============================================================
أن المعز علم من مطالعته للتجوم واستقرائها أن قطعا فى طالعه، فليا جاء موهد ذلك القطع اختفى المعز فى سرداب فى جوف الأرض ومكث فيه حولا كاملا، فكان المغاربة إذا رأوا غماما ترجل الفارس منهم وأومأ بالسلام على المعز أمير المؤمنين (1) . وقال المؤرخون أيضا إن العزيز بالله ورث عن أبيه علوم التشجيم وادعاء الغيب، ويروون تهكم شعراه مضر بالعزيز ، فقد قيل ان العزيز بالله صعد يوما المثبر فراى رقعة فيها بالظلم والجور قد رضينا وليس بالكفر والحماقة ان كنت أعطيت علم غيب فقل لنا كاتب البطاقة وتضيف الرواية أن العريز آقلع عن ادعائه الغيب بعد ذلك ، ويروى ابن ميسر فى تاريخه أن الثيل زاد وبلغ الماء الباب الجديد ، أول الشارع خارج القاهرة ، فليا بلغ الحافظ ذلك أظهر الحزن والانقطاع ، قدخل إليه بعض خواصه وسأله عن السبب فأخرج له كتابا فإذا فيه واذا وصل الماء الباب الجديد انتقل الإمام عبد المجيد، ثم قال الحافظ هذا الكتاب الذى نعلم مثه أحوالنا وأحوال دو لتثاوما يأتى بعدها، (3) ، قثل هذه الروايات التى امتلات بها الكتب التاريخية إن دلت على شىء فإنما تدل على أن الفاطميين ادعوا علم الغيب ، ولكن اذا قرأنا الكتب السرية للدهوة الفاطمية نعجب أشد الجب من أقوال هؤلاء المؤرخين الذين ادعوا هذا الادعاء على الفاطميين ، فقد نفى علياء الدعوة ودعاتها هذه المقالة عن اثمتهم ، فالقاضى النعمان يقول فى كتابه الهمة الذى تقدم له الآن بما نصه : - فإنا لانقول ماقاله الغلاة الضالون المبطلون الصادون عن أولياء الله الدافعون إمامتهم الواعمون آنهم يعلمون غيب الله وماتخفى صدور عباده، تعالى الله الذى تفرد بلم ذلك دون خلقه ولم يطلع ماشاء منه إلا من ارتضى من رسله ، وإنما أراد هؤلاء الفسقة بما نسيوه الى الاثمة صلوات الله عليهم من ذلك دفع إمامتهم ، لانهم لمازهموا أن الاثمة يعلون الغيب والثاس يرونهم لايعلمون من أمور الناس إلا ماظهر منها لهم لم يكونوا اثمة عند أولئك الفسقة ولا عند من قبل منهم ، إذ لم تكن تلك الصفة الى وصفوهم بها منهم (3) (1) النجوم الزاهرة ج4 ص * والكامل لابن الأتير ج 8 ص 220 (3) ابن ميسر حوادت سنة 43و وخاط الحرزى ج 1 س 97 (3) راجع م 53 من هذا الكتاب
صفحة ٢٣