واثنا عشر سنة . ثم مرض مرضه الذي توفي فيه . واجتمع عنده انوش وقينان ومهلاليل ويرد وأخنوخ ونساوهم وبنوهم وبناتهم . وصلي عليهم ودعا لهم وبركهم وقال لهم ، بحق دم هابيل الزكي ان نزل احد منكم من هذا الجبل المقدس ، ولا اختلط بولد قايين القاتول . فانتم تعلمون عداوة ما بيننا منذ قتل هابيل الزكي . ثم ادني ابنه انوش منه وقال له . انت سيد قومك . فاذا انا مت فالزم الخدمة بين يدي الرب وبين يدي جسد ابينا آدم المقدس . واستحلفه بدم هابيل الزكي أن يحسن تدبير شعبه وان يسوسهم بالنقا والطهارة . ولا يفتر من الخدمة بين يدي جسد ادم ومات شيث وهو بن تسع ماية واثنا عشر سنة يوم الثلث لاربع وعشرين ليلة خلت من آب سنة عشرين من عمر اخنوخ الصديق . فحنط بالمر واللبان والسليخة . وجعل في مغارة الكنوز مع جسد ابيه ادم . وناح عليه قومه اربعين يوما . ودبر انوش بعد وفاة ابيه شعبه بالطهارة والتقا امتثل ما أوصاه ابوه به فيهم ولما عاش انوش ثمان مائة وعشرين سنة قتل لامك الاعمي من سبط قايين القاتول في الغابة المعروفة بنون . وكان السبب في ذلك أن لامك كان مجتاز على الغابة متوكيا على بن له شاب . فسمع حركة في الغابة وكانت حركة قايين لانه كان لا يتهيا له ان يقر في مكان واحد منذ قتل اخاه فظن لامك أن تلك الحركة لبعض الوحوش . فتناول من الارض حجرا ورمي به نحو الحركة فوقع الحجر بين عيني قايين فقتله . فقال ابنه انا لله قتلت برميتك ابينا قايين فرفع لامك الاعمى كفيه ليسفق بهما اسفا على قتل قايين . فاصابت راس ابنه فقتله . ولما اتت لانوش تسع ماية وخمس سنين مرض مرضه الذي مات فيه . فاجتمع اليه ساير الابا وفيهم يرد وأخنوخ ومتوشلخ وقينان بن متوشلخ ومهلاليل ونساوهم وبنوهم وبناتهم فبركهم ودعا لهم وصلى عليهم وكد عليهم الايمان بدم هابيل الا تختلطوا باولاد قايين والا تنزلوا من الطور المقدس . وذكرهم عداوة ما بينهم لقتل هابيل . واستدني قينان ابنه منه . وقال له كن يا بني لقومك واهلك كما كنت انا لهم، ودبرهم بعد وفاتي واوصى ابنه مهلاليل برعاية شعبه بالنقا والطهارة . ولا يبطل عن التشمسة بين يدي جسد ابينا ادم مدة حياته . وتوفي انوش بعد أن اتت تسع ماية سنة وخمس سنين يوم السبت الثلث ليال خلون من تشرين الاول سنة ثلث وخمسين من عمر متوشلخ . فحنطه ابنه قينان وكان بكره وكفنه وجعله في مغارة الكنوز . ودبر قينان قومه بالتقا والقدس وحفظ وصايا ابيه وعاش تسع مائة وعشرين سنة ومات يوم الاربعا ثلث عشر ليلة خلت من حزيران . فتولى مهلاليل دفنه ووضعه في مغارة الكنوز مع ابايه وعاش مهلاليل ثمان ماية سنة وخمسة وتسعين سنة . ولما حضرته الوفاة 'أوصى قومه بمثل وصايا من تقدمه من ابايه . وقدم يرد ابنه على الشعب . وكانت وفاته يوم الاحد لليلتين خلتا من نيسان فتولاه برد ووضعه في المغارة مع ابايه ولما اتت ليرد خمس ماية سنة خالف بعض بني شيث وصايا ابائهم . ونبذوا ايمانهم ورا ظهورهم . وبدا الاول فالاول بنزل من الجبل المقدس الى احيا ولد قايين . وكان السبب في ذلك انه تبع للامك الاعمى ابنان يقال لاحدهما توفيل والاخر تو بلقين . فعملا القيثارات وهي العيدان . والنايات والطبول وساير الملاهي . فاحدثت الشياطين فيها اصواتا شجية ولم يكن في بني قايين فيهم احد يامر بمعروف ولا ينهي عن منكر . وكان كل واحد منهم يعمل بحسب هواه فكانوا مشتغلين بالملاهي والاكل والشرب والفساد فاصطاد الشيطان بني شيث حتى اخلطهم ببني قايين بتلك الملاهي لانهم كانوا يسمعون أصواتها انزلهم من الجبل المقدس الى الارض الملعونة ونقلهم من جوار الله وملايكته الى جوار الشياطين . فاختاروا الموت على الحياة . ورفضوا الاسم الذي انحلهم الله اياه . لانه تقدست أسماوه دعاهم بني الرب كقوله المفضل في نبوة داود حيث يقول انكم جميعا الهة أوبنو العلى تدعون . فلما اساتم ونجستم ابدانكم بالحنيفات بنات قايين مثلهم تموتون في الخطية . وحرصوا على اللذات النجسة لا يتداخلهم من ذلك حيا ولا غضاضة . فرجست الارض واختلط الابنا . فلم يكن احد يعرف ولده من
ولد غيره . فاحثوا الشيطان عليهم وبعثهم وخصهم على كل بلية . وكانوا باعمالهم فرحين . تسمع لهم ضحك بشع كصهيل الرماك . وكانت ضجتهم تسمع في الطور المقدس واجتمع من ولد شيث ماية رجل من الجبابرة الاشدا الاقويا على النزول . فبلغ ذلك يرد . فاغتم غم شديدا واستحضرهم واستحلفهم بدم
هابيل الزكي الا ينزلون . وذكرهم الايمان التي اخذها عليهم آباوهم الماضون . وحضر اخنوخ الصديق فقال لهم اعلموا يا بني شيث أن من اطرح وصية الاب وخالف الايمان التي استحلف بها وجعلها ورا ظهره ونزل من هذا الطور المقدس . انه لا يعود اليه ابدا . فلم يلتفتون إلى موعظة يرد ولنواهي اخنوخ ونزلوا . فلما
صفحة ٢١