من نيسان . وفي اربع عشرة ليلة من الهلال وفي مثل هذا اليوم اسلم سيدنا المسيح نفسه في يد ابيه فاتصل الحزن على ادم من ولده وولد ولده مايه واربعين يوما لانه اول ميت مات على الارض . وانقسمت الشعوب بين اهل قايين القاتول بعد وفاة ادم . فاخذ شيث اولاده واولاد اولاده ونساءهم واطلعهم الى الطور البهي المقدس . الموضع الذي دفن فيه ادم. وبقى قايين واهله واولاده في اسفل الجبل بالموضع الذي قتل فيه هابيل وصار شيث مدبر أهل زمانه بالتقوا والطهارة والقدس وكان وقوفي يا بني اقليمس على خبر ادم ووصيته هذه من المجوس الذين صاروا الى السيدة مارت مريم بالقرابين وقت ميلاد يسوع المسيح الاهنا المخلص . فانا وجدنا معهم صحيفة فيها ذلك كله ، فتفردت بالاحتفاظ . وكنت وساير اليهود مومنين بذلك . وكانت فيها اشيا كثيرة غير ما بينته لك لم يتهيا شرحها في هذا الوقت . ولا بد ان اخبرك بها بعد . واكشف لك جميع ما وقفت عليه من السراير وكان سبب تسمية الله ولد شيث بن ادم بني الله كما يقول الكتاب ما كان اعلنه الى شيث من التقا والطهارة . فخصهم الرب بهذا الاسم . وهو اجل الاسما لفضلهم عنده . وخولهم ان يبدلوا الطغمة من الملايكة التي تشيطنت وسقطت من السما فاقام شيث وشعبه في اسافل الفردوس وحوله على الجبل المقدس مسبحين للرب ومقدسين لاسمه . في
كل سلامة لا يدخلهم الفكر في شي من أمور العالم اكثر عملهم التسبيح والتهليل مع الملايكة لانهم كانوا يسمعون أصواتهم بالتسبيح والتهليل في الفردوس لانه كان مرتفعا فوقهم ثلثين شبرا بشبر روح القدس . ولم يكونوا يقاسون شيا من الاعمال البتة طعامهم الذي يقيمون به ابدانهم اثمار الشجر النابتة في اعالي طور الفردوس . وكانت تلك الاشجار تطيب ثمارها نسيم الفردوس الذي
كان ينالها وكان هذا الشعب تقيا قديسا . لم يكن في احد منهم غضب ولا حسد ولا محك وتكبر ولا حقد ولا ينطقون لفظا فاحشا وكذب ولا نميمة ولا وقيعة ولا يحلفون على حق . ولا باطل . وكانت ايمانهم فيما بينهم و بزكا دم هابيل الزكي وكانت عادتهم ان يبكر جميعهم الكبير والصغير والذكر والانثى فيصعدون إلى اعلى الجبل فيسجدون هناك بين يدي الله ويتبركون من جسد ادم ابيهم. ثم يرفعون اعينهم الى الفردوس ويسبحون الله ويقدسونه وينصرفون الى مواضعهم فعاش شيث بن ادم التقي تسع ماية
صفحة ١٨