خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
الناشر
دار صادر
مكان النشر
بيروت
مقدراهم وَلَا يضام جوارهم فأموالهم مصونة مُحْتَرمَة وأعراضهم مبجلة مكرمَة إِكْرَاما وتعظيمًا لشعائر الدّين إِذْ هم موضحو شَرِيعَة سيد الْمُرْسلين وَمِنْهُم الْعباد المخلصين وَقَالَ الْفَقِيه أَحْمد بن مُحَمَّد باجمال الأصبحي فِي مطالع الْأَنْوَار فِي بروج الْجمال بِبَيَان مَنَاقِب آل باجمال اعْلَم أَن باجمال بتَشْديد الْمِيم ينتسبون إِلَى كِنْدَة الْقَبِيلَة الْمَشْهُورَة وَكَانُوا مُلُوك حَضرمَوْت فِي الْجَاهِلِيَّة وَنقل عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن سراج أَنه قَالَ فِي مواهب الْبر الرؤف أَن جد آل باجمال ثَوْر بن مرتع بِضَم الْمِيم وَفتح الرَّاء وَكسر الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة الْمُشَدّدَة ابْن مُعَاوِيَة بن ثَوْر بن عفير هُوَ كِنْدَة كَمَا فِي التَّهْذِيب وَكَانُوا وُلَاة ثَوْر فَأَخذهَا آل بانجاد فانتقلوا إِلَى شبام وجدهم الْجَامِع لجميعهم هُوَ الشَّيْخ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم فَجَمِيعهمْ منسوبون إِلَيْهِ وَكَانَ معاصر للشَّيْخ عبد الله بن مُحَمَّد باعباد الْقَدِيم ثمَّ قَالَ فَإِذا كَانَت الْقَبِيلَة منحصرة فِي جد مَعْلُوم وتشعب أَوْلَاده أفخاذًا فَإِذا مَاتَ وَاحِد مِنْهُم وَجَهل أقربهم إِلَيْهِ مَعَ تحقق أَن جد هَؤُلَاءِ الْمَوْجُودين وَالْمَيِّت زيد لَكِن جهلت الوسائط فقد اخْتلف الْمُتَأَخّرُونَ فَأفْتى أَبُو قضام بِأَنَّهُ لَا بُد من ذكر المتوسطين بَين الْمَيِّت وَالْجد الْمَذْكُور والإحياء وَالْجد هَذَا لتعرف أصولهم المعدودة وَأفْتى جمَاعَة من الْفُقَهَاء تبعا لأبي قضام وَخَالف الْعَلامَة عبد الله بن عمر بامخرمة وَقَالَ هَذَا من الْإِرْث المحصور بِالِاسْتِحْقَاقِ وَقَالَ وَمحل معرفَة الوسائط فِي الْقَبِيلَة المنتشرة وَأما مَعَ الانحصار الْمُحَقق فَلَا يحْتَاج لمعْرِفَة الوسائط فَإِن علم أَعلَى دَرَجَة فالإرث لَهُ وَإِن لم يعلم وَادّعى ذَلِك كل وَاحِد من أَرْبَاب الْمِيرَاث المحصورين فِي ذَلِك الْجد الْمَذْكُور فَيُوقف الْمِيرَاث إِلَى إقرارهم بالأقرب أَو مناقلتهم بِالنذرِ لأَحَدهم لِأَن الْإِرْث وَالْحَالة هَذِه مُحَقّق مَحْصُور فيهم وَجرى على مَا قَالَه أَبُو مخرمَة الْفَقِيه عبد الله بن سراج وَقَالَ فِي كَلَام الشهَاب ابْن حجر مَا يشْهد لذَلِك وَالَّذِي نعتمده مَا قَالَه أَبُو مخرمَة لِأَن الْعلَّة تَقْتَضِيه
الشَّيْخ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الوارثي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الصديقي الْمَعْرُوف بالوارثي الإِمَام الْكَبِير الْمُفَسّر الْمُحدث وَنسبه إِلَى الصّديق مُتَّفق عَلَيْهِ ذكره السخاوي فِي تَارِيخه عِنْد ذكر جد بدر الدّين قَالَ عبد الْبر الفيومي فِي كِتَابه المنتزه وَرَأَيْت المنشور الَّذِي كتب لَهُ أَن يكون قَاضِي الْقُضَاة بالقطر الْمصْرِيّ من أحد الْمُلُوك وَهُوَ عِنْدهم مَوْجُود وَذكر فِيهِ اتِّصَال النّسَب وَأمه بنت الشَّيْخ أبي الْحسن الْبكْرِيّ فالشمس الْبكْرِيّ خَاله وَأم جده ولأمه شريفة وَله من جِهَة أم وَالِده
1 / 234