274

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

الناشر

دار صادر

مكان النشر

بيروت

يجلس للوعظ بِالْمَدْرَسَةِ المؤيدية وَكَانَ لَا يسمع أصلا وَإِنَّمَا كُنَّا نكتب لَهُ مَا نَسْأَلهُ عَنهُ أَخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ يُوسُف بن شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا وَعَن الشَّمْس مُحَمَّد الرَّمْلِيّ وَعَن الشَّيْخ مُحَمَّد بن حسن الطنجي وَغَيرهم وَله من المؤلفات شرح عَليّ الْجَامِع الصَّغِير وَهُوَ شرح مُفِيد جَامع وَمِنْه كَانَ يستمد الشَّيْخ عبد الرؤف الْمَنَاوِيّ فِي شروحه وَله مقدمه وَضعهَا قبل الشَّرْح الْمَذْكُور تشْتَمل على أَرْبَعَة وَعشْرين علما قلت وَقد رَأَيْت هَذَا الشَّرْح وطالعته فرأيته استوعب فِي مقدمته أَشْيَاء نفيسة جمة الْفَائِدَة وَله رِسَالَة سَمَّاهَا نيل الاهتداء فِي فضل الارتداء أَصْلهَا سُؤال عَن وضع الشد على الْكَتِفَيْنِ هَل لَهُ أصل فِي السّنة أَولا فَأجَاب فِيهَا بِمَا حَاصله أَن الأَصْل فِي ذَلِك الرِّدَاء ثمَّ قَالَ فَإِن قلت فَهَذَا الَّذِي اعتاده النَّاس من جعل ثوب على الْعُنُق وإرساله من الْجَانِبَيْنِ هَل لَهُ أصل من السّنة قلت لَا أصل لَهُ وَهُوَ عَادَة القبط قَدِيما كَمَا قَالَه أَبُو شامة وَغَيره مِمَّن ألف فِي الْحَوَادِث والبدع وَقد اعتاده النَّاس فَمن فعله حرم بركَة الاقتداءبه
وروى أَبُو دَاوُد عَن ابْن عمر والطبرني فِي الْأَوْسَط قَالَ وَمن تشبه بِقوم فهم مِنْهُم قَالَ وَأما الارتداء فَمن فعله فببركة أَتبَاع السّنة يَقِيه الله الْمَكْرُوه فَعَلَيْك بالاتباع وَإِيَّاك والابتداع وَمن عَجِيب مَا وَقع لي أَنه حضر بعض أكَابِر الْعلمَاء وَمن ينْسب إِلَى المشيخة الْكُبْرَى وَهَذَا الثَّوْب الَّذِي يعرف الْآن بالشد على عُنُقه على صُورَة فعل القبط فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي مَا مستندكم فِي هَذَا الْفِعْل وَلم عدلتم عَن اتِّبَاع مَا كَانَ يَفْعَله
فَمَا أعَاد جَوَابا كَأَنَّهُ ألقم الْحجر ورحم الله ابْن رشد قَالَ كَانَ الْعلم فِي الصُّدُور فَصَارَ الْآن فِي الثِّيَاب انْتهى وَقَالَ قبل ذَلِك وَفِي النِّهَايَة الرِّدَاء الثَّوْب أَو الْبرد الَّذِي يَضَعهُ الْإِنْسَان على عَاتِقيهِ وَبَين كَتفيهِ فَوق ثِيَابه روى الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر ﵄ أَن رَسُول الله
قَالَ الارتداء لبسة الْعَرَب والالتفاع لبسة الايمان وَكَانَ رَسُول الله
يَفْعَله قَالَ عبد الْملك بن جُبَير فِي شرح الْمُوَطَّأ الارتداء وضع الرِّدَاء على الْكَتِفَيْنِ والتلفع أَن يلقِي الانسان الثَّوْب على رَأسه ثمَّ يلتف بِهِ لَا يكون الالتفاع إِلَّا بتغطية الرَّأْس وروى ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة ﵂ قَالَت كَانَ طول رِدَاء رَسُول الله
أَرْبَعَة أَذْرع وشبرًا فِي ذِرَاع وروى ابْن سعد عَن عُرْوَة بن الزبير أَن طول رِدَاء النَّبِي
أَرْبَعَة أَذْرع وَعرضه ذراعان انْتهى خَاتِمَة فِي بَيَان عبارَة صَاحب التَّرْجَمَة وَعبارَة غَيره من شرَّاح الْجَامِع الصَّغِير فِي جَوَاز اللَّعْن وتحريمه قَالَ

1 / 275