فبنوا له مدينة القدس وسلموها اليه فسماها ملكيسداق اورشليم ثم ان معوالون ملك التيمن صار الى ملكيسداق لما اتصل به خبره واهدى اليه هدايا شريفة جليلة واعظمه لما اراه وسمع كلامه . وكان ساير الملوك والامم يعظمونه ويسمونه اب الملوك وقد ظن قوم ان ملكيسداق لا يموت واستشهدوا بقول داود النبي في زبوره انت الكاهن الى الابد كشبه ملكيسداق ولم يرد داود بقوله هذا انه لا يموت وكيف ذلك وهو بشر. ولاكن الله شرفه وجعله كاهنه وليس لايامه ذكر ابتدا في التوراة . فلذلك زمر داود بما زمر به ولم يذكره موسى في كتابه لانه انما نسب الابا ولكن اعلمنا سام بن نوح في كتب الوصايا أن ملكيسداق بن مالاخ بن ارفحشاد بن سام بن نوح وامه يوزاذق . وفي ماية من سني ابرهيم ملك في المشرق ملك يسمي كرموس هو الذي بني شمشاط واملورية وقاريم وليوذا . وكان له بن يسمى قاران وثلث بنات اسم الواحدة شمشوط والاخرى هرذيا والاخرى ليوذا . فسمى هذه المدن باسمايهم. ولما اتت لفارغ خمسون سنة سار نمرود الى ناحية الجزيرة . فبني نصيبين والرها وحران . وجعل على كل مدينة سورا وسمي سور حران باسم حرتيب زوجة سيم كاهن جبال البها وصنع اهل حران تمثالا على صورة سيم هذا فسجدوا له وعشق بفلسمين نلقيز امراة نمروذا وهرب نمروذا من بين يدي بفلسمين ومن اجل ذلك بكت بنو اسرايل على نمروذا واحرقوا مدينة حران غضبا له . ولما توفيت سارة تزوج ابرهيم الجليل امراة تسمى قنطورا ابنة يفطور ملك البرارى . ولما اتت لاسحق بن ابرهيم اربعين سنة سار العازر اجيره في طلب رفقا المسماة كانت لاسحق ولما بلغ ابرهيم ماية وسبعين سنة توفي . فدفنه ابناه اسمعيل واسحق
صفحة ٤٠