إن أملي بالنجاح كبير ولكني أخاف ثورة هؤلاء البحارة الجبناء، قد اشتاقوا إلى أوطانهم وما أمر فراق الأوطان! أما أنا فأعلل النفس باكتشاف وطن جديد. هو ذا الأدلة ظاهرة؛ فعمق البحر قد أصبح قليلا والطين ظهر على رأس المقياس، والبحارة قد عثروا على عصا مصنوعة بيد بشرية، كل هذا دليل كاف على اقترابنا من اليبس، ولكن إذا طال الأجل علي ثلاثة أيام فماذا أصنع بهم يا ترى؟ لا شك أنهم يقتلونني، رباه منك الفرج في اليوم الثالث إذا لم يكن قبل، هو ذا الريح تختلف في كل ساعة وهذا دليل جديد.
المشهد السادس (كولومب - البحارة كلهم) (يقرع الجرس يدخل البحارة.)
كولومب :
أيها الإخوان، أبشركم بأننا سنبلغ الأمنية هذه الليلة، وننال ما نتمناه، فاشكروا الحق سبحانه وتعالى؛ لأنه رافقنا في مسيرنا ولم تعكر كأس راحتنا التقلبات الجوية، تأكدوا ما أقوله لكم ولا يخامركم أدنى ريب في كلامي، غدا متى عدتم إلى أوطانكم سيرونكم ويقولون هؤلاء قد افتتحوا العالم الجديد، وبهذا تخلدون لكم ذكرا لا يمحى.
الجميع (يهزون رءوسهم ويضحكون) :
تمليق، خداع.
كولومب :
سترون أيها الرفاق عما قريب فاذهبوا إلى أعمالكم وتذكروا أن الملكة وعدت من يرى الأرض أولا بجائزة 300 ليرة، وأنا أعد أيضا بطاقم من المخمل الحريري (يخرجون ضاحكين) .
خرجوا ضاحكين مستهزئين رباه كذبهم، فلندعهم وشأنهم ونرصد الحركات، آه إني أرى النور، نورا يختفي ويظهر، آه ما أجمل النور! غدا إن شاء الله سأرى العالم الجديد (يطلق مدفع)
ما هذا الصوت؟ صوت مدفع، أثار القوم؟ أسمع أصواتا، ماذا يرددون؟ (مدافع تدوي وأصوات تردد)
صفحة غير معروفة