثرة القيء اذا شربت بماء الرمان. كافور بارد يابس في الثالثة لطيف جدا مضاد للعفونة والمواد الحارة يحبس الخلفة الصفراوية ويقطع الباءة قطعا قويا حتى انه يصير شاربه الى الزمانة ويخل بالمعدة الناقصة الحرارة اخلالا رديا لك هي صمغة حارة يابسة في اول الثانية مشهورة جدا تقوية الكبد وتفتح سددها وهي ايضا تنفع المعدة والطحال وينفع من اوجاع الكلى والمثانة وتزيد في الباءة الشربة منها نصف درهم الى درهم مسك حار يابس في اخر الثالثة اقوى اشياء عطرة له خاصية غريبة في تقوية القلب وازالة الحزن والفزع نافع من الصرع واختناق الرحم وبالجملة من امراض الغشي كلها وينفع الرياح الغليظة المتولدة في الامعاء ومن الملنخونيا والعلل السوداوية. لسان العصافير نافع من الخفقان ويزيد في الباءة. ياسمين حار يابس في اخر الثانية نافع من الرطوبات والبلغم صالح للشيوخ وللمبرودين نافع للصداع الذي يكون عن اخلاط غليظة فهذا ما راينا ان نثبت في هذا المختصر من الادوية المشهورة وينبغي بعد ذلك ان نسير الى القول في قوانين التركيب. القول في قوانين التركيب ان ضرورة الداعية الى تركيب الادوية المفردة اولا ثلثة اشياء احدها انا لسنا نجد في كثير من المواضع في الدواء المفرد ما يحتاج اليه من القوى التي بها يلتيم العلاج او الحفظ والثاني ان تكون موجودة في الدواء المفرد لاكن تحتاج منها الى مقدار اقل او اكثر والثالث ان يكون في الدواء المفرد قوى لسنا نحتاج الى استعمالها في ذلك العلاج المقصود ولا في ذلك الحفظ او تكون تلك القوى مما لا يحتاج اليها في علاج اصلا ولا حفظ والقسم الاول من هذين يستعمل في المواضع التي انما يلتيم/ العلاج فيها بكيفيات متضادة او مختلفة متفتة وذلك يعرض اما من قبل طبيعة المرض والعرض اذا تضادت او من قبل المرض والسبب او طبايع الامراض اذا تركبت او الاسباب اذا تركبت ايضا واما من قبل طبيعة المرض والعضو في مزاجه او في شرفه او في وضعه او في مشاركته مثال الاختلاف بين السبب والمرض الحميات العفونية فانما من حيث هي حارة يابسة تحتاج الى دواء مرطب ومن حيث هي عن خلط عفوني تحتاج الى ما يجففه ويلطفه وفي هذا الجنس يدخل الردع والتحليل الذي يستعمل في زمان تزيد الاورام فالطبيب في مثل هذاالموضع يضطر ان يخلط الدواء المردع مع المحلل وقد يلحق شك في فعل الادوية المركبة من قوى متضادة وهو كيف يمكن ان يلفا لها الفعلان معا في بدن الانسان فانها ان كانت متكافية قاوم كل واحد منهما صاحبه فلم يكن لها تاثير في بدن الانسان وكانت معتدلة وان كان احدهما اقوى فعل الاقوى فعله ولم يحس هنالك للاضعف فعل وهذا الشك انما يشكوا فيه في القوى الثواني فاما في الاول فلا لانهم يرون انا متى خلطنا درهما من بابونج مع درهم من ورد ان الدواء معتدل في كيفياته الاول ويرون مع هذا انه يكون فيه ردع وتحليل والامر في ذلك فينبغي ان يكون واحدا كما قلنا فكما نقول ان هذا الدواء معتدل في كيفياته الاول بمعنى انه يفعل في البدن حرارة متوسطة بين الحرارة التي في الدرجة الاولى والبرودة التي فيها كذلك ينبغي ان يفهم الامر في القوى الثواني فيكون الدرهم من البابونج مثلا مع الدرهم من الورد يفعل ردعا وتحليلا متوسطا بين تحليل البابونج وردع الورد وكان هذا الاسهال انما وقع من جهة انهم لم يدرجوا القوى الثواني حتى يشار منها الى ما هو معتدل او خارج عن الاعتدال وهذا الفعل الذي يكون للدواء المركب هو واحد اما بالمزاج الصناعي واما بالمزاج الطبيعي وليس هو كثير حتى نحتاج ان نقول كيف يصنع الدواء الواحد كيفيتين متضادتين في موضع واحد ويجعل ذلك كالحال في الحس مع محسوساتها فانه تنفعل عن المتضادين معا بوساطة موضع واحد مثال ذلك انه يدرك الابيض والاسود معا بالرطوبة الجليدية ويدرك الحار والبارد في جميع اجسامنا على وتيرة واحدة اذا اتفق ان غمسنا بعض اعضاينا في ماء بارد وبعضها في حار كما نسمع جالينوس يقوله فان هذا لا يغني في حل هذا الشك اذا فرض الدواء المركب له فعلين متضادين وذلك ان الحواس انما عرض لها ذلك من قبل انها ليست هيولانية وقد اعطى السبب في هذا في غير هذا العلم واما الانفعالات التي يقبل الجسم عن الادوية فهي ضرورة انفعالات هيولانية لا يصلح ان توجد الاضداد منها في موضع واحد في وقت واحد لا على جهة ما يوجد المتوسط بين الاطراف كانك قلت على الجهة التي يوجد الابيض والاسود في اللون الاصفر والا تعاوقت ضرورة ان كانت متساوية او فعل الاغلب فعله واذ قد تبين كيف فعل الدواء المركب فلنسر الى اعطاء مثالات تلك الاقسام الباقية فنقول واما مثال المرض والعرض فمثل الحمى العفونية والغشي فان الحمى تقتضي الاستفراغ والتبريد والغشي يقتضي ضد الاستفراغ والتبريد ومثال تركيب امراض الحميات المختلفة الجواهر مثل الحمى المعروفة بشطر الغب التي تركبت عن الصفرا والبلغم ومثال الحاجة الى ذلك في تركيب الاسباب حدوث الامراض التي تكون عن اكثر من خلط واحد فيضطر من اجل ذلك ان تركب من الادوية ما يستفرغ اكثر من خلط واحد وهذه هي الضرورة الاولى الى تركيب المسهلات وفي هذين الجنسين اعني تركيب الامراض والاسباب يدخل تركيب الترياق وذلك انه قصد به مقاومة امراض كثيرة والحفظ منها فيجعل مركبا من ادوية متفننة القوى وجهات كثيرة من مقاومة السموم ومثال الحاجة الى ذلك عند اختلاف طبيعة المرض وطبيعة عضو المعدة التي يصيبها حمى الدق وانها من حيث بها حمى دق تقتضي التبريد والترطيب /ومن حيث انها معدة تقتضي التسخين والقبض وكذلك الحال في السعال الذي يكون عن مادة لاحجة في قصبة الرية فان الخلط يقتضي التلطيف والتقطيع وذلك انما يكون بالاشياء المخشنة والرية من حيث هي رية تقتضي التلميس ومثال الحاجة الى ذلك عند اختلاف طبيعة المرض والعضو من جهة الشرف الورم الذي يكون قد تناهى في الكبد فانه من حيث هو ورم متناهي يقتضي الاستفراغ على ما سيقال في حيلة البرء فان كثيرا من هذه الاشياء مما ليس ها هنا بينا بنفسه ينبغي ان توضع ها هنا وضعا نبين ذلك في الجزء العلاجي ولهذا ما يقول جالينوس ان المعرفة بتركيب الادوية انما يكون بعد المعرفة بحيلة البرء ولعل الامر في ذلك بالعكس فانه كما انه ينبغي ان يكون عند المعالجة قوى الادوية عتيدة عندنا متى احتجنا اليها كان الامر في وجه التركيب والا لم يمكنا ان نعالج فاما ان نجعل صناعة التركيب جزأ من صناعة العلاج فذلك ممتنع او يتعدم اولا بعد ان نصادر في تعلمها على ما يحتاج اليه مما تبين في الجزء العلاجي وقد خرجنا عما كنا بسبيله فنرجع فنقول واما من حيث الورم في عضو رئيس جم المنفعة فيقتضي توفير قوته وذلك يكون بالقابض وكان هذا راجع الى اختلاف طبيعة المرض وطبيعة العضو ومثال الحاجة من وضع العضو انا اذا اردنا ان نوصل الجوهر القابض الى عمق البدن خلطنا معه ما فيه لطافة لبعد موضعه ليكون للجوهر القابض كالجناح ومن هذا الجنس خلطهم قليل الذراريح في ادوية المثانة والزعفران في ادوية القلب ومن هذا النوع ايضا خلطهم الشمع في المراهم التي توضع على الاعضاء التي من خارج الجسم فان تلك الاعضاء تقتضي موضعها الا يستقر فيها الدواء ان لم تكن في هيولي تلك الصفة واما مثال الحاجة الى التركيب من جهة مشاركة العضو كالمرض الحار في فم المعدة فانه ليس ينبغي ان يفرط في تبريده لمشاركة العضو البارد الذي هو الدماغ فهذه سبع دستورات يعمل عليها في تركيب الادوية المختلفة اذا لم يكن في الدواء المفرد ما يحتاج اليه من القوى واما القسم الثاني من الاقسام الاول وهو اذا كانت القوى التي يحتاج موجودة في الدواء لاكن يحتاج منها بمقدار ازيد او مقدار انقص فان هذا القسم ايضا يتشعب الى اقسام احدها انا قد نريد فعلا من افعال الادوية الاول فيكون عندنا دواء موجود فيه تلك القوة الا انها تكون ازيد مما نريد او انقص فنضطر حينئذ ان يخلط به دواء اخر اماما يقوي به فعله ويضعفه والدواء تضعف قوته باحد امرين اما ان نضيف الى الدواء القوي دواء مضادا لقوته مثال ذلك اذا كان عندنا دواء في الدرجة الثالثة واحتجنا الى دواء في الدرجة الثانية خلطنا بتلك الذي في الدرجة الثالثة دواء هو من البرودة في الدرجة الاولى والوجه الثاني ان نضيف الى الدواء القوي دواء قوته شبيهة بقوته لا مضادة لاكن تكون انقص من قوته الاولى مثال ذلك ان يكون عندنا دواء في الدرجة الثالثة من الحرارة ونريد ان نحطه عنها فانا نخلط به دواء هو في الدرجة الاولى من الحرارة وهذا القانون اعني ان الدواء اقل حرارة ينقص من حرارة الازيد يصححه جالينوس ويستشهد في ذلك بالماء الحر والفاتر فانه متى مزج الحر بالفاتر نقصت حرارته ضرورة وقد يشكك عليه بانا نرى امراضا هي في الدرجة الرابعة او الثالثة من الحرارة متى اسقينا صاحبها دواء هو من الحرارة الثانية اضره وقد كان ينبغي على هذا القياس ان يبرده مثال ذلك انا اذا اسقينا من به حمى محرقة عسلا فانا على المقام نضره مضرة عظيمة وكذلك من اصابه برد شديد في راسه فطلناه بدهن الورد اضررناه به مضرة كبيرة فنقول نحن اما ان كان كذلك الدواء الاحر الذي نسبته الجزء الحار فيه الى البارد اعظم نسبة من الجزء الحار الى البارد في الدواء الذي هو اقل حرارة وامر البارد فيهما بالعكس اعني انه في الاحر /اصغر نسبة وفي البارد اعظم مثال ذلك ان درهما واحدا من الفلفل نسبة الحار فيه الى البارد اعظم نسبة منه في الدرهم من السنبل وذلك ان الدرهم من الفلفل كانك قلت خمسة اجزائه حارة وواحد بارد والدرهم من السنبل جزأن منه حاران وواحد بارد فمتى خلطنا ضرورة الدرهم من السنبل الى الدرهم من الفلفل كانت نسبة البارد الى الحار في المجتمع من ذلك اعظم نسبة منها ان الفلفل وهو اذا تامل ظهر وهذه الاجزاء التي قدرنا انها حارة او باردة في الدواء فانها وان لم تكن فيه موجودة بالفعل فليس ذلك بضار في هذا التعليم وهي وان لم تكن بالفعل المحض موجودة فهي بضرب من التوسط بين القوة والفعل ولذلك يمكن في كثير من الاجسام المتشابهة الاجزاء ان تتميز الاجزاء التي منها تركبت بالصناعة كالحال في اللبن ويقوي تصور هذا ان الدواء الذي فيه اجزاء حارة اكثر فهو لا شك اكثر استعدادا ان يشتعل عن الحرارة الغريزية من الدواء الذي الاجزاء الحارة فيه اقل لكن يعرض في بعض الابدان لشدة حرارتها واستعداد اعضائها ان تحول كلما يرد عليها الى جوهر ناري اذا ورد عليها ما هو اقل حرارة منها استحال بجملة اجزائه الى اجزاء نارية فيه وذلك حال العسل مع صاحب الحمى المحرقة وكيف لا ونحن نرى في هذه الحمى ماء الخيار يستحيل مرارا واذا كان هذا هكذا فلنعمل على صحة هذا القانون في الادوية واما اذا اردنا ان نزيد في قوة الدواء فليس لذلك الا سبيل واحد وهو ان يخلط بالاضعف ما هو اقوى من جنسه. واما القسم الثالث من هذه الاقسام فهو متى اردنا عضد قوة ثانية من قوى الادوية المفردة او ثالثة او حطها وهذا ايضا يتصور على وجوه كثيرة احدها انا نعمد الى الدواء الذي نريد حط قوته الثانية فنخلط به دواء قوته مضادة لهذه القوة مثال ذلك انه اذا كان دواء في الدرجة الثالثة من التفتيح والتقطيع خلطنابه دواء مسددا في الدرجة الاولى فيرجع ذلك الدواء مفتحا في الثانية والوجه الثاني انا نعمد الى دواء هو اقل تفتيحا منه فتخلطه به فان هذا يلزم ان يحط من تفتح الاول كما لزم ذلك في الكيفيات الاول اذ كانت نسبة الجوهر المسدد فيه الى الملطف اعظم نسبة منه في الدواء الاكثر تلطيفا واما الوجه في عضد هذه القوى الثواني والثواني فذلك يكون. بان نخلط بالدواء الذي نريد عضده في ذلك الفعل ما قوته اقوى من ذلك وقد يظن ان ها هنا وجها اخر يعضد القوى الثواني والثوالث وهو ان يخلط بالدواء الواحد دواء هو في مرتبته في قواه الثواني والثوالث فانهم زعموا انه يوجد بالتجربة لمجموع ذلك الدواء في الابدان تاثيرا هو اقوى مما يوجد لكل واحد منها اذا شرب مفردا وذلك له اتوخى ان تكون الكمية في المفرد هي بعينها الكمية من المركب اعني من الدوائين ويشبه ان يكون السبب في هذا ان ذلك الدوائين وان تساويا في القوى الثواني والثوالث فليسا يمكن فيهما ان يتساويا تساويا حقيقيا بل ذلك تخمين وذلك انهما لا بد ان يختلفان في لطافة الجوهر وغلظته وتكاثفه وتخلخله وغير ذلك من الاشياء التي بها ذلك الدواء غير الدواء الثاني واذا كان ذلك كذلك فانه يعسر على الطباع احالتها لتشتت جواهرها اذ كانت المرد التي فيها يمكن ان تستحيل عن الطبيعة غير متساوية فيكون لذلك فعلها اظهر من فعل البدن ويكون انفعال البدن عنها اكثر وذلك ان البطيء الاستحالة والخروج عن البدن يضبط السريع الخروج فيكون فعله اشد والسريع الاستحالة ينفذ الى الاعضاء البطيء الاستحالة غير منهضم فيكون فعله في الابدان اقوى من حيث هو دواء لكن متى سلم هذا القول في القوى الثواني والثوالث فيلزم ان يكون الامر كذلك في الاول ولعل الامر هكذا وذلك انا نرى القدماء كثيرا ما يجعلون في المعاجين ادوية قواها الاولى والثواني والثوالث قوى واحدة ولكن الذي ينبغي ان نعتقد / انه انما توجد واحدة بتقريب وذلك انه لا بد ضرورة ان يختلف بالاقل والانقص ولكن يفوت الحس وذلك اذا تنوولت مفردة فاذا ركبت ظهر ذلك فيها فهذه اصناف القسمين الاولين من الاقسام الاول التي قلنا انها داعية الى تركيب الادوية واما القسم الثالث من تلك الاقسام وهو الموضع الذي ليس انما يحتاج فيه الى استعمال جميع قوى الدواء بل بعضها فهذا ايضا يكون على اوجه احدها انا لسنا في كل موضع نحتاج الى استعمال جميع الكيفيات الاول التي في الدواء المفرد بل واحدة منها فقط مثال ذلك ان يكون الدواء حارا رطبا ونحن انما نريد ان نستعمل منه قوة الترطيب فقط فهنا نخلط دواء هو بارد رطب لكن يجب ان تكون برودته مساوية لحرارة ذلك حتى يكون معتدلا في الحرارة والبرودة رطبا فقط وكذلك في واحد واحد من الكيفيات الاول والوجه الثاني ان تكون الحاجة انما هي ماسة الى استعمال قواه الثواني او الثوالث او كليهما لا الى استعمال كيفياته الاول مثال ان الحاجة الى سقي بزر الكرفس في الحميات انما هي لتفتيح السدد وتقطيع الاخلاط واخراجها على طريق البول واما حرارته ويبسه فليستا ها هنا بمقصودتين فهنا يجب ان نخلط به ما يكسر من يبسه وحرارته من غير ان تكون قوته الثانية مضادة للقوة المقصود استعمالها مثل ان يخلط بالكرفس نيلوفر بل يجب ان يتحرا من ذلك ما قوته معاضدة للقوة المقصود استعمالها مثل ان يخلط بالكرفس بزر بطيخ او بزر القثاء فان في هذين البزرين مع انهما باردان قوة مدرة وان كنا قد تقدمنا فقلنا ان القوة الاضعف التي هي من جنس الاقوى اذا خلطت بالاقوى انها تضعفه فهذا امر يضطر الطبيب اليه ها هنا لانه لا يقدر على اكثر من ذلك اذ كان بين احد امرين اما ان يقتصر مثلا على بزر البطيخ والقثاء فلا يبلغ مراده او على بزر الكرفس فيضر العليل على انه غير ممتنع ان يجتمع من تعاضد القوتين عند المزاج فعل اقوى من فعل كل واحد منهما على الانفراد وان كانت قوة احدهما اضعف من الاخرى فانا لو افردنا الجزء الحار من الخل لم يفعل تلك الافاعيل التي يفعل من تفتيت الصخر وتقطيعه الجلود وابعد من ذلك ان يفعل هذا الفعل الجزء البارد منه مفردا بل انما هذا الفعل له بمجموع هاتين القوتين فلذلك ايضا لست امنع كل المنع ان يكون الدواء الاضعف اذا خلط بالدواء الاقوى كان المجتمع عنها فعلا اقوى فان افعال الادوية في الابدان انما هو امر اضافي وليس ذلك في الحقيقة شيء تابع لاجزاء الدواء في نفسه فرب دواء هو اقل حرارة في نفسه هو احر بالاضافة الى بدن الانسان من الدواء الاكثر حرارة في نفسه وكذلك غير ممتنع ان يكون المجتمع من بزر البطيخ مثلا والكرفس اقوى فعلا في بدن الانسان من فعل الكرفس وان كانت الاجزاء التي بها يكون التفتيح والتقطيع في الكرفس مفردا اكثر منها فيه اذا مزج ببزر البطيخ وهذا كله بين لمن فهم ما كتبناه قبل في امر الادوية وهذا القانون مهم في الطب وهو اكثر شيء تصرفا فيه بل اذا لحظه الانسان على ما يجب لم يعالج يكاد بدواء مفرد وهو لعمري موجود في تراكيب القدماء مثل فعلهم السكنجبين البزوري وان كان لم يحجبوا منه في هذا التركيب اليبس بل انما حجبوا الحر فقط بالخل وما اريد الى ذكر السكنجبين البزوري بل السكنجبين الساذج نفسه فانهم حجبوا فيه حرارة العسل بالخل مع انه معا ضد لفعل العسل الثاني ولهذا ما يحل قدر الادوية المفردة التي تضادت فيها القوى الاولى وتعاضدت القوى الثواني مثل البرشاوشان وغير ذلك من الادوية المفردة وبالجملة فمنفعة هذا القانون انما هي بالقوى الثواني والثوالث وهو كما قلنا قانون جامع وان كان يوجد في تراكيب القدماء فلم يشيروا اليه بالقول ولا نبهوا عليه والذي لهم في هذا افضل التنبيه فهم هولاء القوم بنو زهر فان لهم لعمري محاسن كثيرة في هذه الصناعة وقد تكون القوى التي يقصد حجبها غير مستعملة في صناعة الطب اصلا/ مثل حجبهم ضررالادوية المسهلة بالاعضاء الرئيسية وربما قصد من الدواء حجب طعمه اذا كان بشيعا وهذا هو العلة في تركيب المعاجن والاشربة على العسل او السكر مع انه في بعض مواضع قواه متاخرة لقوى الادوية المقصود استعمالها مثل استعمال القبض والتبريد فهذه هي جملة القوانين التي يعمل عليها في تركيب الادوية واما القوانين التي يعمل عليها في كمية ما يجعل من الدواء المفرد في المركب فهي على اوجه احدها انه لما كان ليس اي كمية اتفقت يسقى من الدواء مفردا بل كمية محدودة وذلك لموضع الدواء وضعفه لزم ان يعتبر ذلك في المركب فنجعل من الدواء القوي كمية اقل ومن الضعيف كمية اكثر على حال ما فعل في الترياق والثاني ان يكون في المركب دواء كثير المنفعة في الغرض المقصود بالمركب وساير الادوية انما جعلت لمكانة كذبيد اللك وغير ذلك من المركبات التي تنسب الى دواء واحدفيها وربما كان يلقى منها مقدار اكثر لكثرة منافعه وربما كان السبب في كثرة ما يلقى من الدواء بعد العضو وهذا راجع الى ضعف قوة الدواء بالاضافة الى ذلك العضو وربما تعاضدت هذه الاسباب وربما تضادت مثال ذلك انه اذا اجتمع في الدواء كثرة المنفعة في الغرض المقصود منه وضعفه وبعد العضو فينبغي ان نلقي منه مقدارا كثيرا واذا اجتمعت اضداد هذه فيلقى منه شيء هو في غاية القلة ولا سيما اذا اجتمع فيه مع قلة المنفعة مضرة ما واذا تقاومت هذه الاسباب جعل منه وسطا في الكثرة والقلة واما الادوية المسهلة فلما كانت كميتها ليست تحتمل من التقريب في الزيادة او النقص ما تحتمله ساير الادوية وجب ان يسلك في تركيبها احد امرين اما ان نجعل من كل واحد منها شربة كاملة مثال ذلك ان كانت اربعة ادوية اخذنا من كل واحد منها ربع شربة ثم يسقى من مجموعها على نسبة الواحد منها الى الكل مثال ذلك ان كانت منها ادوية اربع سقينا منها الربع والوجه الثاني انا ناخذ من الشربة التامة من كل دواء على نسبة الواحد منها فهذه جميع الدستورات والقوانين التي يعمل عليها في الكمية ولما كان اهم شيء على الطبيب اذا ركب دواء ما ان يعلم في اي درجة هو من قواه الاول والثواني والثوالث ان امكن فقد ينبغي ان نقول في ذلك فنقول انه متى اراد الانسان الوقوف على مرتبة دواء مركب من الكيفيات الاول فالسبيل الى ذلك يكون بان نتامل درجات الادوية المفردة التي فيه فانه لا يخلو ان تكون من جنس واحد اعني حارة كلها او باردة او يابسة او رطبة او تكون من قوى متضادة اعني حارة وباردة ويابسة ورطبة والقسم الاول ايضا لا يخلو من احد امرين اما ان تكون تلك الادوية المتجانسة القوى في مرتبة واحدة من القوى التي تجانست فيها كانك قلت مرتبة واحدة من الحرارة او اليبوسة واما ان تكون في ذلك متفاضلة حتى يكون فيها ما هو معتدل وما هو حار في الاولى وفي الثانية وفي الثالثة وفي الرابعة والقسم الثاني ايضا لا يخلو ان تكون تلك الادوية المتضادة في مرتبة واحدة من التضاد ام تكون في ذلك متفاضلة حتى يكون في ذلك حار في الثالثة وبارد في الاولى ويابس في الثانية ورطب في الاولى وقد تتركب هذه الاربعة الاصناف فتوجد في دواء واحد لكن اذا عرفت قانون البسيط عرفت ضرورة قانون المركب بوجه النظر اما في القسم الاول وهو الذي الادوية فيه متجانسة القوى في مرتبة واحدة فيشبه ان تكون مرتبة المجتمع منها مرتبة المفردات باعيانها ان لم يعرض لها عند الامتزاج صورة تكون بها بالاضافة الى بدن الانسان احر من المفردات او ابرد ولا سيما في الادوية التي تخمر لكن لنعمل ان الامر في الاكثر يكون على هذا واما متى كانت الادوية متضادة في مرتبة واحدة من التضاد فالامر في ذلك بين انها تقاوم حتى يعتدل الدواء لكن بعد شريطة واحدة وهي ان تكون كميتها في الدواء الكمية التي بها يكون لها تلك المرتبة من القوة فانه ليس كل دواء يكون حارا في الاولى او في الثانية باي كمية اتفقت فان العسل حار في الثانية لكن اذا تنوول منه مقدار اوقيتين. والصندل بارد في الثانية اذا /شرب منه مقدار درهم ونصف او درهمين فدرهمان مثلا من صندل تقاوم اوقيتين من العسل وليس درهمان من العسل تقاوم درهمين من الصندل فان كانت الادوية المتضادة القوى في المركب ليست في مرتبة واحدة بل يكون فيها بارد في الاولى مثلا وحار في الثالثة وبارد في الثانية وحار في الرابعة فيتبين ايضا ان الابرد يكسر من الاحر بمقدار مرتبته في البرودة ان درجة فدرجة وان درجتين فدرجتين فالبارد في الاولى يصرف الحار في الثالثة حارا في الثانية وكذلك البارد في الثانية يصرف الحار في الرابعة الى الثانية لانه انما يقوم منه ابدا عدد درجاته ولذلك كان الحار والبارد في مرتبة واحدة يتقاومان واما البارد في الثانية فانه يصرف الحار في الثالثة الى الحار في الاولى هذا كله متى تساوت كميات الادوية واعني بتساويها لا التساوي في الوزن لكن التساوي في القوة وتلك الكمية هي اول مرتبة من المراتب الذي يظهر فيها فعل الدواء في البدن فان اختلفت القوى المتضادة بالاقل والاكثر واختلفت الكميات ايضا بالاقل والاكثر نظرنا فان كان الدواء الاضعف اكثر كمية كانك قلت ضعفي كمية الاقل فهو ضرورة يحط من الدواء الاقوى مرتبة اخرى سوى المرتبة التي حطها بكيفيته مثال ذلك متى كان معنا دواء حار في الثالثة وبارد في الاولى وكان البارد ضعف كميته التي هي في اول مرتبة من المراتب التي يظهر فيها فعل ذلك الدواء وكان الحار انما منه في الدواء كمية الاقل فان الدواء البارد هنا ليس يصرف الحار الى الثانية فقط بل الى الاولى وان كان ثلاثة اضعافه في الكمية صرفه معتدلا وكذلك ايضا متى كان البارد او الحار اقل كمية من كميته الاولى لم يعتبر واما ان كان الامر في ذلك بالعكس اعني ان يكون الدواء الاقوى اكثر كمية من كمية الاقل والاضعف في كميته الاقل فان الاضعف ايضا انما يحط من القوي بمقدار نسبة الكمية فان كانت كمية الاقوى مثلا ضعف كمية الاقل والاضعف في كمية الاقل وكان الاضعف كانك قلت حار في الدرجة الاولى والاقوى بارد في الدرجة الثالثة فان الاحر ها هنا ليس يحط البارد في الثالثة الى الثانية بل يحطه عن الثالثة بمقدار وسط بين الثالثة والثانية والعلة في هذا اجمع ان الدواء متى تضاعفت كمية الاقل تضاعفت كيفيته وخرج عن درجته في الحرارة او البرودة الى درجة اخرى ولذلك متى شرب احد من الدواء الذي في الدرجة الثالثة من الحرارة او البرودة اضعاف كمية الاولى قتل ضرورة على جهة ما تقتل السموم واما الادرية المتجانسة القوى المختلفة المراتب في ذلك فان القانون ايضا في ذلك ان الانقص قوة يحط من الاقوى وقد اعطينا السبب في ذلك لكن ينبغي ان يتصور هذا على الوجه الذي اقول وذلك انا لما كانت الادوية المتضادة القوى انما تحط بعضها من بعض بقدر ما فيها من تعادل التضاد اعني مثلا ان الدواء البارد في الاقل انما يحط من الثاني في الحرارة بقدر ما تزيدت فيها البرودة وهي درجة واحدة فالواجب ايضا في الادوية المتجانسة القوى ان يحط الاضعف منها من الاقوى بقدر ما نسبته الضد في الدواء الاضعف الى ضده اعظم نسبة منه في الدواء الاقوى مثال ذلك ان الحار في الدرجة الاولى البارد فيه اعظم نسبة الى الحار منه في الدواء الحار في الدرجة الثانية وفي الثالثة اصغر منه من الثانية واذا كان ذلك كذلك فالدواء المعتدل في الادوية المتجانسة القوى هو اقرب المراتب في ان يحط ما فوقه اذ كانت نسبة التضاد فيه تقرب من ان تكون نسبة تعادل ثم بعده ما كان في الدرجة الاولى ثم في الثانية ثم في الثالثة مثال ذلك انا متى خلطنا دواء معتدلا مع حار في الدرجة الثانية فانه ليس في قوته ان يصرفه الى الدرجة الاولى لان الذي يعمل ذلك انما هو البارد في الاولى لكن اقل مما يحط المعتدل اذا كان الدواء الحار في الاولى نسبة البارد فيه الى الحار اصغر نسبة منها الى المعتدل كما ان نسبته في المعتدل اصغر من نسبته في البارد في الاولى ولذلك لم يمكن /في الدواء المعتدل ان يحط من الحار مثلا في الثانية مثل ما حط البارد في الاولى ولا يمكن ايضا الحار في الاولى ان يحط من الحار في الثانية كما يحط المعتدل ولا يمكن ايضا ان يحط الحار في الثانية من الحار في الثالثة مثل ما يحط الحار في الاولى واكثر من ذلك المعتدل او البارد في الاولى لكن انما يكون هذا كله بعد ان يحتفظ بتساوي الكميات اعني بتساوي القوة وهذا كله اذا تاويل بين بنفسه ويحبل الحدث من الاطباء بهذه الاشياء تراهم يقولون ان الدواء الحار في الاولى اذا خلط مع حار في الثالثة صيره في الثانية ليت شعري فاذا خلطنا به البارد في الاولى اي درجة يصيره البارد فان قالوا الى المرتبة الثانية فقد صار الحار في الاول والبارد في الاول يصيران الحار في الثانية الى مرتبة واحدة وان قالوا ان البارد في الاول يصير الحار في الثالثة حارا في الاولى فسيصير البارد في الثاني الحار في الثالثة معتدلا وهذا كله تخبط والذي اوقعهم اولا في هذا التخبط انما هو الرجل المعروف بالكندي وذلك ان هذا الرجل كتب مقالة اراد فيها ان يتكلم في القوانين التي بها يعرف طبيعة الدواء المركب فخرج الى التكلم في صناعة العدد وصناعة الموسيقى على جهة ما يعرض لمن ينظر في الشيء النظر الذي بالعرض واتى هذا الرجل في ذلك الكتاب بهذيانات وشناعات وجعل يقول ان نسبة الدرجات الاربع من درجات الادوية هي نسبة الاضعاف حتى تكون الدرجة الرابعة ستة عشر ضعفا وذلك انه جعل الاول ضعف المعتدل والثانية ضعف الاولى والثالثة ضعف الثانية والرابعة ضعف الثالثة فهل لا كفاه في ذلك ان يقول ان الثانية ضعف الاولى والثالثة ثلاثة اضعافها والرابعة اربعة اضعافها فان هذا هو الذي قصد في ترتيبها ليكون مراتبها مستوية وذلك انهم اخذوا اول دواء تظهر منه على البدن حرارة محسوسة فجعلوه في الدرجة الاولى ثم عمدوا الى دواء بعده عن الثانية بعد الثالثة عن الاولى فجعلوه في الثالثة فهذا فيه ثلاثة اضعاف الاول وكذلك في الرابعة واما على راي الكندي فانه يلزم ان يكونوا قد جعلوا المرتبة الثانية تزيد على الاولى فباي ضرورة ليت شعري كانت تدعو الاطباء الى ان يتحفظوا هذه النسبة وعلى هذا فكانت تكون الادوية التي في الدرجة الثالثة قاتلة فضلا عن الرابعة لان الادوية تخرج عن المعتدل ستة عشر درجة كيف حال الابدان معها وايضا فكان يكون بعد الدرجة الرابعة من الثالثة ليس بعد الثالثة من الوسط فكان يجب عليهم في مثل هذا العرض ان يدرج وكذلك فيما بين الثالثة والثانية فانه على هذا ليس تكون مراتب الدرج متساوية واي اختلال في هذه الصناعة اعظم من هذا الاختلال وذلك انما قصد له من اول الامر من حفظ مراتب زيادة القوى بعضها على بعض كان يفوتنا وذلك ان المرتبة مثلا التي نسبتها الى الاولى في التساوي نسبة الاول الى المعتدل كانت بقوتنا واكثر من ذلك فيما بين الدرجات الاخر لانه على راي الكندي كلما ارتفع عظم العرض بينها حتى لو كانت هنا درجة خامسة لكانت اثنين وثلاثين جزءا لانها كانت تزيد على الرابعة ستة عشر جزءا وهذا كله هذيان وتكلم في اشياء ليس لها وجود فهذا هو القول في جميع القوانين التي بها يقف الانسان على طبايع الادوية المركبة ويركبها اذا شاء الوجه في معرفة درجة المركب في القوى الثواني والثوالث هو الوجه في معرفة درجة القوى الاولى اذا كانت الثواني والثوالث مدرجة عندنا وهذا شيء اهمله الاطباء يسال سايل فيقول اذا كان تركيب الادوية انما هو شيء فاعله القياس وكان الدواء المركب يعلم بالقياس قواه الاول والثواني والثوالث فهل للتجربة مدخل في سبار افعاله كما كان الاعتماد عليها في معرفة قوى الاشخاص المفردة فيقول اما القوى الاول والثواني والثوالث فلا حاجة بنا الى تجربتها في المركب فانها مدركة بالقول واما ان كان يمكن في الدواء المركب ان يحدث عن امتزاجه وتركيبه خاصة ما فللتجربة ها هنا مدخل كبير لان تلك الخاصة قد تكون موافقة للمقصود من تركيبه وقد تكون غير موافقة / لكن الخواص المضادة للمزاج انما تكون اكثر ذلك في المزاج الطبيعي لا الصناعي وان كان لا يبعد وجود الخاصة في الادوية التي تخمر لان المزاج فيها اكثرولذلك يرى ابن سينا ان اكثر افاعيل الترياق هي خواص له تابعة لجوهره لا يمكن تعليله ويرى الا يغير شيء من النسخة القديمة التي لا ندر وما خشى واما انا فقد كنت ارى ان ازيد ادوية كثيرة في الترياق لم تكن بعد مشهورة في ذلك الزمان او كانت الا انهم اغفلوها مثل العود والعنبر والقرنفل وغير ذلك واذ قد تكلمنا في قوانين التركيب فينبغي بعد هذا ان نذكر من الادوية المركبة اشهرها ونعطي فيها اسباب تركيبها و بالجملة فنسبرها معا بهذه القوانين التي سلفت فما كان فيها من نقص بيناه وما كان فيها قد وضع موضعه اعطينا ايضا السبب في ذلك وهذا وان لم يكن ضروريا فان فيه ارتياضا وكما ان صاحب الموسيقى بعد ان يعطي اسطقسات الالحان واصناف تركيبها قد يتكلم في الالات المشهورة ليقع بذلك الارتياض كذلك الامر ها هنا ثم القول كتاب حفظ الصحة هذا الجزء هو اشرف الغايتين المطلوبتين
صفحة ٣٩٤