كتاب جمل الغرائب للنيسابوري وأهميته في علم غريب الحديث
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
الفصل الثاني: كتاب جمل الغرائب
مدخل
...
الفصل الثاني: كتاب جمل الغرائب
كان بيان الحق النيسابوري عالمًا متفننًا، كما وصفه ياقوت، ويشهد بذلك تنوع مؤلفاته. فقد ألف في التفسير عدة كتب، وكذلك في الفقه وأصوله، وفي الرد على الباطنية، وفي الأدب والبلاغة. وجمع في كتابه خلق الإنسان بين علم اللغة وعلم الأخلاق.
أما هذا الكتاب "جمل الغرائب" فوضعه في تفسير غريب الحديث. وقد ذكره ياقوت (٦٢٦هـ) في ترجمته، كما ذكره الصغاني (٦٥٠هـ) من موارده في كتابيه التكملة (١) والعباب الزاخر (٢) .
وقد عرفنا في التمهيد أن عددًا كبيرًا من العلماء سبقوا بيان الحق إلى التأليف في فن غريب الحديث، ومنهم أصحاب الكتب الأمهات: أبو عبيد، وابن قتيبة، والخطابي، ثم إبراهيم الحربي، وأبو عبيد صاحب الغريبين. فما الغاية التي قصد إليها بيان الحق بتأليف الكتاب؟ وهل سلك في ترتيبه أو تفسير الغريب فيه مسلكًا جديدًا يستحق منا العناية بكتابه؟
_________
(١) التكملة والذيل والصلة ١: ٧ (المقدمة) .
(٢) بحوث وتحقيقات للميمني ٢: ٣٨٨.
(١) غاية التأليف أشار بيان الحق في مقدمة جمل الغرائب إلى مذهبه في تأليف كتبه وغايته منها بصورة عامة، فقال بعد خطبة الكتاب: "... فإن لكل علم رجالًا، بأيديهم ترتفع أعلامه، وعلى ألسنتهم تتفتق أكمامه. ولكل عالم في علمه طريقًا قد استولى على مناره وتجديد آثاره.
(١) غاية التأليف أشار بيان الحق في مقدمة جمل الغرائب إلى مذهبه في تأليف كتبه وغايته منها بصورة عامة، فقال بعد خطبة الكتاب: "... فإن لكل علم رجالًا، بأيديهم ترتفع أعلامه، وعلى ألسنتهم تتفتق أكمامه. ولكل عالم في علمه طريقًا قد استولى على مناره وتجديد آثاره.
1 / 26