كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية
محقق
سيف الدين الكاتب
الناشر
دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر
وأئمتها: إن الدعاء فيه أفضل من غيره، ولكن هذا مما ابتدعه بعض أهل القبلة(٦٨) مضاهاة للنصارى وغيرهم من المشركين. فأصله من دين المشركين؛ لا من دين عباد الله المخلصين؛ كاتخاذ القبور مساجد؛ فإن هذا لم يستحبه أحد من سلف الأمة وأئمتها ولكن ابتدعه بعض أهل القبلة؛ مضاهاة لمن لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى.
فصل
وأما قول السائل: هل يجوز أن يستغيث إلى الله في الدعاء بنبي مرسل، أو ملك مقرب، أو بكلامه تعالى، أو بالكعبة، أو بالدعاء المشهور باحتياط قاف، أو بدعاء أم داود، أو الخضر، أو يجوز أن يقسم على الله في السؤال بحق فلان، بحرمة فلان، بجاه المقربين، بأقرب الخلق، أو يقسم بأعمالهم وأفعالهم، فيقال: هذا السؤال فيه فصول متعددة.
[الأدعية الشرعية]
فأما ((الأدعية التي جاءت بها السنة)) ففيها سؤال الله بأسمائه وصفاته، والاستعاذة بكلامه، كما في الأدعية التي في السنن: مثل قوله: ((اللهم! إني أسألك بأن لك الحمد، أنت الله، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم))(٦٩) ومثل قوله: ((اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد))(٧٠) ومثل الدعاء الذي في المسند: ((اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك))(٧١).
(٦٨) يريد بعض جهلتهم.
(٦٩ و ٧٠) رواهما أصحاب السنن.
(٧١) رواه الإمام أحمد.
45