قدر على اخذ جميع اجساد الابا فليفعل وياخذ معه كتب الوصايا والقرابين من الذهب والمر واللبان وليضع ذلك مع جسد ابينا ادم حيث يامره الله . ثم قال لاخنوخ واما انت يا بني فلا تفارق التشمسة والتسبحة بين يدي جسم ابينا آدم واخدم بين يدي الله بالتقا والقدس ايام حياتك . وتوفي في الساعة الثالثة من يوم الجمعة لاثني عشر ليلة خلت من ايار سنة ثلثمائة وستين من حياة متوشلخ . فحنطه ابنه وكفنه وجعله في مغارة الكنوز . وارذل الله بقية ولد شيث لمحبتهم الخطية . فالتاموا سبعين ومالوا الى النزول . فلما رأى ذلك اخنوخ ومتوشلخ ولامك ونوح حزنوا حزنا عظيما ولما تمت لاخنوخ في تشمسته بين يدي الرب خمسون سنة وذلك سنة ثلثماية وخمس وستين سنة من عمره وقف على منزلته عند الاهه . فدعا بمتوشلخ ولامك ونوح . وقال انا اعلم ان الرب وسيغضب على هذا الشعب ويحكم عليه حكما ليست فيه رحمة وانتم بقية الابا والاجيال المقدسة فلا تدعون التشمسة بين يدي الرب وكونوا طاهرين اتقيا واعلموا أنه لن يولد في هذا الطور المقدس بعدكم انسان يكون ابا وريسا على قومه ولما استتم اخنوخ وصيته هذه رفعه الله الى ارض الحياة وجعله مقيمها حول الفردوس في البلد الذي لا موت فيه ثم ان ولد شيت طرحوا من الطور المقدس الى محلة قايين وولده . فلم يبقى منهم على الطور غير الثلثة الابا متوشلخ ولامك ونوح . وحفظ نوح البار نفسه البتولة خمس ماية سنة . ولما كان بعد ذلك ناجاه الله المتحنن على اهل طاعته وأمره أن يتزوج امرأة يقال لها هيكل ابنة ناموسا بن اخنوخ
صفحة ٢٣