كلمات في مناسبات
الناشر
بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢١هـ
سنة النشر
٢٠٠٠م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فللنفس الإنسانية خواطرها وخطراتها الطيبة، وخواطرها وخطراتها السيئة، لا محالة-حاشا الرسل والأنبياء، عليهم الصلاة والسلام-.
لكن مهمة الإنسان أن يحافظ على الخواطر الخيرة، ويستكثر منها، ويحقهها في حياته ما استطاع، وأن يطرد الخواطر السيئة ويستغفر منها، وأن لا يتبعها؛ فيضل ويضل، ويهلك ويهلك.
وهذه الأوراق تتضمن كلمات قلتها في بعض المناسبات والظروف، وكان لها طابع معين؛ إذ قد تكون مناسبة لذلك الظرف، أو فيها شيء من الحكمة، أو الظرف؛ وقد رأيت أن أنقلها للقاريء الكريم؛ لما أعلمه من أنس غالب النفوس بمثل هذا النوع من الكلام، ولا سيما مع تنوع الكلام، وتعدد أغراضه؛ مما سيكون له الأثر في قبول الفائدة والنكتة الباعثة على السرور والمرح.
ولست مع أسلوب الوقار المتكلف في الحياة، ولا المرح المتفلت من قيود الفضيلة، ولكن خير الأمور أوسطها.
والجد قد يحتاج إلى شيء من الهزل، ولا خير في هزل لا جد فيه؛ ولهذا جاءت هذه الكلمات ما بين جد في جد، أو جد في هزل.
1 / 3
وكان من ضمن الموضوعات، موضوع: "شذرات"، وهي كلمات توجيهية قصيرة، جاءت كل منها بمناسبة فخرجت بسببها، تحمل طابع الجد، أو طابع الجد في هزل، وكانت مجموعة في موضع واحد؛ ثم رأيت أن أفرقها في الكتاب، لتصبح تذييلا مفرقا على الموضوعات في مربع مستقل.
واخترت طباعة الكلمات المتجانسة أو المتضادة-أحيانا-أو المسجوعة بحرف بارز، بناء على اقتراح بعض الإخوة الفضلاء.
وجاءت الكلمات في مختلف الموضوعات، بحسب الأحوال والظروف. وعدد قليل منها كان مقالات كتبت في مناسبة ما.
وهذه الكلمات قد أخذت في رصدها منذ فترة طويلة، تقارب العشر سنوات.
وكان مما عنيت به عند الحديث مع الناس أن تكون الكلمات موافقة لقواعد اللغة العربية، بل كان الحرص على أن تكون بليغة؛ لقناعتي بأن هذا هو الذي يؤثر في النفس البشرية تأثيرا حسنا، ولقد رأيت كيف يستقبل الإنسان الكلمة التي تخرج هذا المخرج، حتى إنني كنت مرة أقرأ بعض هذه الكلمات على بعض الإخوة؛ فعلق قائلا: هذا كلام سلس وكلام بليغ، وكلام أدبي.
قلت له-جدا في هزل-: وهذا دأبي!.
وأنا أعلم أن العصمة ليست لأحد بعد الرسل والأنبياء؛ فلا بد أن يكون الخطأ في شيء من كلامي، فلست أدعي العصمة من أوهامي، لكنني اجتهدت في التصويب وقصد الصواب، وما بقي من بعد ذلك فلن يخفى على أولي الألباب.
1 / 4
والله يعلم أنني أردت نشر هذا رغبة في النفع، والتجديد في الوصول إلى أعماق النفوس، بشيء من المرح والترويح والدروس.
وهذا فيه شيء من التأسي بالهدي النبوي؛ واقرأ -إن شئت-هذا الحوار: عن حنظلة الأسيدي ﵁ -وكان من كتاب رسول الله ﷺ قال:
- لقيني أبو بكر؛ فقال: كيف أنت يا حنظلة؟.
- قال: قلت: نافق حنظلة.
- قال: سبحان الله! ما تقول؟!.
- قال: قلت: نكون عند رسول الله ﷺ، يذكرنا بالنار والجنة؛ حتى كأنا رأي عين؛ فإذا خرجنا من عند رسول الله ﷺ عافسنا"١" الأزواج والأولاد والضيعات"٢"؛ فنسينا كثيرا.
- قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا.
فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله ﷺ.
- قلت: نافق حنظلة يا رسول الله!.
- فقال رسول الله ﷺ: "وما ذاك؟ ".
- قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين؛ فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا.
- فقال رسول الله ﷺ: "والذي نفسي بيده، إن لو تدومون على ما تكونون
_________
"١" أي خالطنا.
"٢" الضيعة معاش الرجل من مال أو حرفة أو زراعة أو صناعة.
1 / 5
عندي، وفي الذكر؛ لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم؛ ولكن يا حنظلة: ساعة وساعة". ثلاث مرات""١".
فالنبي ﷺ وضح الأمر لمن شكا إليه من الأصحاب تغير النفس عن حال الخوف والجد التي تكون عليها حينما يكونون عند النبي ﷺ؛ بأن قال له: "ساعة وساعة"، لكن من المؤكد أنه يجب أن لا يكون ثمت تناقض بين هذه الساعة وتلك؛ لأن كلا من ساعة الترويح عن النفس وساعة الجد يجب أن تكونا محكومتين بميزان الشرع ومقاصده، والله يوفق كل من كان الله غايته وأساس مقاصده.
فلا بأس بالهزل أو المزاح، بضوابطه الشرعية، بل من ينظر في نصوص الشريعة ومقاصدها يدرك أنه واجب-بهذا القيد-.
و"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى ... ".
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
وكتبه: عبد الله بن ضيف الله الرحيلي
طيبة الطيبة
٧/١٢/١٤١٩هـ
_________
"١" مسلم، ٢٧٥٠، التوبة، والترمذي، ٢٥١٤، صفة القيامة. وعنده أنه مر بأبي بكر وهو يبكي، أي وحنظلة ﵁ يبكي!.
1 / 6
أنا والكلمة وأنت!
أنا والكلمة وأنت!
أما أنا فلعلك تعرفني.
وأما أنت فأخي، أو أخي في الله، أو صديقي، أو لعلك ابني"١".
يسرك ما يسرني، ويحزنك ما يحزنني.
وأما كلمتي فجزء مني.
خرجت من قلبي.
أحرقت بعضي.
ورضيت بهذا؛ لأنك عزيز علي.
كلمتي قبل أن أقولها نار في صدري!.
إنها تحرقني!.
إنها تؤرقني!.
إنها تتعبني!.
حتى أقولها لك صادقا.
إنها نصحي ونصيحتي لك أيها العزيز.
إنها كلمة دفعت ثمنها راضيا!.
أتدري ما ثمنها؟.
إنه موت بعضي!.
_________
"١" بل لو كنت عدوي فإنني، والله، لا أكره له النصيحة.
1 / 7
موت بعض وقتي!.
موت بعض خلايا جسمي!.
لكن رضيت واخترت أن أقولها لك.
قلتها لك ولسان حالي يقول:
لا بأس أن يموت بعضي ليحيا بعضي!.
فأما بعضي الذي يموت فهو وقتي وخلايا جسمي!.
وأما بعضي الذي يحيا فهو أنت"١" إن أنت قبلت كلمتي.
وإن لم تقبل، فإنني ألتمس من ورائها أجرا، ولست آسفا؛ لأن الموت لابد منه؛ فليكن في طريق واضح.
فهل تقبل أيها العزيز؛ فتعوضني عن موت بعضي بحياة بعضي أم تزيدني موتا بموت؟!.
وقيمة الكلمة في صدقها.
وقيمة الكلمة في الإخلاص من ورائها.
وكم كلمة أحيت، وكم كلمة أماتت!.
وكم كلمة هدت، وكم كلمة أضلت!.
ورب كلمة تبلغ ما تبلغ من رضوان الله، ورب كلمة تبلغ ما تبلغ من سخط الله؛ وقد جاء في الحديث: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من
_________
"١" وقد جاء في الحديث: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد ... ".
1 / 8
سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم" "١".
فتعال معي -أيها القاريء العزيز-نتوخى كلمة صادقة، وكلمة مخلصة، أو كلمة مروحة عن النفس من غير إثم، بإذن الله تعالى.
والله هو الهادي إلى سواء السبيل.
من لم تحكمه الفضائل حكمته الرذائل!.
_________
"١" البخاري، ٦٤٧٨، الرقاق.
اختيار موضع الكلمة كتب لي مرة أحد طلابي في بحثه-في معرض حديثه عن بديع صنع الله- فقال: "فتعالى الله أحسن الخالقين"، فقلت له: إن كلمة "تعالى" هنا في غير موضعها، ولكن الأنسب في هذا الموضع كلمة أخرى، وانظر إلى قوله تعالى في المعنى ذاته: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ "١" فكم هو الفرق بين كلمة: "فتعالى"، وكلمة: "فتبارك" في هذا الموضع!!. إن للكلمات الحق أماكن أنسب لها في سياق الكلام، فعلى المتكلم، والباحث، والمعلم، والداعية، أن يراعيها عندما يتكلم أو يكتب!. وكم يضيع معنى الكلمة الحق الرائعة، ويضيع بهاؤها وخواصها عندما يضعها المتكلم والباحث في غير موضعها الأنسب لها، أدبا وفقها _________ "١" ١٤: المؤمنون: ٢٣.
اختيار موضع الكلمة كتب لي مرة أحد طلابي في بحثه-في معرض حديثه عن بديع صنع الله- فقال: "فتعالى الله أحسن الخالقين"، فقلت له: إن كلمة "تعالى" هنا في غير موضعها، ولكن الأنسب في هذا الموضع كلمة أخرى، وانظر إلى قوله تعالى في المعنى ذاته: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ "١" فكم هو الفرق بين كلمة: "فتعالى"، وكلمة: "فتبارك" في هذا الموضع!!. إن للكلمات الحق أماكن أنسب لها في سياق الكلام، فعلى المتكلم، والباحث، والمعلم، والداعية، أن يراعيها عندما يتكلم أو يكتب!. وكم يضيع معنى الكلمة الحق الرائعة، ويضيع بهاؤها وخواصها عندما يضعها المتكلم والباحث في غير موضعها الأنسب لها، أدبا وفقها _________ "١" ١٤: المؤمنون: ٢٣.
1 / 9
ولغة وأسلوبا!!.
وكم هو جميل لو تعلم الإنسان من أسلوب القرآن والسنة، وتأدب بأدبهما واقتبس من سمو أسلوبهما، وسمو معانيهما!.
ما أشد دلالة اللسان على عقل الإنسان!!.
كلمات قلتها بمناسبة أسبوع المرور طلب إلي كلمات إرشادية بمناسبة أسبوع المرور في المدينة المنورة؛ فكتبت الكلمات التالية: - احرص على السلام على من عرفت ومن لم تعرف، فإن هذا من حق الطريق. - تذكر دائما بأن الطريق ليس لك وحدك، وإنما هو للجميع؛ فأعط الناس حق الطريق. - إذا كان من حقك أن لا يؤذيك الآخرون، فإن من حق الآخرين أن لا تؤذيهم. - الحرص على السلامة، واتباع قواعدها، مطلب العقلاء فكن منهم. - لا تكن سببا في إيذاء الناس لك، بسوء استخدامك للطريق. - إذا كنت لست حريصا على السلامة، فإن الناس حريصون على سلامتهم، فاحترم مشاعرهم. - تذكر أن من الأخطاء ما لا يصلحه بقية العمر كله، هذا إن أبقى الخطأ في العمر بقية!. - من لم يحترم الناس لم يحترموه.
كلمات قلتها بمناسبة أسبوع المرور طلب إلي كلمات إرشادية بمناسبة أسبوع المرور في المدينة المنورة؛ فكتبت الكلمات التالية: - احرص على السلام على من عرفت ومن لم تعرف، فإن هذا من حق الطريق. - تذكر دائما بأن الطريق ليس لك وحدك، وإنما هو للجميع؛ فأعط الناس حق الطريق. - إذا كان من حقك أن لا يؤذيك الآخرون، فإن من حق الآخرين أن لا تؤذيهم. - الحرص على السلامة، واتباع قواعدها، مطلب العقلاء فكن منهم. - لا تكن سببا في إيذاء الناس لك، بسوء استخدامك للطريق. - إذا كنت لست حريصا على السلامة، فإن الناس حريصون على سلامتهم، فاحترم مشاعرهم. - تذكر أن من الأخطاء ما لا يصلحه بقية العمر كله، هذا إن أبقى الخطأ في العمر بقية!. - من لم يحترم الناس لم يحترموه.
1 / 10
- الصدق والأمانة من أهم قواعد السلامة في الدنيا والآخرة!
- تأن، فرب خطأ لم ينفع منه اعتذار، ولم يصلح ما أفسده استغفار!!
- أنت في طيبة الطيبة، فليكن سيرك طيبا وسيرتك طيبة!
- تكاليف الخطأ قد تكون أعظم من تكلفة الصبر على التزام الصواب!
- للسلامة طريق، وللهلاك طريق، فاختر ما تريد!
- تذكر أنك في طيبة الطيبة، فلا تؤذ الناس بسيارتك ولا بسيرتك!
- وصولك متأخرا سالما، خير من وصولك مبكرا ميتا أو مشلولا!!
- كم من مستعجل استعجل لحتفه!.
- خروجك متأخرا عن موعدك، خطأ لا يصلحه التهور بسيارتك!!.
- قيادة السيارة وسيلة وليست هدفا لذاته إلا عند ضعيف العقل!
- قيادة السيارة ليست هدفا في ذاتها وإنما هي وسيلة لقضاء واجباتك وحاجاتك!
- الناس في الطريق إخوانك؛ فاحترمهم ولاتؤذهم! - عامل الناس في الطريق بمثل ما تحب أن يعاملوك به!
- الإنسان بدون أخلاق ليس إنسانا على الإطلاق!
- حسن السيرة تعبير عن حسن السريرة!
كيف يتجنب أخطاءه من لم يعترف بها أصلا!.
1 / 11
ليس بينك وبينه إلا .. ! -
- ليس بينك وبين الخير؛ لتصبح من أهله، سوى أن تفعله!.
- وليس بينك وبين الشر؛ لتصبح من أهله، سوى أن تفعله!.
- وليس بينك وبين الفضائل؛ لتصبح من أهلها، سوى أن تفعلها، وتلتزم بها!.
- وليس بينك وبين الرذائل؛ لتصبح من أهلها، سوى أن ترتكبها!.
- وليس بينك وبين المعروف، لتصبح من أهله، سوى أن تفعله، وتلتزم به!.
- وليس بينك وبين المنكر، لتصبح من أهله، سوى أن ترتكبه!.
- والفعل إنما هو: نية وعزم صادق، فخطوة!.
- ونتيجة الفعل هي: إما انتصار أو هزيمة.
- والنتيجة إنما هي بحسب ما تتجه إليه: هل هو خير أو شر، منكر أو معروف، فضيلة أو رذيلة.
- وما أسرع أن ينتصر الإنسان أو ينهزم!!.
- إنها لحظات، ولكن لها ما بعدها!!. و﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ "١"!!.
- والسر يرجع إلى الاختيار.
- وسر الاختيار يرجع إلى أمرين، هما:
- الصبر. - وعلو الهمة.
فمن كان صابرا مع علو همة عنده، فهنيئا له.
_________
"١" ١٠: الزمر: ٣٩.
1 / 12
ومن كان صابرا مع سقوط في همته، فخسارة له.
ومن كان هلوعا غير صابر، فخسارة له!!.
نسأل الله العفو والعافية؛ فإن الأمر كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ "١".
*قلت: من لم يجاهد نفسه للاستقامة على الحق، فسيخسرها في اتباع الباطل.
_________
"١" ٤٠: النور: ٢٤.
شذرات"١" هذه كلمات قلتها في مناسبات متعددة، وكان لظرفها أثر فيها، وربما كان لها أثر في ظرفها: - قلت جوابا لأحد طلابي حاول أن يرد بعض آرائي: ربما أكون قد وهمت في نقلي، ولست معصوما من الأوهام لو كنت شيخ الإسلام، فكيف وأنا واحد من الطغام؟!. - قال لي أحدهم: سأكتب موضوعا عن "صناعة الرجال". فقلت له: صناعة الرجال، في هذا العصر ليس لها مجال، فلا تكثر الجدال!!. - لا ينبغي أن تزيد في الإنسان اللطافة إلى درجة الخفة والسخافة!. - قال لي أحدهم: لا تأت معك حتى بالشاي والقهوة. _________ "١" كانت هذه كلمات كثيرة؛ ففرقتها في الكتاب، تذييلا على الموضوعات؛ تقديرا بأن ذلك أفضل من سردها في موضع واحد، وأبقيت هنا منها هذه البقية.
شذرات"١" هذه كلمات قلتها في مناسبات متعددة، وكان لظرفها أثر فيها، وربما كان لها أثر في ظرفها: - قلت جوابا لأحد طلابي حاول أن يرد بعض آرائي: ربما أكون قد وهمت في نقلي، ولست معصوما من الأوهام لو كنت شيخ الإسلام، فكيف وأنا واحد من الطغام؟!. - قال لي أحدهم: سأكتب موضوعا عن "صناعة الرجال". فقلت له: صناعة الرجال، في هذا العصر ليس لها مجال، فلا تكثر الجدال!!. - لا ينبغي أن تزيد في الإنسان اللطافة إلى درجة الخفة والسخافة!. - قال لي أحدهم: لا تأت معك حتى بالشاي والقهوة. _________ "١" كانت هذه كلمات كثيرة؛ ففرقتها في الكتاب، تذييلا على الموضوعات؛ تقديرا بأن ذلك أفضل من سردها في موضع واحد، وأبقيت هنا منها هذه البقية.
1 / 13
فقلت له: هذا طعن في بخلي لا أرضاه!.
- كنت مرة عند صاحب مكتبة، وأسأله عن ثمن الكتاب، فقلت له: راعني ولا ترعني!.
- نقل مرة طالب في معنى السنة رأيين مختلفين، قد قال أحد الأئمة بأحدهما، وقال آخر بالقول الآخر، فقال الطالب مرجحا بينهما: "وقوله أصوب، وقول الأزهري إلى الاصطلاح أقرب ".
فعلقت على قوله بقولي: وترجيحك هذا قد أغرب؛ فقد جعلتنا بين الأصوب والأقرب، وهذا التناقض أشد علينا من لسع العقرب!.
وكأن هذا الترجيح مبناه على الاتجاه إلى الجمع دائما بين الأقوال، أو التلفيق بينها. وهذا اتجاه ليس بصحيح.
- قالت لي بنيتي: يا أبت ماذا أصنع بالعنكبوت؟ فقلت لها -مازحا-: اضربيها حتى تموت.-
قال لي: قد أعطيت العاملين التعليمات وأمرتهم أن يتقيدوا. قلت له: عليهم أن يتقيدوا أو يقيدوا.
- آه يا رباه: شبنا وما تبنا!.
- قال لي أحدهم: اشتعل الرأس شيبا.
فقلت له: هذا ليس عيبا!.
- لقد أيقنت بأن الخير في الناس كثير، ولكنه لا يحتاج إلى منفر، وإنما يحتاج إلى مرغب أو مثير.
- عجبا لإنسان يبيع كتب الأخلاق، وقد افتقد في نفسه محاسن الأخلاق!.
1 / 14
- عجبا لإنسان يبيع كتب التذكير بالآخرة، وقد نسي في نفسه الدار الآخرة!.
- حدثني أخ عن تحايل بعض الناس على الأنظمة، وذكر نموذجا، وقال: خرج من الموضوع بطريقة فنية. قلت: والله أعلم بما في النية!.
- فصل التربية عن التعليم، قد لا يخرج لنا إلا اللئيم!.
- اشتريت كتبا من صاحب مكتبة، وقلت له: اجمع الحساب، بعد أن تخففه؛ فأخبرني بأسعارها واحدا واحدا؛ ثم قال: أجمع؟.
قلت له: اجمع، وإن كانت العين ت دمع!.
أساليب مغلوطة هناك أساليب يستخدمها بعض الناس في كلامهم، وهي ليست سليمة: لغة أو معنى أو شرعا، وإنما هي من قبيل الأخطاء الشائعة. ومن هذه الأساليب ما يلي: - من الأساليب الغلط أسلوب تقييد تصديق الله تعالى، أو تصديق رسوله ﷺ بقيد ما، كما يقول بعضهم: "صدق الله العظيم إذ يقول"، أو "صدق رسول الله ﷺ حين قال". وهذا غلط، والصواب أن لا تقيد صدق الله ولا صدق رسوله ﷺ بشيء مطلقا. - من الأخطاء الشائعة استعمال كلمة: "خاطيء" في مكان كلمة: "خطأ"؛
أساليب مغلوطة هناك أساليب يستخدمها بعض الناس في كلامهم، وهي ليست سليمة: لغة أو معنى أو شرعا، وإنما هي من قبيل الأخطاء الشائعة. ومن هذه الأساليب ما يلي: - من الأساليب الغلط أسلوب تقييد تصديق الله تعالى، أو تصديق رسوله ﷺ بقيد ما، كما يقول بعضهم: "صدق الله العظيم إذ يقول"، أو "صدق رسول الله ﷺ حين قال". وهذا غلط، والصواب أن لا تقيد صدق الله ولا صدق رسوله ﷺ بشيء مطلقا. - من الأخطاء الشائعة استعمال كلمة: "خاطيء" في مكان كلمة: "خطأ"؛
1 / 15
فيقول أحدهم: هذا أمر خاطيء. والصواب أن يقول: خطأ. لأن "خاطيء" معناها: آثم، وليس معناها: خطأ"١".
- من الأخطاء الشائعة استعمال كلمة: "مطروح"-مطلقة غير مقيدة- بمعنى مختار؛ فيقول أحدهم: السؤال المطروح، أو الأمر المطروح. وهذا لا يؤدي المعنى المقصود، وإنما هذا معناه: المطروح، أي المهمل، أو الملقى، فلا ينبغي الالتفات إليه.
والصواب أن يقال: الأمر المعروض للمناقشة، مثلا، أو السؤال المعروض للإجابة عنه. ويصح أن يقيد هذا الطرح بما يخرجه عن المعنى المطلق؛ بأن يقال: السؤال المطروح عليك، أو عليه؛ لأن المعنى حينئذ ليس هو الطرح مطلقا، الذي هو بمعنى الإلغاء.
- من الأخطاء الشائعة أن يقال: الإجابة على السؤال، أو أجب على السؤال.
والصواب أن يقال: الإجابة عن السؤال، وأجب عن السؤال.
- من الأخطاء الشائعة الخلط في الاستعمال بين كلمتي: توفر وتوافر؛ إذ يستخدم كثير من الناس كلمة: "توفر" في مكان: توافر".
والصواب أن تقول: توفر فلان على إنجاز الكتاب. ولا تقل: توافر.
وأن تقول: توافرت الشروط، أو نظرا لتوافر الشروط. ولا تقل في هذا الموضع: توفرت الشروط، ولا: لتوفر الشروط.
_________
"١" نبه إلى هذا عبد الله بن الصديق الغماري، في كتاب "بدع التفاسير"، ٥، الحاشية. وهذا الكتاب-على الرغم مما فيه من الفوائد-عليه مآخذ، من أهمها: الزلل في منهج الفهم للصفات الإلهية، ومجانبته لمنهج المحدثين من السلف الصالح، التي تجمع بين الإثبات والتنزيه.
1 / 16
وهكذا، فإن على المعتني بالعلم أن يعنى بالتعرف على الأساليب اللغوية الصحيحة التي بها يستقيم، أو يحسن، المعنى وأسلوب الخطاب، وأن يتعرف على الأساليب المخطئة في التعبير عن المعاني، وأن يعنى بهذا الأمر في كتابته وحديثه تطبيقيا.
*ركب معي في السيارة أخ عزيز، وكان يتحدث إلي، فألغز في كلامه، ففسرته له على الذي قصد؛ فقال لي: ما شاء الله، ألمعي!.
فقلت له: لأنك معي!.
الناس أصناف! الناس أصناف: - فصنف مستيقظ مستيقظ. - وصنف مستيقظ نائم. - وصنف نائم نائم. فأما المستيقظ المستيقظ، فهو المستيقظ من النوم المحسوس، إلى جانب كونه مستيقظا الاستيقاظ المعنوي، وهو الاستيقاظ من نوم الغفلة والخطأ. وأما المستيقظ النائم، فهو المستيقظ من نومه المحسوس، لكنه غارق في نوم الغفلة والهوى. وأما النائم النائم، فهو من جمع بين النومتين؛ فالخير يأتيه من أين؟!.
الناس أصناف! الناس أصناف: - فصنف مستيقظ مستيقظ. - وصنف مستيقظ نائم. - وصنف نائم نائم. فأما المستيقظ المستيقظ، فهو المستيقظ من النوم المحسوس، إلى جانب كونه مستيقظا الاستيقاظ المعنوي، وهو الاستيقاظ من نوم الغفلة والخطأ. وأما المستيقظ النائم، فهو المستيقظ من نومه المحسوس، لكنه غارق في نوم الغفلة والهوى. وأما النائم النائم، فهو من جمع بين النومتين؛ فالخير يأتيه من أين؟!.
1 / 17
نسأله تعالى أن يوقظنا من نوم الغفلة والاغترار بطول المهلة، نسأل الله الكريم فضله، وإن لم نكن من أهله. عديم الإحساس، لا تعده في الناس!.
لقد تبين لي! لقد تبين لي-بيقين-أن الخلل في حياة الإنسان، وفي حياة الناس جميعا، في الدنيا وفي الآخرة، إنما سببه اختلال نظرة الإنسان إلى الأشياء والمعاني، وخلل ميزان التقويم. فيعظم الإنسان الحقير، ويحقر العظيم، ويبني على ذلك تصوراته وأفكاره ومعتقداته وسلوكه؛ فتختل -تبعا لذلك-حياته في الدنيا وفي الآخرة!. ولو أن الإنسان عظم العظيم، وحقر الحقير، ولو أن الناس فعلوا ذلك لاستقامت حياتهم، وانتظمت أمورهم على السعادة في الدنيا وفي الآخرة!. وها هم الناس أمامك، بل وها أنت أمام نفسك، وها هي الأخطاء، لاحظها وانظر فيها وحدد أسبابها، تجد هذا هو السبب من وراء كل، أو جل، أخطاء الإنسان وصوابه، وشقائه وسعادته. - أفلا تقف-إذن-مع نفسك أيها الإنسان؛ فتعيد النظر في الميزان؛ فتعطي لكل شيء قدره، وتنظر بميزان الله تعالى؛ فتعظم العظيم من الأشياء والشخوص والمعاني، وتحقر الحقير من ذلك؛ فتسعد وتسعد!!.
لقد تبين لي! لقد تبين لي-بيقين-أن الخلل في حياة الإنسان، وفي حياة الناس جميعا، في الدنيا وفي الآخرة، إنما سببه اختلال نظرة الإنسان إلى الأشياء والمعاني، وخلل ميزان التقويم. فيعظم الإنسان الحقير، ويحقر العظيم، ويبني على ذلك تصوراته وأفكاره ومعتقداته وسلوكه؛ فتختل -تبعا لذلك-حياته في الدنيا وفي الآخرة!. ولو أن الإنسان عظم العظيم، وحقر الحقير، ولو أن الناس فعلوا ذلك لاستقامت حياتهم، وانتظمت أمورهم على السعادة في الدنيا وفي الآخرة!. وها هم الناس أمامك، بل وها أنت أمام نفسك، وها هي الأخطاء، لاحظها وانظر فيها وحدد أسبابها، تجد هذا هو السبب من وراء كل، أو جل، أخطاء الإنسان وصوابه، وشقائه وسعادته. - أفلا تقف-إذن-مع نفسك أيها الإنسان؛ فتعيد النظر في الميزان؛ فتعطي لكل شيء قدره، وتنظر بميزان الله تعالى؛ فتعظم العظيم من الأشياء والشخوص والمعاني، وتحقر الحقير من ذلك؛ فتسعد وتسعد!!.
1 / 18
- أعد النظرة!.
- وازن بين الدنيا والآخرة؛ فقدم المقدم منهما، وأخر المؤخر-وهو الأقل شأنا-.
- حدد الباقي من الفاني.
- حدد السرمدي من المؤقت.
- حدد السامي من ضده.
- حدد الطاهر من ضده.
- حدد حسن العاقبة من ضده.
- وعندئذ ستختار:
هل تسهر أو تنام!.
هل تعمل أو تقعد!.
هل تصبر أو تنهزم!.
هل تطمع أو تقنع!.
هل تبذل أو تبخل!.
هل تصدق أو تكذب!.
هل تتذكر الآخرين أو تنساهم!.
هل تبخل أو تساهم!.
هل تسير خلف البريق أو تختار السير على الطريق!.
- كل ذلك من ثمرات تصحيح الميزان الذي في الرؤوس، والميزان الذي في النفوس!.
- إنه قناعة القلب وقناعة الضمير!.
1 / 19
- ومن ثم السير على الطريق!.
- ثم هذه الدنيا ما هي إلا لحظات؛ فاجعلها خيرا وبرا وطاعات!.
- إن الوقت قصير؛ فاستثمره في التعبير عن نفسك تعبيرا حسنا، لا تعبيرا سيئا!.
- وقناعة الإنسان واختياره دليل على حظه من العقل والإيمان!.نسأله تعالى هداية وتوفيقا، نهتدي بهما في تفكيرنا وفي تعبيرنا وفي تدبيرنا؛ فنختار الحق والصواب، ونملأ بهما عقولنا وقلوبنا وأسماعنا، ونعبر عنهما تعبيرا صادقا، بألسنتنا وسلوكنا وأفعالنا!.
*مهلا أيها السادر في غفلته، وقد نسي عما قليل رقدته، ومن ثم قيامه بين يدي ربه للحساب ولوعته!.
إقناع النفس بطلب العلم يسوف الإنسان في طلب العلم؛ بحجة ضيق الوقت. ومن أساليب حل هذه المشكلة: أن تقف مع نفسك موقف مقارعة الحجة بالحجة؛ فإذا قالت لك نفسك: لا وقت لطلب العلم. فقل لها: بل لا وقت للجهل!. وإذا أنت فكرت في هذه الحجة وجدتها في الواقع صحيحة ترد دعوى النفس؛ وذلك أن النفس التي تنصرف عن طلب العلم بحجة ضيق الوقت؛ تجدها تصرف للجهل من الأوقات بغير حساب؛ فإذا جاء الأمر إلى الجد وطلب العلم؛ جاء التفكير والحساب؛ فقالت النفس: لا وقت!. وهكذا؛ يقال في حق هؤلاء الناس الذين يعيشون طوال حياتهم في
إقناع النفس بطلب العلم يسوف الإنسان في طلب العلم؛ بحجة ضيق الوقت. ومن أساليب حل هذه المشكلة: أن تقف مع نفسك موقف مقارعة الحجة بالحجة؛ فإذا قالت لك نفسك: لا وقت لطلب العلم. فقل لها: بل لا وقت للجهل!. وإذا أنت فكرت في هذه الحجة وجدتها في الواقع صحيحة ترد دعوى النفس؛ وذلك أن النفس التي تنصرف عن طلب العلم بحجة ضيق الوقت؛ تجدها تصرف للجهل من الأوقات بغير حساب؛ فإذا جاء الأمر إلى الجد وطلب العلم؛ جاء التفكير والحساب؛ فقالت النفس: لا وقت!. وهكذا؛ يقال في حق هؤلاء الناس الذين يعيشون طوال حياتهم في
1 / 20
الجهل -بمختلف أنواعه-: كيف وجدوا للجهل وقتا هو حياتهم كلها؛ بينما لم يجدوا للعلم بعض هذا الوقت كيما يرفعوا عن أنفسهم ذلة الجهل ومغبته في الدنيا وفي الآخرة!.
*بحث أحد طلابي عن حديث في موضع من الكتاب فلم يجده، وبعد التتبع وجدناه أمامه في ذلك الموضع.
فقلت له: البحث مفتقر إلى التأني. خذ هذه عني.
قالوا وقلت - قالوا: كل إناء بما فيه ينضح. قلت: وبعض ما في الإناء يفضح!. - قالوا: نفسك إذا لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر. قلت: فكيف إن أنت شغلت نفسك بالشر، كالذي يحبس نفسه لمشاهدة الأفلام الماجنة والصور العارية؛ للتدليل على أن نفسه من الفضائل والحياء عارية؟!. - قالوا: الوقت من ذهب. قلت: لو كان الوقت من ذهب، لاقترضناه إذا ذهب. وذلك لأن الوقت هو الحياة؛ فمن ذهب بعض وقته فقد ذهب بعض حياته! فهل يسترد الإنسان حياته بعد مماته؟!. - قالوا: ينبغي أن يسير الإنسان في حياته بقناعة. قلت: ولكن بعض الناس يسير بقناعة!.
قالوا وقلت - قالوا: كل إناء بما فيه ينضح. قلت: وبعض ما في الإناء يفضح!. - قالوا: نفسك إذا لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر. قلت: فكيف إن أنت شغلت نفسك بالشر، كالذي يحبس نفسه لمشاهدة الأفلام الماجنة والصور العارية؛ للتدليل على أن نفسه من الفضائل والحياء عارية؟!. - قالوا: الوقت من ذهب. قلت: لو كان الوقت من ذهب، لاقترضناه إذا ذهب. وذلك لأن الوقت هو الحياة؛ فمن ذهب بعض وقته فقد ذهب بعض حياته! فهل يسترد الإنسان حياته بعد مماته؟!. - قالوا: ينبغي أن يسير الإنسان في حياته بقناعة. قلت: ولكن بعض الناس يسير بقناعة!.
1 / 21
- قالوا: هيا بنا نزجي الوقت!. ... قلت: هذا هو سر المقت!.
- قالوا: الأفلام. ... قلت: الأقلام!.
- قالوا: القنوات. ... قلت: الآيات!.
- قالوا: الناس!. ... قلت: القرطاس.
- قالوا: الماضي!. ... قلت: الحاضر!.
- قالوا: العلم. ... قلت: العمل!.
- قالوا: رأس المال!. ... قلت: الرجال!.
- قالوا: الملابس!. ... قلت: اللابس!.
- قالوا: الآباء!. ... قلت: الأبناء!.
- قالوا: الموت!. ... قلت: إضاعة الوقت!.
*قلت لأحدهم: إذا كانت نفسك في شهواتها تحترق؛ فاعلم بأنك عبد تحت رق!.
مفاتيح العلم الثلاثة ليست مشكلة كثير من الناس أنهم لا يطلبون العلم، لكن المشكلة عندهم أنهم لا يأتون الأمر من بابه، ومن ذلك أنهم قد يبدأون بما ينبغي أن يؤخروه، أو يؤخرون ما ينبغي أن يقدموه. ومن هذا أن يتجه أحدهم لطلب العلم بالدرس والقراءة وتلقي العلم مع أنه لم يحصل مفاتيح العلم الثلاثة التي هي شرط تحصيل العلم، وهي:
مفاتيح العلم الثلاثة ليست مشكلة كثير من الناس أنهم لا يطلبون العلم، لكن المشكلة عندهم أنهم لا يأتون الأمر من بابه، ومن ذلك أنهم قد يبدأون بما ينبغي أن يؤخروه، أو يؤخرون ما ينبغي أن يقدموه. ومن هذا أن يتجه أحدهم لطلب العلم بالدرس والقراءة وتلقي العلم مع أنه لم يحصل مفاتيح العلم الثلاثة التي هي شرط تحصيل العلم، وهي:
1 / 22