خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر

قال العلامة أبو الحسن النَّدْوي: ( لا شك أن الغزالي من نوابغ الإسلام وعقوله الكبيرة ، ومن كبار قادة الفكر الإسلامي ، ورجال الإصلاح والتجديد الذين لهم فضل كبير في بعث الروح الدينية ، وإيقاظ الفكر الإسلامي ، والدعوة إلى حقائق الإسلام وأخلاقه ، وفي مقاومة الغزوات العقلية التي كانت تجتاح المجتمع الإسلامي ، ومهما قيل فيه وقيل عنه .. فإن إخلاصه أسمى من أن يشك فيه ، وإن علو همته في جميع العلوم والنبوغ فيها ، ثم علوّ همته في طلب الحقيقة واليقين ، ثم علو همته في طلب الآخرة وتحقيق غاية الوجود .. لا يزال موضع استغراب وتقدير وإكبار من الجميع ، وأنّ ما خلّفه من آثار وتراث علمي .. ثروة علمية إسلامية لا يُستهان بقيمتها، ولا يُنكر فضلُها في عصر من العصور ) اهـ ^(١)

المبحث السابع : تصانيفُه

اقتصرتُ في ذكر مصنفات الإمام الغزالي على ما ذكره الإمام تاج الدين السبكي في ترجمته ^(٢) ، ورتبتها بحسب موضوعاتها ، ولم أتعرض لغيرها مما نُسب إليه سواء صحت نسبته أم لا ؛ لأن في ذلك تطويلاً لا تحتمله هذه الدراسة ، إذ يحتاج هذا وحده دراسةً خاصة ، وقد قامت بالفعل دراساتٌ عدةٌ حول مؤلفات الإمام الغزالي ، ومن أجمعها وأوسعها: كتابُ ((مؤلفات الغزالي)) للدكتور عبد الرحمن بدوي رحمه الله، وقد بذل جهدَه في جمع كلّ ما نُسب إلى الإمام الغزالي من الكتب ، ثم بين ما ثبتت نسبتُه من غيره ، ورتب ثابتَ النسبة بحسب تاريخ تأليفه ، وتكلم عن المطبوع منها والمخطوط بحسب ما وقع له يوم التأليف.

مصنفاته في علم الكلام والمنطق والفلسفة: ((الأربعون))، و(( الأسماء الحسنى))، و((المنقذ من الضلال))، و((اللباب المنتحل))، و((الاقتصاد في الاعتقاد))، و((معيار النظر))، و((محكّ النظر))، و((المستظهري)) في الرّد على الباطنية، و((تهافت الفلاسفة))، و((المقاصد في بيان اعتقاد الأوائل)) وهو (( مقاصد