وللتراجيديا أربعة أنواع، وهى التى قلنا أنها أجزاؤها: فمنها المعقدة التى تقوم كلها على الانقلاب والتعرف، ومنها الانفعالية كتراجيديات «أياس» و«إكسيون»، ومنها الأخلاقية كتراجيديات «نساء فثيا» و«بيليوس». والنوع الرابع... مثل تراجيديات «بنات فوركيس» و«بروميثيوس» وسائر التراجديات التى تجرى مناظرها فى هادس (الجحيم ). والخير أن يجمع الشاعر بين ذلك كله، وإلا فبين أعظمه وأكثره، لا سما والناس فى هذه الأيام يطلقون ألسنتهم بالعيب فى الشعراء؛ فإنه لما كان فى كل جزء شعراء محسنون، أراد الناس من الشاعر الواحد أن يبذ كل محسن فى الوجه الذى تفرد به من وجوه الإحسان.
صفحة ١٠٤