39

خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر

محقق

أمجد رشيد محمد علي

الناشر

دار المنهاج

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هجري

مكان النشر

جدة

أبي القاسم الإسكاف الإسفراييني، وسمع الحديث الكثير في صباه من والده وآخرين، وجمع له كتاب ((الأربعين))، وأجاز له الحافظ أبو نعيم، وحَدَّث.

أقعد مكان والده للتدريس وسنه دون العشرين، وسافر إلى بغداد يلتقي بالأكابر من العلماء يدارسهم ويناظرهم حتى شاع ذكره، ثم خرج إلى الحجاز وجاور بمكة أربع سنين يدرس ويفتي، ويجمع طرق المذهب، ويقبل على التحصيل، ثم عاد إلى نيسابور، وكان بالغاً في العلم نهايته مستجمعاً أسبابه، فبنيت له المدرسة النظامية، وأقعد للتدريس فيها، وبقي على ذلك قريباً من ثلاثين سنة، يقعد بين يديه كل يوم نحو من ثلاث مئة رجل من الأئمة ومن الطلبة.

وقد أدركه قضاء الله المحتوم، فمرض باليرقان وتوفي ليلة الأربعاء بعد صلاة العَتَمة ٢٥ ربيع الآخر سنة (٤٧٨ هـ) وهو ابن ٥٩ سنة، وصلى عليه ابنه الإمام المظفر أبو القاسم.

له تصانيف كثيرة، منها: ((نهاية المطلب في دراية المذهب))، و((الشامل))، و((الإرشاد))، و((الرسالة النظامية)) في أصول الدين، و((البرهان))، و((التلخيص))، و((الورقات)) في أصول الفقه، وغيرها.

٤ - الفارَمَذي(١): هو الإمام الشيخ الزاهد أبو علي الفضل بن محمد بن علي الفارمذي الطوسي، ولد سنة (٤٠٧ هـ)، تفقه على أبي حامد الغزالي الكبير، ودخل نيسابور وصحب زين الإسلام أبا القاسم القشيري، وبالغ في الاجتهاد عنده حتى فتح عليه، ثم عاد إلى طوس واتصل بالشيخ الزاهد أبي القاسم الكُرّكاني، فصاحبه، وجلس للتذكير وبرع فيه بحيث لم يعهد مثله في التذكير، ثم سافر إلى نيسابور وعقد فيها أيضاً مجلس التذكير، ووقع كلامه في القلوب، وصار معظماً عند الوزير نظام الملك وكبار نيسابور.

قال الفارسي: (هو شيخٌ في عصره، المنفرد بطريقته في التذكير، لم يسبق إليها في عبارته وتهذيبه وحسن أدبه ومليح استعارته ودقيق إشارته ورقة ألفاظه)(٢).

(١) الطبقات الكبرى (٣٠٤/٥-٣٠٦).

(٢) المرجع السابق (٣٠٥/٥).

39