" فصل في الكناية عن خروج اللحية مدحا وذما "

كان ابو نواس يقول تزودوا من لذة لا توجد في الجنة يكنى عن اتيان المختطين لان اهل الجنة جرد مرد كلهم " وفي كتاب " لباب الاداب فلان قد غلفته يد الحسن وقد احرقت فضة خده وطرز ديباج وجهه " ومن " أحسن ما احاضر به في الكناية عن خط اللحية قول بعض المولدين

وما أظرف ما كنى عنه الصاحب بزغب الحسن في قوله

انشدني بديع الزمان لنفسه من أبيات

وانما كني بالكسوف عن خروج اللحية كما قال الآخر

ومن بديع الكناية وخفيها في هذا الفصل قول القاضي ابي الحسن علي بن عبد العزيز

يكني غن قرب خروج اللحية أو خروجها وانه لا عاشق له بعدها

" الباب الثالث في الكناية عن بعض فضول الطعام وعن المكان المهيأ له "

" فصل في مقدمته "

قرأت في المستنير ان يحيى بن زياد ومطيع بن اياس وحماد عجرد اجتمعوا في مجلس يقصفون ومعهم رجل كان ينادمهم فخرجت منه ريح لها صوت فاستحيا ولم يعد اليهم فكتب اليه أحدهم

وعرض مثل ذلك لجارية تغني في مجلس فيه الجماز فاحبت ان تنظر ما عنده فقالت أي شئ تشتهي ان اغنيك فقال غنى

فضحكت وعلمت انه قد أخس بذلك " وعرض " مثل ذلك لرجل في مجلس الصاحب فاستحيا وانقطع منه فكتب اليه الصاحب

" وعرض " مثل ذلك لفتى في مجلسه ليلا فقال له الصاحب يا صبي لا تنم فخجل وقال هذا صرير التخت فقال الصاحب احسب ان يكون صرير التخت " ومن " مليح ما سمعت في هذه الكناية حكاية ابي عبد الله بن الحجاج وهي انه دعا مغنية كان يتعاشق لها فلما حصلت عنده ليلا ودارت الكؤوس نعس فتفرقع ظهره وهي قاعدة فغضبت وانصرفت فكتب اليها من الغد

" فصل في عاقبة الاكل "

صفحة ٦٩