266

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

الناشر

دار صادر

مكان النشر

بيروت

لغامز وَلَا يلمز لبه المبرأ من الْعَيْب لامز كَانَ قد ولي الْقَضَاء بِمَكَّة المشرفة فنال بِهِ من أمله مَا طمح بَصَره إِلَيْهِ واستشرفه وَلما حصل أَخُوهُ فِي قَبْضَة الشريف أَحْمد ابْن عبد الْمطلب ومني مِنْهُ بذلك الفادح الَّذِي فهر بِهِ وَغلب حصل هُوَ أَيْضا فِي الْقَبْض والأسر وَأَرْدَفَ مَعَه على ذَلِك الأدهم بالقسر حَتَّى جرع أَخُوهُ تِلْكَ الكاس وأنعم عَلَيْهِ بالخلاص بعد الْيَأْس فرَاش الدَّهْر حَاله وَأعَاد مِنْهَا مَا غَيره وأحاله وَلم يزل فارغ البال من شواغل النكد والبلبال إِلَى أَن انْقَضتْ أَيَّامه وتنبهت لَهُ من دواعي الْمنون نيامه وَله شعر بديع الأسلوب يملك برقته المسامع والقلوب فَمن ذَلِك قصيدته الَّتِي يمدح بهَا الشريف مَسْعُود بن إِدْرِيس
(عوجا قَلِيلا كَذَا عَن أَيمن الْوَادي ... واستوقف العيس لَا يَحْدُو بهَا الْحَادِي)
(وعرجابي على ربع صَحِبت بِهِ ... شرخ الشبيبة فِي أكناف أجواد)
(واستعطفا جيرة بِالشعبِ قد نزلُوا ... أَعلَى الْكَثِيب فهم غيي وإرشادي)
(وسائلًا عَن فُؤَادِي تبلغا أملي ... إِن التعلل يشفي غلَّة الصادي)
(واستشفعا واسعفا سؤالكم فَعَسَى ... يقدر الله إسعافي وإسعادي)
(وأحملاني وحطا عَن قلوصكما ... فِي سرح مردي الأعادي الضيغم العادي)
(مَسْعُود عين العلى المسعود طالعه ... قلب الكتيبة صدر الحفل والنادي)
(رَأس الْمُلُوك يَمِين الْملك ساعده ... زند الْمَعَالِي جبين الجحفل البادي)
(شهم السراة الأولى سَارَتْ عوارفهم ... شرقًا وغربًا بأغوار وأنجاد)
(فَرد غمار العلى فِي سوحه وأرح ... أَيدي الركائب من وخد وآساد)
(فَلَا مناخ لنا فِي غير ساحته ... وجود كفيه فِيهَا رائح غادي)
(يعشوشب الْعِزّ فِي أكناف ذروته ... يَا حبذا الشّعب فِي الدُّنْيَا لمرتاد)
(ونجتني ثَمَر الآمال يانعة ... من روض مَعْرُوفَة من قبل ميعاد)
(فَأَي سوح يرجي بعد ساحته ... وَأي قصد لمقصود وقصاد)
(لِيهن ذَا الْملك إِذْ ألبست حلته ... تحيى مآثر آبَاء وأجداد)
(عَلَوْت فخرا ففاخرت النُّجُوم على ... والشهب فخرًا بِأَسْبَاب وأوتاد)
(ولحت بَدْرًا بأفق الْملك متحدة ... شمس النَّهَار وَهَذَا جرها بَادِي)
(وصنت مَكَّة إِذْ طهرت حوزتها ... من ثلة أهل تَغْلِيب والحاد)
(قد غر بَعضهم الإهمال يحسبه ... عفوا فَعَاد لاتلاف وإفساد)

1 / 267