وكان أيسخولوس أول من زاد عدد الممثلين من واحد إلى اثنين، وقلل نصيب الجوقة، وجعل للحوار المقام الأول فى التمثيل، أما سوفوكليس فزاد عدد الممثلين إلى ثلاثة، وأدخل رسم المناظر. ثم إن التراجيديا لم تزل حتى اكتسبت الفخامة والرونق تاركة شكل التمثيلية الساتورية، ومستبدلة الطول والعظم من صغر القصة وسماجة العبارة. أما العروض فقد تغير من الرباعى (الروخائى) إلى الأيامبى؛ فقد استعمل العروض الرباعى أول ما استعمل لأن الشعر كان ساتيريا وكان أقرب إلى الرقص فلما أدخل الحوار فى التمثيل اهتدت الطبيعة نفسها إلى العروض المناسب. فإن العروض الأيامبى هو أليق الأعاريض بالحوار؛ ودليل ذلك أنه كثيرا ما يتفق لنا فى أحاديثنا كلام موزون على العروض الأيامبى، فى حين أن الوزن السداسى لا يتفق إلا فى الندرة، وعندما نعدل عن نبرة الكلام العادى. أما عن زيادة عدد الفصول وما يذكر من ضروب التحسين الأخرى فينبغى أن يعتبر ما تقدم لنا قوله. فإن إشباع الحديث فى كل منها قد يكون عملا كبيرا.
[chapter 5]
صفحة ٤٤