كأنها وهي في كفي أهش بها
على الثمانين عاما لا على غنمي
ومن قوله في موضع آخر :
ثمانون عاما عشتها ووجدتها
تهدم ما تبني وتخفض ما تعلي
أنه قد بلغ الثمانين أو ناف عليها، فيكون قد ولد حوالي سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وأنه قد صار شاعرا تقربه الخلفاء في نحو العشرين من عمره.
طبع ديوانه بروما طبعة غالية من نسخة نقلها «زكريا بن خضر بن علي بن طاهر البقاعي ثم اللبناني ثم الدمشقي»، وفرغ من كتابتها في شهر ذي القعدة سنة ست بعد الألف، واسمه في نسخة من ديوان عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الصقلي السرقوسي، ويدعوه بعض الرواة أبا محمد عبد الجبار، ولعلها كنية، ومنهم من ينسبه إلى الأزد.
أما الديوان فجيد أكثره، لا سيما ما كان منه وصفا أو نسيبا صانه الإهمال عن الابتذال فلم تبهت له من القدم طلية، وله سرقات عن بعض شعراء المشارقة، ولكنها سرقات ظاهرة أو هي سرقات أمام العين كما يقولون، أما فهمه للشعر فيختلف عما كان يفهمه منه قدماء الشعراء؛ فقد تذوق كنه الشعر ونفذ إلى روح الإلهام، فمن قوله في الشعر:
ووجدت علم الشعر أخفى من هوى
لم تفشه عين لعين رقيب
صفحة غير معروفة