كتاب جمل الغرائب للنيسابوري وأهميته في علم غريب الحديث
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
النضر بن شميل توفي سنة ٢٠٣هـ وقيل سنة ٢٠٤هـ (١) . ولا حقيقة لهذا القيل إلا أنه "مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين، ودفن في أول المحرم" (٢)، فقال بعضهم إنه توفي سنة ٢٠٤هـ. أما أنه توفي سنة ١٨٣هـ قبل وفاة أبي عبيدة (٢١٠هـ) بسبعة وعشرين عامًا، فلم يقل بذلك أحد قبل السخاوي ولا بعده. ثم ولد أبو عبيدة سنة ١١٠هـ، وولد النضر في حدود سنة ١٢٢هـ فأولهما أقدم من الثاني باثني عشر عامًا. ولكن ليس في شيء من ذلك حجة على كون أحدهما سابقًا والآخر مسبوقًا في تأليف غريب الحديث، فإنهما على كل حال عاشا ثمانين سنة في زمن واحد.
والقول الثاني الذي ذكره ابن الصلاح هو الذي عَوَّل عليه ابن الأثير الجزري (٦٠٦هـ)، في مقدمة النهاية فقال: ".. فقيل إن أول من جمع في هذا الفن شيئًا وألف أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتابًا صغيرًا ذا أوراق معدودات... ثم جمع أبو الحسن النضر ابن شميل المازني بعده كتابًا في غريب الحديث أكبر من كتاب أبي عبيدة، وشرح فيه وبسط على صغر حجمه ولطفه، ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي..." (٣) .
لم يشر ابن الأثير -كما نرى- إلى قول الحاكم، وإنما ذكر قولًا واحدًا وهو أن أبا عبيدة سبق معاصره النضر بن شميل إلى التأليف في غريب الحديث وأكد ذلك باستعمال كلمتين: "ثم" و"بعده". ولم يكن افتتاح ابن الأثير
_________
(١) نزهة الألباء: ٧٥
(٢) سير أعلام النبلاء ٩: ٣٣١.
(٣) النهاية ١: ٥.
1 / 7