نسى الناس الإيمان أو انسلخوا منه، فإذا أيديهم تموج بأسباب الفضائل
7
لا تحكمها ولا تضبطها، وما كان الإيمان الصحيح إلا التقوى،
8
ولا كانت هذه التقوى إلا عملا من أعمال الإرادة، غايته إيجاد الغرائز العليا في الإنسان بالأسلوب الذي لا تخلق الغريزة العملية في النفس إلا به، وعلى النحو الذي لا تصلح في الحياة إلا عليه.
أظهر آثار الإيمان
9
تحديد الغايات الإنسانية وتنسيقها والملاءمة بينها، فإن إطلاق الغاية لكل إنسان على شأنه وسبيله كيف درت معيشته
10
وكيف دارت أهواؤه؛ يجعل طرق الناس متداخلة متعادية فيقطع بعضها على بعض، ويقوم سبيل في وجه سبيل، فلا تحل عقدة إلا من حيث تقرض أختها، ولا يتخلص خيط من خيوط اللذات الملتبسة المتشابكة إلا قاطعا متقطعا معا، وأنت إذا بحثت عن الوحدة التي تحاول ضم الإنسانية المتنافرة وردها إلى مرجع واحد، لم تجدها في غير إيمان المؤمنين؛ فهو أبدا يقابل في كل نفس ما تطغى به الحياة على أهلها، ولا عمل له إلا أن يحذف الزيادات الضارة بالإنسان من بيئته، وبالبيئة من إنسانها، وهو بهذا حائل في كل مجتمع بين أن تنقلب أسباب السمو العقلي فتعود من أسباب الدناءة والخسة.
صفحة غير معروفة