الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
٥ - ويدل على وجوب الخشوع، حديث جابر بن سمرة ﵁ - قال: خرج علينا رسول الله ﷺ فقال: «مَا لِي أَرَاكُمْ رَافِعِي أَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ (١)، اسْكُنُوا فِي الصَّلَاةِ ..» (٢).
٦ - ومما يدل على وجوب الخشوع في الصلاة قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ (٣)، قال الإمام ابن القيم ﵀: «وليس السهو عنها تركها، وإلا لم يكونوا مصلين، وإنما هو السهو عن واجبها: إما عن الوقت، كما قال ابن مسعود وغيره، وإما عن الحضور والخشوع، والصواب أنه يعمّ النوعين؛ فإنه سبحانه أثبت لهم صلاة، ووصفهم بالسهو عنها، فهو السهو عن وقتها الواجب، أو عن إخلاصها، وحضورها الواجب؛ ولذلك وصفهم بالسهو، ولو كان السهو تركًا لما كان هناك رياء ..» (٤).
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ عن وسواس الرجل في صلاته، وما حد المبطل للصلاة؟ وما حد المكروه منه، وهل يُباح منه شيء في الصلاة؟ وهل يعذّب الرجل في شيء منه؟ وما حدّ الإخلاص في الصلاة؟ ... [وقول بعض السلف]: «لَيْسَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ
_________
(١) شمس: جمع شموس، مثل: رسل ورسول، وهي التي لا تستقر، بل تضرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها.
(٢) مسلم، كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة، ... برقم ٤٣٠.
(٣) سورة الماعون، الآيتان: ٤ - ٥.
(٤) مدارج السالكين، ١/ ٥٢٧.
1 / 44