القيت من ربك السلامة فعلم أنه متى ذكر هذا المسلم الميت بسوء فقد كذب ايقينه في قوله : السلام عليكم فإنه لم يسلم منه لذكره بسوء بعد موته فافهم ووحرره إن كان فيه شيء والله يتولى هداك وقال في قوله تعالى: إن الله وملكيكته يصلون على النجئ) [الأحزاب: 5) في هذه الآية تشريف عظيم للملائكة لجمعهم مع الله في ضمير واحد افي قوله: {يصلون) وإنما نصب الملائكة بالعطف ليتحقق أن الضمير جامع المذكور قبله فليتأمل.
وقال : ينبغي للمصلي على الميت إذا شفع فيه بالدعاء عند الله أن لا اخص ذنبا بعينه بل يعم كل ذنب ويعترف عن الميت بجميع السيئات لتعم الميت الرحمة وإن لم يعمم المصلي فالميت تحت المشيئة فإن شاء الحق اعمه بالتجاوز والمغفرة، وإن شاء عامل الميت بحسب ما وقعت فيه الشفاعة امن الشافع. قال : ولهذا ينبغي للمصلي على الميت أن يسأل الله تعالى له التخليص من العذاب لا في دخول الجنة فقط لأنه مأثم دار ثالثة إنما هي جن أ نار وإذا سأل في دخول الجنة قبل سؤاله ولكن ربما يرى في الطريق ما الييوله فلهذا كان اشتغال المصلي في شفاعته بأن ينجي الله في ذلك الميت من كل ما يحول بينه وبين استصحاب العافية له أولى للميت وأنفع وفي الحديث : الوعافه واعف عنه" قال : وعلم مما قدمناه أن الشفاعة مقبولة في كل مسلم وأن كل من ظن بمسلم عدم قبول الشفاعة فيه فما عنده من ذلك اخير لا والله بل ذلك الميت سعيد ولو كانت ذنوبه عدد الحصى والرمل، أما المختصة بالله تعالى فمغفورة وأما مظالم العباد فإن الله يصلح بين عباده يوم القيامة فعلى كل حال لا بد من الخير ولو بعد حين قبل دخول الجنة فاعلم اوقال: رفع الأيدي في التكبيرات مؤذن بالافتقار في كل حال كأن الشافع يقول ما بأيدينا شيء من أحوالنا ولأمر كله لك يا ربنا.
اقال: وإنما استقر الأمر في الجنازة على أربع تكبيرات اعتبارا بأن أكثر اعدد ركعات الفرائض أربع ومعلوم أنه لا ركوع في صلاة الجنازة بل هن كلها
صفحة غير معروفة