الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
142

الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

فيستلذُّ الطاعة، ويتحمَّل المشاق في رضى الله ﷿ ورسوله ﷺ (١). والتلذذ بالصلاة يكون بأمرين: الأمر الأول: المبادرة والتبكير برغبةٍ ولذَّةٍ إلى الصلاة: كان النبي ﷺ يبادر إلى الصلاة، فقد كان يكون مع أهله، فإذا أذَّنَ المؤذِّنُ خَرَج وتَرَكَهُم (٢)؛ لحديث عائشة ﵂ قالت: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ خَرَجَ» (٣). وقد كان ﷺ يحثُّ الناس ويرغِّبهم في المبادرة إلى الصلاة، وإلى الصف الأول، فعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ (٤) لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ (٥) وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» (٦).

(١) عقيدة المسلم، ١/ ٦٩، للمؤلف. (٢) البخاري، كتاب أبواب التهجد، باب من نام أول الليل وأحيا آخره، برقم ١١٤٦، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، برقم ٧٣٩. ولفظه عند البخاري: «قال الأسود: سألت عائشة ﵂: كيف صلاة رسول الله ﷺ بالليل؟ قالت: كان ينام أوَّله، ويقوم آخره، فيصلِّي، ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذَّن المؤذن وثب، فإن كانت به حاجة اغتسل، وإلا توضأ وخرج». (٣) البخاري، كتاب النفقات، باب خدمة الرجل في أهله، برقم ٥٣٦٣، وأحمد، ٤٢/ ٤٦٧، برقم ٢٥٧١٠، والترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ﷺ، باب ٤٥ حدثنا هناد، برقم ٢٤٨٩. (٤) التهجير: هو التبكير إلى الصلاة. (٥) العتمة: صلاة العشاء. (٦) متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب الاستهام في الأذان، برقم ٦١٥، ومسلم، كتاب الصلاة باب تسوية الصفوف وإقامتها، برقم ٤٣٧.

1 / 143