الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
141

الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

المبحث العشرون: الخشوع يثمر التلذذ بطعم الصلاة لا شك أن للصلاة طعمًا؛ لأنها من أعظم العبادات، والعبادة لله تعالى يتلذَذ بها المسلم الصادق مع الله تعالى؛ ولهذا قال النبي ﷺ: «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» (١). ومما يدل على التلذُّذ بالعبادة قول النبيّ ﷺ: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمّا سِواهُما، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلاّ للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ كَما يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ» (٢). وفي رواية للإمام أحمد عن أبي رزين العقيلي: «... فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ فَقَدْ دَخَلَ حُبُّ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِكَ كَمَا دَخَلَ حُبُّ الْمَاءِ لِلظَّمْآنِ فِي الْيَوْمِ الْقَائِظِ» (٣). فمن وفقه الله تعالى لذلك ذاق طعم الإيمان، ووجد حلاوته،

(١) مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي والكبائر، برقم ٣٤، من حديث العباس بن عبد المطلب ﵁. (٢) متفق عليه: البخاري، كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، برقم ١٦، ومسلم، كتاب الإيمان باب بيان خصالٍ من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان، برقم ٤٣. (٣) أحمد في المسند، ٤/ ١١، وفي المسند المحقق، ١٦/ ١١٤، برقم ١٦١٩٤، ولكن قال محققو المسند، ٢٦/ ١١٤: «إسناده ضعيف لانقطاعه: سليمان بن موسى، وهو الأشدق، لم يدرك أحدًا من الصحابة فيما قاله الترمذي في العلل، ١/ ٥٣ - ٥٤ نقلًا عن البخاري، وبقية رجاله ثقات». قلت: تغني عنه الأحاديث الصحيحة.

1 / 142