امنه خدمة ولا أدبأ في نظيرها فإن فعل ذلك لم يحتسب ذلك عند الله، قال الشيخ: ولقد لقينا أشياخنا كلهم على ذلك وهي طريقتنا إن شاء الله تعالى.
اوقال في مسألة الغني الشاكر والفقير الصابر : وهي مسألة طويلة وغاية الما قال الناس فيها: إن الغني أفضل لتصدقه ، والذي عندي في ذلك أنه إنما كان أفضل لأجل سبقه إلى مقام الفقر ومسارعته إليه بالصدقة فله زيادة أجر، وومثل ذلك مثل رجلين عند كل واحد منهما عشرة دنانير فتصدق أحدهما من العشرة بدينار واحد وتصدق الآخر بتسعة دنانير من العشرة فغالب الناس يقول اصاحب التسعة أفضل فافهم روح المسألة فإنا فرضنا مال الرجلين على الساوي وإنما وجه التفضيل أن الذي تصدق بالأكثر كان دخوله إلى مقام الفقر أكثر من صاحبه ففضل بسبقه إلى جانب الفقر لا غير؛ قال: وهذا لا اينكره من له ذوق في المقامات، والأحوال، والكشوفات وبهذا فضلوا على اغيرهم؛ ولو أنه تصدق بالكل وبقي على أصله لا شيء له كان أعلى فنقصه امن الدرجة على قدر ما أمسكه والسلام.
وقال في قوله تعالى: (وأقرضوا الله قرضا حسنا) [المزمل: 20] القرض.
الحسن أن لا يطلب مضاعفة الأجر وإنما يقرض لأجل أمر الله تعالى ل هه بالإحسان.
وقال في حديث الذي تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما اتنفق يمينه : في هذا الحديث أن جوارح الإنسان تعلم بالأشياء ولهذا وصفها ال تعالى بأنها تشهد يوم القيامة بقوله: يؤم تشهد عليهم ألسلتهم وأيديهم اجلهم)* [النور: 24] فافهم . ثم اعلم أن إخفاءها يكون على وجوه : منها أن الا يعلم بك من تصدقت عليه بأن أعطيتها لشخص فأعطاها لذلك الفقير من اغير أن يعلمه؛ ومنها أن تعطي صدقتك لعامل لسلطان فيعطيها للأصناف الثمانية فلا يعلم الفقير من رب ذلك المال الذي أخذه على التعيين فلم يكن الهذا المتصدق على الفقير منه ولا عزة نفس. قال: وليس في الإخفاء أخفى من هذا .
ووقال في حديث مسلم: "أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح
صفحة غير معروفة