اعليك في نفسي، وقال كذلك : السلام على عباد الله الصالحين فإنهم كذك اأمرون الناس بما يخالف أهواءهم بحكم الإرث للأنبياء. قال: وأما تسليمنا اعلى أنفسنا فإن فينا ما يقتضي الاعتراض واللوم هنا علينا، فنلزم نفوسنا التسليم فيه لنا، ولا نعترض كما يقول الإنسان : قلت لنفسي : كذا فقالت: لا أنتهي اقال: وإنما أمر المصلي أن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين بالألف واللام أيضا لتشمل جميع السلام بأجناسه على نفسه .
اقال: وإنما جاء بنون الجمع ليؤذن بأن كل جزء من هذا المسلم يسلم اعل بقية أجزائه وعوالمه حين رأى بيت قلبه خاليا من كل ما سوى الله فسلم اعلى نفسه كما أمر أن يسلم إذا دخل بيتا ما فيه أحد نيابة عن الحق الذي يشهده في قلبه كما قال: إن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده اقال: وإنما قال "وعلى عباد الله الصالحين" بالواو دون ذكر لفظ السلام تنبيها اعلى أن المراد بالصالحين المستعملين في آمور مطلق الإسلام من المسلمين الا الصالحين في العرف. قال : وإنما لم يعطف المصلي السلام الذي سلم به اعلى نفسه بالواو على السلام الذي سلم به على نبيه لأنه لو عطفه عليه لسلم على نفسه من جهة النبوة وهو باب قد سده الله كما سد باب الرسالة عن كل مخلوق بمحمد إلى يوم القيامة وتعين بهذا أنه لا مناسبة بيننا وبين رسول الله فإنه في المرتبة التي لا تنبغي لنا فابتدأنا بالسلام علينا في طورنا من اغير عطف، انتهى قلت: وفي هذا القول من الشيخ رحمه الله رد على من افترى عليه أن ه يقول: لقد حجر ابن آمنة واسعا بقوله: "لا نبي بعدي" .
وقد ذكر في شرحه لترجمان الأشواق أيضا ما نصه: اعلم أن المقام المحمدي ممنوع من دخوله لنا وغاية معرفتنا به النظر إليه كما ننظر الكواكب في السماء وكما ينظر أهل الجنة السفلى إلى من هو في عليين. قال: وقدا فتح الشيخ أبي يزيد البسطامي من مقام النبي قدر خرم إبرة تجليا لا دخولا فاحترق. فكذب والله من افترى على الشيخ وخاب مسعاه والله أعلم
صفحة غير معروفة