شكل 3-14: تمثال من الرخام لكليوباترا السابعة. متحف جريجوريانو بروفانو، متاحف الفاتيكان.
يحتوي أحد التمثالين لرأس كليوباترا، اللذين عثر عليهما في روما، على علامة تشير إلى أنه ربما كان مصحوبا بتمثال آخر لبطليموس قيصر. عثر على الرأس الأول، الذي يوجد حاليا في متاحف الفاتيكان، في فيلا دي كوينتيلي في طريق أبيا في روما (هيجز 2001: 203-204). تعرف كورتيوس لأول مرة على الرأس بأنه صورة لكليوباترا السابعة عام 1933 (ووكر وهيجز 2001: 218-219، رقم 196). كانت الأساليب التي استخدمت في التعرف على هذا التمثال هي نفسها التي لا يزال المتخصصون في التماثيل الملكية الهلنستية يستخدمونها في عصرنا الحالي، من خلال مقارنة الصور المحفورة على العملات بالتصوير الحجري الأكبر حجما المكتمل التفاصيل. إن الأنف في هذا التمثال مفقود، ويوجد بعض التغير في لون الحجر، لكن الرأس في حالة جيدة للغاية. كان شعرها مقسما خصلات عريضة ومعقودا في الخلف. حفرت خصلات الشعر حول حافة الوجه وفي مؤخر العنق، وعلى قمة الرأس ربط الشعر في شكل عقدة (شكل
3-14 ).
شكل 3-15: تمثال من الرخام لكليوباترا السابعة. أرشيف صور التراث الثقافي البروسي في ألمانيا
bpk .
سنتحدث عن الرأس الآخر، الذي يشبه ذلك الموجود في مثال الفاتيكان، في الفصل التالي عند الحديث عن تصوير كليوباترا على أنها حاكمة إغريقية (شكل
3-15 ). أشارت الأبحاث إلى أن هذه «الصورة» قد صنعت في إيطاليا (ووكر وهيجز 2001: 200-201، رقم 198)، ربما في جنوب روما. وهي قطعة مثيرة للجدل بسبب اعتقاد كثيرين كونها حديثة ومزيفة لأنها محفوظة في حالة جيدة استثنائية (يوهانسن 2003). من الممكن أن يكون التمثال الذي تنتمي إليه في الأصل قد صنع بعد فترة إقامة الملكة في إيطاليا، وربما حتى بعد وفاتها؛ فالتمثالان كلاهما كانا سيعرضان على جمهور روماني، وتجدر الإشارة إلى أن صورة كليوباترا كانت لديها القدرة على التكيف بسهولة وكان من الممكن تصويرها بطرق مختلفة. وقد كان الإكليل العريض - إحدى السمات الموجودة في التمثالين كليهما - سمة نموذجية في تماثيل الشخصيات الملكية الإغريقية في الحقبة الهلنستية المتأخرة وتشير إلى أن تمثالها كان لحاكمة أكثر من كونه لإلهة. صنع التمثالان كلاهما على أساس صورة كليوباترا على النمط الإغريقي التي توجد على العملات في الإسكندرية، وتظهر، مثل كثير من هذه الصور في تلك الفترة، وجود علاقة قوية بين المجتمعين الإغريقي والروماني المتعايشين أحدهما مع الآخر.
أخيرا، يوجد لدينا تمثال يربط المجتمع المصري بالروماني، صنع بلا شك في أثناء فترة إقامتها في روما. فقد حفظت صورتها في شكل رأس من الرخام عليه غطاء رأس وشعر مستعار على الطراز المصري، ويعبر هذا التمثال عن الإلهة إيزيس، وحفظ بلا شك في أحد المعابد المصرية. سنتحدث عن علاقة هذا التمثال بكليوباترا في الفصل السادس من هذا الكتاب. ومع ذلك، فإن وجود معبد مصري في روما في أواخر عهد الجمهورية الرومانية لأمر جدير بالذكر فيما يتعلق بإقامة كليوباترا في المدينة.
عقب وفاة يوليوس قيصر عادت كليوباترا إلى مصر مع أخيها والحاكم المشترك معها بطليموس الرابع عشر. وعقب وصولهما مباشرة يقال إن كليوباترا أعدمت أخاها (فرفوريوس 260ف، 2. 16-17، يوسيفوس، «آثار اليهود القديمة»، 15. 89، يوسيفوس، «ردا على أبيون» 2. 58). وسرعان ما أعلن بطليموس الخامس عشر حاكما مشتركا معها.
الفصل الرابع
صفحة غير معروفة