كتاب جمل الغرائب للنيسابوري وأهميته في علم غريب الحديث
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
قال أبو الأسود:
ألم تر أني والتكرمُ عادتي ... وما المرء إلا لازمٌ ما تعودا
أُطَهِّر أثوابي عن الغدر والخنا ... وأنحو الذي قد كان أولى وأعودا
وقال شريك بن بشر الباهلي:
لقد رُزِئت بنو سهم بن عمرو ... بلا نكس ولا دنس الثياب
بأبيض يملأ الشِّيزى إذا ما ... رأيت الضر في وجه الكعاب
وقال آخر:
فلا بعدي يغيّر حال ودي ... عن العهد القديم ولا اقترابي
ولا عند الرخاء بطرت يومًا ... ولا في فاقة دنست ثيابي
ثم قال: "وأمثال هذا كثيرة، ولولا سبق الضمان بالاختصار لسالت على كل حديث شعاب من الشعر والمعاني" (١) .
سبق في ترجمة بيان الحق أنه كان حنفي المذهب، ولكنه تجنب ذكر مذاهب الفقهاء في هذا الكتاب. فلما فسر حديث المصراة قال في آخر كلامه: "وهذا تفسير غريب هذا الحديث، وأما تأويله على مذهبنا فقد استقصيناه في كتبنا الفقهية" (٢) . وقد رأيته في بعض المواضع -من القسم الذي بين يدي من نص الكتاب- ذكر مذهب الأحناف. ومنها أنه نقل من غريب القتبي تفسير الحديث: "من قتل فعميا فهو خطأ" أن يترامى القوم فيوجد بينهم قتيل لا يدرى من قتله، ويعمى أمره. ثم قال: "وديته عند أبي حنيفة
_________
(١) جمل الغرائب: ١٥٨.وقد أنشد بيان الحق بيتي أبي الأسود ضمن شواهد أخرى في كتاب باهر البرهان ٣: ١٥٧٥.
(٢) جمل الغرائب: ٢٧١.
1 / 43