خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
الناشر
دار صادر
مكان النشر
بيروت
(يَا سَاكِني طيبَة فخرًا فقد ... طابت فروع مِنْكُم وَالْأُصُول)
(وَآيَة الْأَنْصَار فِيكُم سرت ... كَأَنَّمَا الْمَقْصُود مِنْهَا الشُّمُول)
(تصفون مَحْض الود من جَاءَكُم ... فَمَا عَسى مادحكم أَن يَقُول)
(وليهنكم مَا قد خصصتم بِهِ ... فيا لَهَا خصيصة لَا تَزُول)
(جاورتم الْمُخْتَار خير الورى ... وفزتم فِي سوحه بالحلول)
فَأَجَابَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بقوله
(أعظم بِأَهْل الرُّكْن من سادة ... فِي مفرق العلياء جروا الذيول)
(جيران بَيت الله من قدرهم ... تحار فِي دَرك مداه الْعُقُول)
(بِمَكَّة حلوا فحلوا بهَا ... جيد الْمَعَالِي حلية لَا تَزُول)
(من مثلهم وَالْفضل حق لَهُم ... وَمِنْهُم التَّاج أَمَام الثقول)
(رَئِيس هَذَا الْعَصْر من جلة ... سمادع غر كرام فحول)
(أكْرم بِهِ إِذْ قَالَ من أجلنا ... طابت فروع مِنْكُم وَالْأُصُول)
(وَآيَة الْأَنْصَار فِيكُم سرت ... لكنني بِالْإِذْنِ مِنْكُم أَقُول)
(يَا نخبة الْأَنْصَار مِنْكُم لنا ... حَتَّى شهدتم وصفكم لَا يحول)
(وَأَنْتُم جيران ذَاك الْحمى ... والآن أَنْتُم فِي جوَار الرَّسُول)
(جمعتم فضلا إِلَى فَضلكُمْ ... فسدتم النَّاس وَحقّ الْمَقُول)
(فَالله رب الْعَرْش سُبْحَانَهُ ... يوليكم الْحسنى وَحسن الْقبُول)
(حَتَّى توافوا الْقَصْد فِي نعْمَة ... تترى وَعمر فِي سرُور يطول)
(ودولة الأفضال تسمو بكم ... وتزدهي طورًا وطورًا تصول)
(مَا غردت وَرْقَاء فِي دوحة ... غنا وغنت حَتَّى طَابَ الدُّخُول)
وَمن لطائف مَا وَقع لَهُ مَعَ القَاضِي تَاج الدّين الْمَذْكُور أَنه رأى فِي الْمَنَام فِي الْعَام الَّذِي زار فِيهِ التَّاج فِي الْمَدِينَة كَأَنَّهُ فِي مجْلِس الدَّرْس فِي الرَّوْضَة النَّبَوِيَّة وَإِذا بِالْقَاضِي تَاج الدّين دَاخل من بَاب السَّلَام وَهُوَ قَاصد الحضرة والشريفة فَلَمَّا قضى الوطر من التَّحِيَّة والزيارة جَاءَ بفضله وجلالة قدره إِلَى الْمجْلس وَقعد بعد تلقيه وتقبيل يَدَيْهِ وَأَشَارَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ
(أمولاي تَاج الدّين لَا زلت ذَا عَليّ ... على الْهَام والأوهام وَلَيْسَت بِذِي فطن)
(إِذا كُنْتُم فِي مجْلِس كَانَ أَهله ... بأجمعهم خرسًا وَأَنت لَك اللسن)
1 / 231